في خطوة تعد الأولى من نوعها بالتعاون الثقافي بين المؤسسات المدنية والدينية ، أكملت العتبة العلوية المقدسة استعداداتها لإقامة معرض لتراث الفنون الإسلامية بالتعاون مع دائرة التراث العامة التابعة لوزارة السياحة والآثار وبمشاركة العتبتين الحسينية والعباسية وعدد من المؤسسات الثقافية ذات العلاقة .

وحول احتضان العتبة المقدسة للمعرض ، اكد مسؤول قسم الاعلام في العتبة العلوية المقدسة الأستاذ فائق الشمّري حديثه بالقول " يهدف هذا المعرض الى ابراز أهمية التراث الاسلامي والتواصل الحضاري بين المؤسسات الثقافية الرسمية والعتبات المقدسة ، ويمثل احتضان العتبة العلوية المقدسة لهذه التظاهرة الثقافية جزء من دور العتبة الرسالي في احتضان المحركات الثقافية في المجتمع سواء الرسمية او غير الرسمية كونها تنطلق من خصوصيتها الدينية والثقافية والعقائدية حيث لم تعد هذه الاماكن المقدسة محلا للصلاة والزيارة حسب - وان كان لها الاولوية فيها - الا انها اليوم تحمل رسالة الى العالم اجمع ان هذه الاماكن هي مصدر اشعاعي وفكري على الساحة ، وكان اختيار وزارة السياحة والآثار لهذا المكان المقدسة كونه يحمل ابعادا تراثية وتاريخية بالإضافة الى دوره الروحي والديني والعقائدي، كما تم اختيار جامع عمران بن شاهين بكل ما يحمله من إرث تاريخي وحضاري لأنه يمثل أثر عمره أكثر من ألف عام وهنا سيجد الزائر لهذا المهرجان او المحفل الثقافي خصوصية كبيرة لا تتوفر في مكان آخر حيث ستتجمع الجوانب التاريخية والتراثية والثقافية وتمتزج مع الجوانب الدينية والروحية والعقائدية لتشكل بمجموعها فسيفساء تمثل نموذجا جديدا على الساحة الثقافية ".

من جانبها أشارت الدكتور فوزية المالكي مدير عام دائرة التراث في وزارة السياحة والآثار ": تم الاتفاق مع العتبة العلوية المقدسة على اقامة معرض تراث الفنون الاسلامية ايمانا بأهمية التراث الاسلامي والابداع في الفنون الاسلامية واهمية الحفاظ على تراث الفن الاسلامي من خلال إقامة المعارض المشتركة ، الهدف منها عرض ما موجود بداخل البيوت من المقتنيات للجمهور وبث ثقافة الحفاظ على التراث الاسلامي لان المعارض لها دور التثقيف والحفاظ على التراث الاسلامي ".

وأضافت السيدة المالكي "تم اختيار العتبة العلوية المقدسة لأهمية هذا المكان المقدس وجوار الامام علي عليه السلام راعي الثقافة الاسلامية والابداع الإسلامي خاصة فيما يتعلق بالخط العربي وتطوره حيث كان للإمام علي عليه السلام دور كبير في تطور الخط العربي الاسلامي اضافة الى ابداعات الفنان المسلم وكيفية استفادته من العقيدة الاسلامية وتطويعها وتطبيقها على فنونه ".

وتابعت ": ان اقامة هكذا معارض يعد فكرة جديدة نامل أن تتكرر مع بقية العتبات المقدسة الاخرى، فهنالك الكنوز والاثار الاسلامية التي نريد ان نعرض للجمهور ما موجود منها سواء عن طريق عرض الصور أو المقتنيات ".

وأشارت " بالنسبة لنا كدائرة للآثار عرضنا مقتنيات نحاسية وحلي تراثية اضافة الى نُسَخ من المخطوطات لكبار الخطاطين من المركز الوطني للمخطوطات ، كما عرضت لوحات لفنانين كبار في دائرة الفنون التشكيلية التابعة لوزارة الثقافة ، فيما تطوع العديد من الاشخاص بعرض مجموعة من المقتنيات التراثية خاصة من محلات بيع المقتنيات التراثية في بغداد والنجف".

من جانبه قال الأستاذ ليث سليم الخليلي مسؤول قسم الصيانة " لقد شاركت ورشة النفائس وورشة النقش على الخشب وورشة التلوين التابعة لقسمنا ، اضافة الى مشاركة مختبر المخطوطات التابعة للعتبة العلوية المقدسة بعرض 200 لوحة مختلفة ".

وفي هذا الصدد أشار صلاح الخاقاني من مختبر المخطوطات التابعة للعتبة العلوية المقدسة قائلا:"شاركنا بعرض 12 لوحة مصنوعة من مادة ورقية خاصة من صناعة يدوية خاصة من الخبرات الموجودة في العتبة المقدسة ، كما تعاون معنا بخط هذه اللوحات بعض الخطاطين المحترفين في النجف الاشرف ، وهذه بداية مشروع انفتاح المؤسسة الدينية على الآفاق الثقافية المحلية بل وحتى العربية والدولية  منها لان لدينا طموح بإقامة شراكات ثقافية بهذا الإطار مع المعارض الدولية لما يحمله صاحب المكان المقدس من معاني انسانية ورسالية وعقائدية واخلاقية نقوم من خلالها بعرض الأقوال والكلمات والحِكَم المأثورة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام للعالم أجمع وهو هدفنا الاساسي ."