برعاية الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة وبحضور سماحة الأمين العام للعتبة المقدسة الشيخ ضياء الدين زين الدين وأعضاء مجلس الإدارة أقيم السبت 19-4-2014 المهرجان الأول لتخريج الدورة العلوية من جامعات العراق في القاعة الكبرى لمدينة الزائرين التابعة للعتبة العلوية المقدسة وبحضور رئيس جامعة الكوفة وممثلي عدد من الجامعات العراقية وجمعٌ غفيرٌ من طلبة الجامعات العراقية.

إبتدأ الحفل بآيٍ من الذكر الحكيم تلاها على أسماع الحاضرين المقرئ الأستاذ أحمد جاسم النجفي بعدها تُلي النشيد الوطني من قبل هيأة المرتضى للإنشاد الإسلامي التابعة لقسم إعلام العتبة المقدسة، ثم تقدَّم الأمين العام للعتبة المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين بإلقاء كلمته الترحيبية التي أكد فيها على محاور عدّة قائلا: في رحاب علي عليه السلام وفي ظلال قبته الشامخة بالكرامة والتقوى والمجد نرحب بإخوة أساتذة أجلاء وبأبناء أعزة نجباء شاء الله أن يحملهم مسؤولية قيادة الركب العلمي في هذا البلد الحبيب حيث يؤمل أن يجري له على أيديهم الخير والبركات، ويفتح له بهم.

مضيفا بالقول: شاء الله تعالى أن تصادف دورتكم هذه مرور أربعة عشر قرناً على استلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام زمام الحكم  في البشرية بعد الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وكلكم تعلمون ما لهذا الحكم من ميزات كبرى تتطلع اليها البشرية .. كل البشرية في استقامتها وكمالها  لا على صعيد العدل الاجتماعي والانساني فحسب ، وانما على صعيد البناء الذاتي الشخصي لكل انسان حيث يكون العدل والاستقامة والمنهجية.

وتابع الأمين العام كملته بالقول: ما يعنيه  اجتماعنا هذا واحتفالنا بدخول هذا الرعيل الزاكي من ابناء العراق وبناته ساحات المسؤوليات العلمية والحياتية من خلال استلامهم شهادات التخرج والتخصص في مختلف الميادين العلمية التي يحتاجها الوطن والشعب في النمو والنهوض نحو الاعلى.

واختتم سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين كلمته بالقول: وختاما اكرر ترحيبي بكم ودعواتي الى الله جلَّ وعلا ان يوفقكم لمرضاته وللنهوض بالعِلم في هذا الوطن الحبيب ،وبالوطن ذاته الى المصافِ التي ارادها الله لكم رفعة وسمواً ومجداً وسؤُدداً.

بعدها تقدَّم رئيس جامعة الكوفة الدكتور عقيل عبد ياسين بإلقاء كلمة الجامعات العراقية ، تحدث فيها قائلاً: يعتبر تكريم العتبة العلوية المقدسة للطلبة الاوائل في الجامعات العراقية مبادرة رائعة لتشجيعهم على تطوير انفسهم واكتساب مهارات من مختلف العلوم ومن مختلف الجامعات.

مضيفا بالقول: إن هذه المبادرة مهمة جدا لان هنالك تأثير كبير على  الشباب من خلال الانترنت والفضائيات ونحن ندعو كل المؤسسات الدينية بالحذو لما قامت به العتبة العلوية المقدسة أن لا تترك الشباب بعيدين عن التأثير الديني والروحي.

وثمَّن الدكتور عقيل عبد ياسين مبادرة العتبة المقدسة واصفاً إياها بالقول " إن هذه المبادرة مبادرة رائعة وبإسم وزارة التعليم العالي وجميع منتسبي ورؤساء الجامعات العراقية أتقدم بالشكر الجزيل والتقدير العالي لسماحة الامين العام للعتبة العلوية المقدسة ولجميع المنتسبين لهذه المبادرة ومن الله التوفيق.

