تحت شعار (الاعمال الهندسية الكهربائية للعتبات والمزارات المقدسة بين تراكمات سلبيات الماضي ومنهجية التكامل المستقبلي ) ، انطلقت في أروقة غرفة تجارة النجف الأشرف أعمال المؤتمر الأول لأعمال الهندسة الكهربائية للعتبات والمزارات المقدسة .

وإبتدأ المؤتمر بآي من الذكر الحكيم تبعه كلمة الافتتاح ألقاها رئيس ديوان الوقف الشيعي أكد فيها بالقول ": :" ان المؤتمرات العلمية تعد احد العناصر الاساسية في تطوير مقومات العتبات المقدسة كما انها تعمل على اصلاح ما موجود الخلل الحاصل في المشاريع الجاري انجازها في العتبات المقدسة او في أي مؤسسات اخرى ،مشيرا بقوله إن المؤتمر يعد بوابة واسعة ومهمة جدا لمواكبة التطور العلمي الحاصل اليوم حيث تزداد النظريات والاساليب في تطوير العمل الكهربائي بكل اتجاهاته ، ونحن بحاجة الى دورات لتتعامل مع هذه النظريات والاساليب العلمية الجديدة ".

وشَدَّد السيد الحيدري بقوله:" إن مثل هذه المؤتمرات يجب ان لا تقتصر على الامور النظرية بل ان النظريات التي يتم طرحها تكون قابلة للتطبيق لأنها عدم تطيقها يعد هدرا لوقت ،ونأمل ان يخدم المؤتمر العتبات والمزارات المقدسة مع الامل بفتح دورات لتدريب المهندسين العاملين لكي يتمكنوا من التزاوج بين الموجود الحالي والتقدم العلمي الحاصل ونحن نعتبر ان موضوع المؤتمر هو احد المقومات الاساسية لنشوء التنمية التي تنمو من خلال هذه النظريات التي يمكن تطبيقها ".

مضيفا بقوله :" ان المؤتمر تبنته العتبة العلوية المقدسة من خلال الهيئة الاستشارية المؤسسة حديثا فيها ، من خلال القيام بدراسة مستفيضة للنظريات والبرامج التي تعود للهندسة الكهربائية من اجل خدمة العتبة العلوية المقدسة وبقية العتبات والمزارات المقدسة ، ويهدف المشروع الى توفير الاسباب التي تساعد النظريات والدراسات الحديثة والتطورات العلمية التي تحصل في الساحة العالمية خاصة في حقل الهندسة الكهربائية التي تحتاج الى دراسة عملية واقعية تؤدي الى قفز نوعية في العمل الخاص بالطاقة الكهربائية".

مشيرا بقوله " نأمل من البحوث التي سيتم مناقشتها أن تعمل على تطبيق النظريات العلمية الحديثة لرفد مشاريع البنى التحتية الخاصة بالعتبات والمزارات المقدسة فاذا تم تطبيق النظريات العلمية وهذا هو هدف المؤتمر سيتواصل مع جميع العتبات والمزارات لتقديم المشورة العلمية العملية لها".

من جانبه أكد الامين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين في كلمته بافتتاح أعمال المؤتمر ، بالقول :" ان الهدف الاساس من المؤتمر هو وضع النقاط على الحروف بكل جدية وعلمية وبكل ثقة بالنفس وثقة بالكفاءات المشاركة التي نامل ان تضع خبراتها في طريق الله الصحيح للنهوض بالأعمال الهندسية الجارية انجازها في العتبات والمزارات المقدسة ".

وأضاف الشيخ زين الدين :" ان القرار بهذا المؤتمر لم يأخذ الا من خلال الشعور بان ابواب الاصلاح الهندسي في العتبات المقدسة بما فيها العتبة العلوية المطهرة مغلقٌ الا من خلال استنهاض خبرة المعنيين بالهندسة الكهربائية من أبناء اهل البيت عليهم الصلاة والسلام ووضعهم امام مسؤولياته لتقديم رؤىً استراتيجية متكاملة واضحة الخطوط والمعالم من اجل الخدمة المثلى للعتبات المطهرة والمزارات الشيعية المقدسة بشكل عام لان العشوائية والارتكاب وردة الافعال والمعالجات المؤقتة هي كل ما نراه فعلا في معظم الاعمال الجارية في هذه الاماكن المقدسة ، لا سيما في الصعيد الهندسي في وقت يفترض ان لا ينطلق أي عمل من الاعمال في هذه الصروح العظمى الا من خلال دراسات وخطط محكمة ، لان هذه الاماكن كما يعلم الجميع هي الأوجه التراثية التي تفتخر بها طائفة اتباع اهل البيت عليهم الصلاة والسلام وهي اول ما يلحظه الداخلون والذين يريدون الاتصال مع انباء هذه الطائفة وعلى أي صعيد ."

