وتناول الشيخ زين الدين خلال اللقاء شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومدى العلاقة التي تربط المسلمين بها وابتدأ حديثه بالقول :محمد وما ادراك ما محمد فهو القائل عن نفسه مخاطبا امير المؤمنين علي عليه السلام (يا علي ما عرفني الا الله وانت) فعندما نحاول الوقوف على شخصية النبي نحن كمن يحاول النظر الى نور الشمس فلا نرى منها الا النور ونعجز عندها من معرفة جوهرها ,وكذلك لو حاولنا معرفة جوهر الشخصية النبوية العظيمة فان الامر غير متاح لنا فقد اغلق الله عز وجل منافذ افهام البشرية عن ادراك هذا الجوهر .وفي هذه المناسبة مع قرب حلول ذكرى ولادة النبي صلى الله عليه وآله نعرج على موضوع كلمات التهاني التي نستخدمها بيننا فالمباركة والتهنئة هي تمني استحقاق الانسان المقابل ان يكون على هدي النبي وان يقتبس من نوره الذي يهدي (وانك لتهدي الى صراط مستقيم ) اما اذا لم يكن الانسان ملتزما بما جاء به النبي من تعاليم فهو غير مستحق لتلك التهنئة وكذلك ببقية المناسبات والاعمال العبادية كشهر رمضان والالتزام بالحج فلو لم يكن ملتزما بأيمانه فهو غير مستحق لتكل الدعوة .
ومع هذه المقدمة نطرح سؤالا ونقول من اين تبدأ علاقتنا بالنبي اي الواجب تجاه تلك الشخصية العظيمة فقد ورد في القران الكريم (واقم وجهك للدين حنيفا ) فأي دين هذا الذي تقصده الآية الكريمة , وهنا وردت الاجابة في مكان اخر من القران (فطرة الله التي فطر الناس عليها ) فالخطاب جاء بمعنى انتم ايها البشر اتبعوا طريق الله (اتبعوني يحببكم الله ) فعلاقتنا مع النبي هي الصراط المستقيم الذي وجد عليه الانسان ,وقد يتساءل الانسان في هذا السياق لماذا يتم الاحتفاء بكل ما يمت للنبي من مناسبات عن مرقد امير المؤمنين علي عليه السلام كذكرى مبعثه وشهادته وولادته صلى الله عليه وآله , وللجواب نقول ان عليا صلوات الله عليه هو باب مدينة علم النبي (انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد المدينة فليأتها من بابها) والحديث يشير بصريح العبارة الى ان عليا هو الطريق الموصل للنبي صلى الله عليه وآله .