بعدها اتحفت هيأة المرتضى للإنشاد الإسلامي اسماع الحاضرين بأناشيد صدحت لأمير المؤمنين والزهراء (عليهما السلام) بمناسبة ذكرى ولادتها العطرة ثم تم تسليم الدروع والهدايا من قبل الأمين وأعضاء مجلس الإدارة للضيوف الكرام ولجميع طلبة الجامعات العراقية.

من جانبهم عبّر ممثلو الجامعات العراقية والطلبة الخريجين وعدد من اعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة للمركز الاعلامي للعتبة العلوية المقدسة ، عن آرائهم في المهرجان ورعاية العتبة العلوية المقدسة لهذا المهرجان .

وقال الدكتور علي كاظم من جامعة واسط عضو لجنة التنسيق مع العتبات المقدسة "نحيي القائمين على ادارة العتبة العلوية المقدسة بدءا من الامين العام وسائر المنتسبين الذين لمسنا منهم الجد والاخلاص وحسن العمل في طاعة الله سبحانه وتعالى وخدمة للشباب الجامعي وقد لمسنا ذلك مسبقا من خلال الدورات المتخصصة التي زج بها طلبتنا في التنمية البشرية وفي غيرها من النشاطات الدينية والتوعوية وكان للعتبة المقدسة حضور مميز لاسيما في هذا العام ونبارك لهم هذا الجهد ونسأله جلَّ وعلا ان يوفق الجميع للمزيد من العطاء لاننا ننظر الى العتبة العلوية المقدسة وصاحب هذا المكان الطاهر عليه السلام كونه مصدر العلم والعطاء وهنالك خصوصية للعتبة العلوية اذ ننتظر منها ان تكون الرائدة في مجال العلم والتقوى وفي مجال قيادة وجذب الشباب الجامعي  لاسيما في هكذا محافل ومهرجانات وفي هذا الزمن الذي تعصف به امواج متلاطمة من الافكار والتيارات المنحرفة والضالة ولابد من تحصين هؤلاء الشباب عن طريق الوعي والارشاد والتواصل وخير من يقوم بهذه المهمة هم خدمة وسدنة أمير المؤمنين عليه السلام لأن طريق امير المؤمنين هو طريق الحق والعدل ".

من جانبه تحدَّث الدكتور مهدي السهلاوي مساعد رئيس جامعة الكوفة للشؤون الادارية " على بركة الله استبشرنا برعاية العتبة العلوية المقدسة المهرجان العلوي الاول لتكريم الطلبة الاوائل في عدد من الجامعات العراقية وهذا دليل على حرص الامانة العامة للعتبة المقدسة لدفع المسيرة الاكاديمية التعليمية وابنائنا الطلبة وتحفيزهم على التواصل والنجاح العلمي ودفع الجامعات أيضا للانفتاح والتواصل مع العتبات المقدسة وهو موقف يسجله التاريخ للعتبة العلوية المقدسة".

وأكد الدكتور عامر العامري ممثل الجامعة المستنصرية " ان التلاقح بالأفكار والتآزر بالمعطيات العلمية والثقافية يعبر عن مخاض عميق وكبير له ولادة تمثل النجاح والتفوق والابداع وما يحصل من تمازج بين العتبات المقدسة والجامعات العراقية هو تواصل علمي وفقهي ومعرفي يزيد من حركة المجتمع والشباب للتقدم بغية الاخذ بيد هذه النخبة الشبابية الى المستقبل الزاهر والنجاح والتفوق والابداع وتحقيق الطموح في بناء عراق جديد ".

وأكد الدكتور عامر حسن فياض عميد وممثل كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين ، قائلا": المعروف ان كل القمم مدببة الا ثلاث تكون عريضة ، قمة الوطنية التي تتسع للجميع وقمة الايمان التي تتسع لجميع المؤمنين وقمة العلم التي تتسع للجميع  ومن هنا فإن ذلك يجسد التلاقي بين مؤسسة إيمانية ومؤسسة علمية فهذا المهرجان يؤكد بأن المؤسسة الدينية بإستطاعتها كما عودتنا أن تلعب دورا مهما في تنمية الحياة بشكل عام ودعم العلم والمعرفة بشكل خاص ".

