نقلة نوعيّة
وفي هذا السياق صرّح، عضو اللجنة العلمية في المجمع العلويّ ، الشيخ شهيد البغدادي، للمركز الخبري قائلًا:" شهِد المؤتمر هذا العام نقلة نوعيّة في الإعداد والمحتوى، مقارنةً بالنسخة الأولى، إذ تمَّ تجاوز العديد من التحدّيات السابقة، وخرج بصورة أكثر نضجًا وتنظيمًا "، مبينًا أنَّ اللجنة العلميّة استلمت عددًا كبيرًا من البحوث من داخل العراق وخارجه، واختير منها نحو 90 بحثًا ، قُدّمت منها 70 ورقة بحثيّة خلال جلسات المؤتمر على مدى يومين متتاليين".
محاور بحثية منوَّعة
وأضاف البغدادي قائلًا:" تنوّعت محاور المؤتمر بين الجوانب الفكرية، الاقتصادية، الاجتماعية، والتنظيمية، إلى جانب دراسات متخصّصة حول المسكوكات التاريخية، والأبعاد السياسية والاجتماعية لفكر الإمام علي (عليه السلام)"، مشيرًا إلى أنَّ المؤتمر اتَّخذ بُعدًا دوليًا من حيث المشاركة والمضمون، وشهِد حضور باحثين من عشر دول وبلغات متعدّدة، ممّا أغنى النقاشات البحثية وفتح آفاقًا جديدة للطرح العلمي.
توصيات المؤتمر
وأكّد عضو اللجنة العلمية أنَّ المؤتمر شهِد في يوم الختام إصدار 14 توصية علميّة ، كان من أبرزها : التأكيد على طباعة البحوث المشاركة لقيمتها المعرفية ، وفتح المجال أمام الباحثين للإطلاع على المخطوطات النادرة في مكتبة العتبة العلويّة المقدّسة ، وإطلاق سلسلة الغدير البحثية بمشاركة أساتذة الدراسات العليا، وإنشاء مكتبة رقمية متخصّصة بجمع تراث أمير المؤمنين (عليه السلام)، والعمل على عقد ندوات نصف سنوية لإحياء الخطاب العلويّة ، ورصد جائزة سنوية باسم العتبة العلويّة لأفضل بحث في الفكر العلويّ.
يُشار إلى أنَّ مؤتمر الغدير الدوليّ بنسخته الثانية لهذا العام جاء ليجسّد روح الانفتاح العلمي والمعرفي الذي تتبنّاه العتبة العلويّة المقدّسة ، وتأسيس انطلاقة بحثية جديدة تُعيد قراءة تراث أمير المؤمنين (عليه السلام) وفق مناهج أكاديمية معاصرة، تليق بمكانة الغدير كحدث مفصليّ في التاريخ الإسلامي.