العربية
في لقائه الأسبوعي بمنتسبي العتبة العلوية المقدسة .... إمامة محمد وآل محمد الطاهرين من الله سبحانه وتعالى وليست إمامة من المفتعلات الدخيلة على الدين
الاخبار

في لقائه الأسبوعي بمنتسبي العتبة العلوية المقدسة .... إمامة محمد وآل محمد الطاهرين من الله سبحانه وتعالى وليست إمامة من المفتعلات الدخيلة على الدين

منذ ١٠ سنين - ٢٠ فبراير ٢٠١٤ ٢١٦٧
مشاركة
مشاركة

خلال لقائه الأسبوعي بالمنتسبين أكد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين في تكملة لبحثه حول إمامة الأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام : سبق وان قلنا أن إمامة محمد واله الطاهرين هي من الله سبحانه وتعالى وليست من المفتعلات الدخيلة على الدين كما هو الشأن في إمامة غيرهم

في لقائه الأسبوعي بمنتسبي العتبة العلوية المقدسة .... إمامة محمد وآل محمد الطاهرين من الله سبحانه وتعالى وليست إمامة من المفتعلات الدخيلة على الدين
ملء الشاشة

خلال لقائه الأسبوعي بالمنتسبين أكد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين في تكملة لبحثه حول إمامة الأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام : سبق وان قلنا أن إمامة محمد واله الطاهرين هي من الله سبحانه وتعالى وليست من المفتعلات الدخيلة على الدين كما هو الشأن في إمامة غيرهم ....وعلى هذا الأساس يجب أن يتعامل الإنسان معهم ...

فهذه الإمامة هي من الله سبحانه ، وليست إمامة من المفتعلات الدخيلة على الدين .

أما اليوم فنقف عند قولهم (صلوات الله عليهم) في هذا العرفان أن يكون هذا الإمام المَزُورْ مفترض الطاعة , أي أن زيارة الإنسان للمعصوم يجب أن تتضمن الالتزام بطاعته وان يهيئ نفسه للاستجابة لكل ما يصدره إليه من أمرٍ أو نهيٍ ومع أن مفهوم الطاعة غير خفيٍ على احد إلا أن لهذه الطاعة أبعاداً مهمة يجب أن نقف عليها ولو بشكل سريع , ونبدأ مع القرآن الكريم في الأوامر الإلهية التي وردت بطاعة الرسول الأعظم (صلوات الله وسلامه عليه) والآيات التي وردت في طاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يمكن تقسيمها إلى طوائف , الطائفة الأولى منها ما ورد فيها من الله تعالى مطلقا إذ ألزمت المسلمين أن يطيعوا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يطيعوا الله تعالى قال تعالى ( يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) أي انتم أيها المؤمنون بإعتباركم عباداً لله يجب عليكم ان تطيعوا هذا الرسول كما تطيعون الله تعالى وفرضْ الطاعة هذا إنما هو من الله تعالى نفسه ، فالله هو من فرض هذه الطاعة دون من سواه من الناس.

ومادام الإنسان عبداً فعليه أن لا يخرج عن هذه العبودية إلا بطاعة الله تعالى وهذه الاستقامة في العبودية لا تحصل للإنسان إلا بطاعة الله تعالى ومن أمر الله بطاعته قال سبحانه (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ).

 ثم إن الطاعة كما تتحقق في امتثال أمرِ الرسل (عليهم الصلاة والسلام) تتحقق بإتباع ما يأتيهالرسول من سلوك ، قال سبحانه ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ), أي أن الرسول إذا مضى في عمل من الأعمال فعلى الإنسان المسلم ان يتبع الرسول في هذا العمل ويمضي على نهجه .

وقد تتحقق باعتماد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)) مثلاً أعلى في الحياة يتأسى به الإنسان في المواقف التي يتخذها والصفات والحالات التي يمضي عنها وهو ما يعنيه قوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) , إذن فالطاعة لا تقف مع هؤلاء الأصفياء في امتثال الأوامر والنواهي فحسب وإنما لا بد لكل مؤمن أن يجب عندما يتحدد على أساسها معنى الطاعة التي أشارت إليها الآيات الكريمة في إتباع جميع ما صدر عن النبي من أوامر أو نهج أو صفة أو موقف إذ أن النبي نور يستضاء به في الحياة .

وهنا سؤال يطرح نفسه ما هي علاقتنا بالنبي(ص) وهل هي علاقة عبد بسَيِّدْ أو خادم بمخدوم؟

وفي جواب هذا السؤال المهم يجب أن يرجع إلى العلاقة المبدئية للإنسان بالله تعالى .. وفي هذه العلاقة نرى أن النبي وآله ( صلوات الله عليهم ) لا يعدو أن يكون كسائر الناس عبداً من عبيد الله  عزوجل وهو ما يشهد به كل مسلم في صلاته اذ يقول واشهد أن محمداً عبده ورسوله نعم فالعبودية الحقيقية إنما هي لله تعالى كونه الخالق وهو المدبر الذي خضع كل شئ لأمره واستجاب كل شئ لتدبيره ، وهنا يكمن الفرق بين مفهوم طاعتنا للنبي (صلى الله عليه وآله ) وسائر أنبياء الله تعالى وأصفيائه فهي لكونهم مبلغين عن الله سبحانه ، وهنا يكمن الفرق بين الطاعتين فطاعة الله طاعة عبودية أما طاعة الرسل والأصفياء فهي طاعة أتباع وناس وشهداء (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله), لكونهم الطريق إلى الله تعالى ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) ، وقوله تعالى (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) ولأن الله لا يأمر إلا بالعدل والإحسان ولا ينهى إلا عن الفحشاء والمنكر فان الكمال الإنساني المطلق لا يتحقق إلا من خلال إتّباع محمد صلى الله عليه واله ورسالته وأصفيائه ولهذا ورد في الآية الكريمة ( إن تطيعوه تهتدوا )، أما الخروج عن هذه الرسالة مخالفة أمر الله ونهيه الذي بلغه الرسل والأصفياء فهو الوقوف وهو الانحراف وهو الإرتكاس في قصور الباطل .