اما الدكتورعدنان عبيد عميد كلية الحقوق جامعة النهرين فقد تحدث قائلا ": نعتقد ان المبادرة جديدة من نوعها اذ قامت العتبة العلوية المقدسة باحتضان طلبة الجامعات العراقية المتميزين الاوائل خلال الفصل الدراسي 2013-2014ونتمنى ان تكون المبادرة قدم صدق على طريق التواصل بين الجامعات والعتبة المقدسة على اعتبار ان الاعتبارات العلمية كلها تتعلق بخدمة العتبة المقدسة والمجتمع ".

وقال الدكتور وائل شوقي ممثل الجامعة التكنولوجية بغداد " فكرة طيبة جدا تقدمها العتبة العلوية المقدسة في احتضان الطلبة الذين رشحتهم الجامعات العراقية في هذا اليوم لكي تقدم لهم التكريم والاحتفاء وهذا ما عهدنا بالعتبة العلوية المقدسة في إحتضان ورعاية مختلف المؤسسات الجامعية والتربوية والاجتماعية ومختلف شرائح المجتمع وجميع الناس من بقاع العالم اجمع لان في كنفها سيد العدالة الانسانية الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وما قدمته الامانة العامة للعتبة المقدسة يعد حافزا للطلبة للتوفق والابداع كل مجالات تخصصهم ليكونوا بناة لوطنهم ".

من جانبه تحدَّث الدكتور علي خضير حجي " تنظم اليوم العتبة العلوية المقدسة المهرجان العلوي لتكريم دفعة من الطلبة الخريجين الاوائل في الجامعات العراقية وهي مبادرة من الامانة العامة للعتبة المقدسة بان تحتضن هؤلاء الخريجين لانهم بناة البلد وهم المعول عليهم في بناء مستقبل العراق  ، وهذه المبادرة تأتي ضمن مد الجسور والتواصل والانفتاح بين العتبات المقدسة والجامعات العراقية وابنائها الطلبة ، كما ان الامانة العامة للعتبة المقدسة تعد العدة لمبادرات وبرامج تواصلية أخرى في العام المقبل ".

من ناحيته قال الأستاذ عبد السلام عبد الكاظم أبو صيبع عضو مجلس إدارة العتبة العلوية المقدسة " دأبت العتبة المقدسة بين الحين والاخر على  تقديم وإحتضان وإستضافة ورعاية برامج ودورات ومهرجانات في جميع المجالات الدينية والثقافية والاكاديمية والاعلامية والجامعية والتربوية ، وهو نهج يعد من أساسيات الإستراتيجية التي تنتهجها الامانة العامة للعتبة المقدسة في التواصل والانفتاح على هذه المؤسسات والغرض من هذه الاستراتيجية خلق التعاون والتنسيق مع اجيال المستقبل التي تؤمن بها بالتوجه ومواكبة التطور الحاصل في المناهج والاساليب التربوية والاكاديمية والجامعية بما يتلاءم مع المبادئ الحق لآل البيت الأطهار التي هي ذاتها مبادئ الدين الاسلامي ".

 وقال الطالب رافد ياسين جاهل الاول على قسمه في كلية الفقه - جامعة الكوفة :" اليوم كان من الايام التي فيها فرحة وسرور في قلوبنا في الدورة العلوية في جامعات العراقية المشاركة في هذه المهرجان ونقدم شكرنا للقائمين على هذا المهرجان وهذا شعور لا يوصف ،وهذا الامر هو فوز في الدنيا والاخرة في رحاب وصي رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام ".

من جانبها قالت الطالبة  سهاد حسين عبد الرضا الاولى في كلية الفقه - جامعة الكوفة الاولى " نشكر هذه المبادرة الرائعة من القائمين في العتبة العلوية المقدسة وهذا شعور طيب نشعر به من هكذا مبادرات وخصوصا أن يكون التكريم في رحاب الامام امير المؤمنين (عليه السلام) نثمن القائمين على هذه المبادرة حيث كان الامام علي ( عليه السلام ) هو من يشجع على العلم والتزود من العلم والتفوق ونحن نستلهم من هذا المكان المقدس هذه الروحية وهذا العطاء لنا ".