مؤكدا بقوله انه " يجب أن تكون الدراسات والبحوث التي ستقدم خلال أيام المؤتمر قائمة ومخططة على سبل واضحة المعالم والغايات تنظر المستقبل كما تنظر الماضي والحاضر وتأخذ في حساباتها الحاجات المستقبلية وما تستوجبه من تطور وما يستجد به في مجالات الخدمة المحتملة للمكان وزائريه ، كما تأخذ الحاجات الفعلية لكل من العتبات المقدسة وزائريها وجانبها التراثي العتيد ".

 من جانبه اكد نائب الامين العام للعتبة المقدسة الاستاذ المهندس زهير شربة في تصريح للمركز الاعلامي للعتبة العلوية المقدسة ، إن :" الهدف من المؤتمر الذي تقيمه العتبة العلوية المقدسة على قاعة غرفة تجارة النجف الأشرف ، بمشاركة ممثلي العتبات المقدسة سواء في داخل العراق وخارجه في مؤتمر مشترك لبحث المشاكل المشتركة ووسائل التطوير المشتركة والافكار والرؤى التي يحملها العاملون في هذه العتبات في مجال الكهرباء باعتبار ان الكهرباء عنصر وعصب أساسي في الحياة ولهذا كل الفعاليات التي تقام تحتاج الى الكهرباء وبالتالي فلدينا آراء مشتركة ومشاكل مشتركة نعمل من خلالها على تطوير منظومة الكهرباء مع العمل على دراسة هذه الافكار والرؤى وعلى هذا الاساس تبنت العتبة العلوية المقدسة عقد هذا المؤتمر في النجف ".

وأضاف الاستاذ زهير شربة :" اختير قطاع الكهرباء لمناقشته كمرحلة أولية لمناقشة بقية المنظومات الأخرى المتمثلة بمنظومة الصوت والتدفئة والتبريد والاتصالات وبقية المنظومات المتطورة باعتبار ان العتبات والمزارات المقدسة أبنية لها قيمتها التراثية والتاريخية ولها قداستها نحتاج الى التعامل مع هذه الأبنية في مجال الكهرباء والمنظومات الأخرى معاملة خاصة من قبيل الحفاظ عليها ودعم الاساءة اليها ، تم خلال المؤتمر دعوة العديد من الباحثين والخبرات الهندسية من الجامعات العراقية والدولية ومراكز البحوث من داخل العراق وخارجه من اجل الارتقاء بمستوى الأداء في مجال الكهرباء ومستقبلا في المجالات الأخرى ".

واوضح المهندس سلام السوداني مقرر المؤتمر ، وعضو هيئة المستشارين في العتبة العلوية المقدسة الراعية للمؤتمر ، قال :" أعطني مؤتمرات ومهراجا نات وندوات دولية أعطيك بلدا متقدما ومزدهرا ، في اليوم الحاضر تتسابق الدول لإقامة المهرجانات والمؤتمرات والندوات الدولية من اجل مسابقة العلم والتطور التقني ، ونحن في العتبة العلوية المقدسة أن نحذو هذا الحذو وتخطو هذه الخطوات وينعقد اليوم المؤتمر العلمية الاول لأعمال الهندسة الكهربائية برعاية العتبة العلوية المقدسة بمشاركة جمع غفير من الاساتذة والباحثين والخبراء من داخل وخارج العراق اضافة الى مشاركة مهندسي العتبة العلوية المقدسة ".

مضيفا بقوله :" إن انعقاد هكذا مؤتمر متخصص هو الاول من نوعه تحتضنه العتبة المقدسة ونامل تكرار مثل هذه النشاطات في القريب العاجل وعلى نطاق وحضور أوسع".

