انام سلمة رضوان الله عليها تعد ركنا اساسيا في التشيع بعد مولاتنا الزهراء عليها السلام ولابد من القول ان التأمل في الاحاديث والروايات تبين مدى عظم منزلة هذه الشخصية الكبيرة وحديث الكساء احد هذه الاحاديث .ولو لم يكن مسندا من قبل ام سلمة لأعتبره بقية المسلمين حديثا شيعيا ولم يكن ليعترف به احد من بقية المذاهب على الرغم من ادعائهم ان الحديث خاص بمنزلة النساء علما ان القرائن العقلية تذهب الى نقض ما ادعوا .

كما كان للسيدة ام سلمة منزلة خاصة عند امير المؤمنين علي عليه السلام .ذلك انه لما اراد الخروج لمعركة الجمل جعل اسرار الامامة عند ام سلمة على الرغم من وجود اهل بيته وكذلك فعل الامام الحسين على السلام لماعزم الخروج الى كربلاء حيث اعطاها متعلقات الامامة واسرارها وامرها بإعطائها الى ولده الامام زين العابدين .
جدير بالذكر ان حديثا جرى بين سعد بن ابي وقاص ومعاوية حول امير المؤمنين علي عليه السلام وقد ذكر سعد ان النبي صلى الله عليه وآله قال (علي مع الحق والحق مع علي ) ثم اردف سعد بقوله انه سمع هذا الحديث في بيت ام سلمة .
وبالعودة الى مرحلة مابعد شهادة النبي ص وآله وماجرى على اهل بيته فقد ورد عن ام سلمة ا نابا بكر لما سمع خطبة الزهراء عليها السلام في المسجد عقب وفاة النبي صلى الله عليه وآله نادى الصلاة الجامعة ثم ارتقى ابو بكر المنبر وخطب بالناس قائلا أيها الناس! ماهذه الرعة (أي:الاستماع والإصغاء) إلى كل قالة (أي: القول) أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله؟! ألا مَن شهد فليتكلم! إنما هو ثعالة - يعني عليا عليه السلام - شهيد ذنبه! مربِ لكل فتنة! وهو الذي يقول : كروها جذعة بعدما هرمت!).يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء - يعني بفاطمة - كأم طحال أحب أهلها إليها البغي))!! (شرح نهج البلاغة ج16.ص214. و215،ط: دار إحياء التراث العربي .
يقول الراوي فلما سمعت ام سلمة هذه القول اطلعت رأسها من حجرتها وكانت ملاصقة للمسجد فقالت :
ألمثل فاطمة يقال هذا الكلام وهي الحوراء بين الإنس، والأنس للنفس؟! ربّيت في حجور الأنبياء، وتداولتها أيدي الملائكة، ونمت في المغارس الطاهرات، أتزعمون أن أباها رسول الله حرّم عليها ميراثه ولم يعلمها؟! أم أنه أعلمها وخالفت عن قوله وهي خيرة النسوان، وأم سادة الشبان، وعديلة مريم بنت عمران!!.. واهاً لكم وسوف تعلمون
وعقب ماقالت ام مسلمة من القول حرمت من عطائها سنة كاملة .
نستكمل حديثنا في الاسبوع القادم ونستودعكم الله وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .