العربية
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة في لقائه الاسبوعي بالمنتسبين .. إن حدث استلام عليٍ عليه السلام لحكومة الحق هو حاجة لجميع البصائر والعقول الى يوم القيامة
الاخبار

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة في لقائه الاسبوعي بالمنتسبين .. إن حدث استلام عليٍ عليه السلام لحكومة الحق هو حاجة لجميع البصائر والعقول الى يوم القيامة

منذ ٩ سنين - ٦ مايو ٢٠١٤ ٢١٥١
مشاركة
مشاركة

عقد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين لقائه الاسبوعي بمنتسبي العتبة المقدسة صباح يوم الثلاثاء 6 رجب الأصب للعام الهجري 1435 الموافق 6/5/2014 .

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة في لقائه الاسبوعي بالمنتسبين .. إن حدث استلام عليٍ عليه السلام لحكومة الحق هو حاجة لجميع البصائر والعقول الى يوم القيامة
ملء الشاشة

عقد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين لقائه الاسبوعي بمنتسبي العتبة المقدسة صباح يوم الثلاثاء 6 رجب الأصب للعام الهجري 1435 الموافق 6/5/2014 .

وقد تناول في حديثه مناسبة مرور أربعة عشر قرناً على استلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لحكومة دولة الحق.

وبدأ سماحة الشيخ زين الدين حديثه بالقول: إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مع كونه النور الإلهي وما يحمل من الفضائل بإجماع المسلمين الا أنه لم يفسح له المجال لأن يقود الأمة بعد الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) مع إن الرسول الاكرم صلوات الله عليه قد أشار في مواطن كثيرة وأخصها في يوم الغدير حيث قال(من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه) ومع ذلك كله فقد شاء الآخرون أن يصرفوا الخلافة الى غيره ولكن المسلمين بعد 25 سنة أي بعد مقتل عثمان بن عفان انهالوا عليه يطلبون منه تولي الحكم وكما يقول هو عليه السلام(حتى وطئ الحسنان وشقّا عطفاي .....) فحينئذ أضطر سلام الله عليه أن يتقبل الحكم وقد صادف ذلك سنة 35 للهجرة ونحن الان في سنة 1435 للهجرة ويعني ذلك مرور أربعة قرناً على استلام أمير المؤمنين علي عليه السلام للحكم الاسلامي وهذه مناسبة لم تمر على آبائنا ولن تمر على أبنائنا، فهي مناسبة قرنية، وقد وفق الله المسلمون في أيامنا هذه ان يتعايشوا مع هذه الذكرى العطرة الميمونة.

وهذه الذكرى حينما تمر على المسلمين وخصوصا الشيعة وبالاخص خدمة أمير المؤمنين عليه السلام فهي أن لا تمرّ مثل باقي المناسبات إذا ان لهذه المناسبة ميزة خاصة، وقد طالعنا في أكثر من مناسبة مع مسؤولي ومنتسبي العتبة المقدسة وأعطينا توصياتنا على أن تكون هذه السنة سنة متميزة وهذه الميزة اعمق من الاحتفالات والمهرجانات إذ ينبغي أن تستشعرها القلوب والعقول والبصائر.

والسؤال الذي يتبادر الى الذهن: مالذي يعنيه استلام عليٍ عليه السلام لحكومة الاسلام؟ فهل هو مثل باقي الملوك والحكام وينتهي دوره بإنتهاء حكمه ام إن المسألة شئ آخر؟.

وفي معرض ردنا من هذا السؤال، فنقول، أننا لو رجعنا الى الاولويات التي إصطفى الله جل وعلا علياً عليه السلام بها وجعله وصياً لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولو أخذنا حديثاً للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيه (كنت أنا وعلي نوراً بيدي الله عزوجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلمّا خلق الله تعالى آدم جعلني في صُلب عبد الله وجعل علياً في صُلب أبي طالب).

ولو وقفنا عند كلمة (نور) التي وردت في الحديث الآنف الذكر نقول أن الله تبارك وتعالى قد اختار علياً بعد محمد كون نوره الذي إنتجبه وإختاره قبل البشر وليجعل البشرية بمستوى الاستفادة من ذلك النور العلوي الى يوم القيامة.

إذن فأول مكانة وصفة وأساس الاختيار الالهي لعليٍ كونه وصي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو نور الله الخالد، فآل البيت ينهلون من نور واحد ومن معين واحد وعلى البشرية أن تقتبس من هذا النور حيث أنها تصل الى الكمال حينما تجسد هذا النور الالهي في سلوكها وأخلاقها.

وبذلك فإن حكومة علي عليه السلام إنما هي من اجل ان تبث مبادئ وأخلاق عليٍ عليه السلام إذ ليست هناك حدود معينة تحدها في الزمان والمكان وهي ليست مقتصرة على ذلك الوقت بل إنها ممتدة في جميع العصور والى يوم القيامة.

فكل كلمة أو موقف لامير المؤمنين عليه السلام هو قبس من ذلك النور وحريٌّ بنا أن نسترشد هذا النور في حياتنا وأن الله تبارك وتعالى قد جعل تلك المقامات على لسان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في شخصية أميرالمؤمنين عليه السلام وإصطفاه بهذه الدرجات العليا، وبذلك فإن حدث استلام عليٍ عليه السلام لحكومة الحق هو ما تحتاجه جميع البصائر والعقول الى يوم القيامة.