مع حلول الذكرى العطرة لولادة خاتم الأنبياء(صلى الله عليه واله)، أقامت العتبة العلوية المقدسة مهرجانا بهيجا تمتد فعالياته للفترة من 27 – 30/1/2013م يتضمن مجموعة من الفعاليات الفكرية والأدبية لإحياء هذه المناسبة الميمونة.

تضمنت فعاليات اليوم الأول من المهرجان كلمة للامين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء زين الدين(دام عزه)، بارك فيها للأمة الإسلامية والمراجع العظام ولادة الرسول الأكرم(صلى الله عليه واله)، وأشار فيها إلى عظمة صاحب المناسبة العطرة، من حيث إننا لا نستطيع أن نصفه أو نوصفه،مستشهدا بحديث الرسول للإمام علي(عليه السلام): (.. لا يعرفني إلا الله وأنت).

 ثم أشار سماحته في معرض كلمته إلى عظمة القرآن الذي نزل على صدر النبي محمد(صلى الله عليه واله) وكونه المعجزة الإلهية التي تحدى بها الأولين والآخرين،وتطرق إلى البشائر الإلهية التي سبقت نبوة الرسول التي تنبأت بظهوره في الكثير من النصوص التي أتى بها الإنجيل.

بعد ذلك، ارتقى المنبر سماحة الشيخ علي الشكري رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العلوية المقدسة ليدير جلسة حوار بحثت فی شخصية الرسول الكريم ودعوته المباركة، وقد حاضر في الجلسة السيد عز الدين نجل آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم(دام ظله)، تطرق فيها إلى اصطفاء النبي(صلى الله عليه واله) من قبل الله تعالى منذ بدء الخليقة،مؤكدا ,وجود تربية ورعاية إلهية تشكل جوهر هذا الاصطفاء الإلهي.

ثم أشار السيد عز الدين إلى أن الدين الإسلامي هو الحق الحقيق، والمتمم لباقي الأديان الأخرى،الذي تتجذر مبادئه وتعم قيمه وينتشر في أنحاء المعمورة.. ليس بالقسوة والقهر، ولكن باستيلائه على العقول لمتانة حجته وثبوت دليله.

كما استعرض سماحته المعرقلات التي واجهت عمل الإسلام في عسكره، وضرب مثلا في ذلك حكام الجور الذين استفادوا مما وفره الإسلام لهم من سلطة، لكنهم أساؤوا استغلالها،وضرب مثلا آخر في أصحاب العقول المتحجّرة الذين لا يعلمون من الإسلام إلا ظاهره،ويعمدون الى القتل والسلب باسم الإسلام مما يؤدي إلى ردود فعل مسيئة لهذا الدين القويم، وفي ختام حديثه أكد السيد الحكيم على أن هذه السلبيات قد درأها الأئمة(سلام الله عليهم) من خلال أخلاقهم الكريمة ومبادئهم العليا وتعاملهم الحسن مع جميع الأقوام.

بعدها تقدم الدكتور رؤوف احمد الشمري المختص في علم الكلام ليلقي محاضرة قيّمة بعنوان (سفير السماء.. المهمة والأداء) استعرض فيها الخصال العظيمة التي تحلى بها الرسول الكريم،مؤكدا على ان الرحمة الإلهية قد اختارت هذا الوجود المبارك ليقود البشرية نحو الأمام لأنه يتمتع بالكمال في كل شيء–نفسيا وبدنيا- فكان هو المثل الأعلى والقدوة الأولى التي يحتذي بها الأولون والآخرون.

وقد تخللت المحاضرات مداخلات واستفسارات السادة الحضور الكرام، وفي الختام وزّع الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة الهدايا التقديرية على المحاضرين الكرام.

الجدير ذكره أن منهاج المهرجان سيتضمن خلال الأيام الآتية جلسات شعرية ومحضرات فكرية ومواليد يعقدها محبو أهل البيت(عليهم السلام) لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في رحاب مرقد أمير المؤمنين(عليه السلام).