وتابع الاستاذ السلطاني بقوله ، إن :" المؤتمر له فوائد متعددة من خلال تبادل الخبرات الهندسية في العتبات المقدسة مع الخبرات الهندسية الاكاديمية والعلمية المتطورة الموجودة في داخل العراق وخارجه الامر الذي سينعكس على واقع الاعمال والمشاريع الجاري انجازها في العتبات المقدسة وترفع من مستوى كفاءة الكوادر الهندسية العاملة في هذه المشاريع الامر الذي سينعكس بالتأكيد على تطور وعمل الشبكة الكهربائية التي لا تنحصر بالمنظومات الكهربائية بل كل منظومات تعمل بالطاقة الكهربائية مثل ( منظومة الصوتيات والانترنت والحريق والكاميرات ) كلها سيتم بحثها ومناقشتها من خلال البحوث المقدمة طوال أيام المؤتمر الثلاث الذي نامل أن يحقق نتائج ايجابية تصب في عمل العتبات والمزارات المقدسة ".

وأشار الاستاذ السلطاني :" ان البحوث التي تشارك في المؤتمر بلغت 23 بحثا متخصصا اضافة الى مشاركة العديد من الشركات الدولية التي قدمت على هامش المؤتمر مختلف أعمالها العلمية ومنتجاتها في مجال الطاقة ".

من جانبه أكد السيد سعيد سالمي ممثل شركة مهام شرق لخدمات الطاقة الايرانية :" نشارك للمرة الاولى بهكذا مؤتمر متخصص حيث اننا نعمل في مجال الطاقة الكهربائية في مختلف دول العالم ونأمل بالتعاون في مجال تبادل الخبرات حيث اننا مستعدون لتقديم خبراتنا في هذا المجال لمختلف العتبات والمزارات المقدسة في العراق ، ونثمن ونبارك هذه الخطوة المهمة التي قامت بها العتبة العلوية المقدسة من اجل التواصل مع مختلف الخبرات العلمية لخدمة مشاريع العتبات المقدسة ".

وقال المهندس الالماني إيرهان نيديماس من شركة كوبان الهولندية:" نشارك اليوم ولأول مرة لان من المهم ان تنفتح العتبات المقدسة في العراق على مختلف التطورات العلمية التطبيقية ومنها ما يخص مجال الطاقة ، لقد شاركنا مسبقا بعرض لتجهيز العتبة العلوية المقدسة بعشرة آلاف صندوق خاصة بحفظ امانات الزائرين ولنا الشرف ان نكون هنا مجددا ونأمل أن نشارك بالمشاريع التي تعمل الامانة العامة للعتبة المقدسة على انجازها وخاصة ما يخص مجال الطاقة".

وقال ممثل شركة بارتن باخ النمساوية فلوريان لدونا :" نشارك اليوم هذا المؤتمر المتخصص بعرض منتوجاتنا المتطورة في مجال الطاقة الكهربائية لندعم بها المنظومات الجاري انجازها في مشاريع العتبات المقدسة في العراق حيث لنا مشاريع كهربائية منجزة في عدة اماكن اسلامية عربية من اهمها مشروع المنظومة الكهربائية لبرج الساعة في مدينة مكة المكرمة والعديد من مشاريع منظومات الطاقة الكهربائية في المدينة المنورة ولقد شاهدت مرقد الامام علي وانا مندهش للمعالم التراثية فيه ولدينا أفكارومشاريع ودراسات لتطوير منظومات الكهرباء والاضاءة فيه وسنناقش مع القائمين والمسؤولين في العتبة العلوية المقدسة لتقديم مجموعة من العروض لتطوير منظومة الطاقة في المرقد المقدس ".

مضيفا بقوله :" إن مؤتمر اليوم مهم جدا بل هو فكرة جيدة جدا يتم فيها جمع مختلف الخبرات المعنية بمجال الطاقة لمناقشة تطوير واقع المشاريع الجاري انجازها في العتبات المقدسة ".

وقال مدير مكتب وزارة العلوم والتكنولوجيا في النجف صباح عبد محمد :" ان انعقاد هذا المؤتمر يضم مختلف الخبرات الهندسية العراقية والدولية ودعوة الوزارات المعنية بشؤون الطاقة وبمشاركة هذه البحوث المتخصصة له من الاهمية البالغة لدعم مختلف المشاريع الجاري انجازها في العتبات المقدسة أو في بقية مشاريع الوزارات وقد قدمت الوزارة مجموعة من البحوث القيمة شاركت فيها بالمؤتمر ".

يذكر أن المؤتمر ينعقد لمدة ثلاثة أيام يتم خلالها مناقشة العديد من البحوث المتخصصة الواردة من داخل العراق وخارجه.