العربية
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال كلمته بافتتاح أعمال المؤتمر العلمي الاول لأعمال الهندسة الكهربائية .... ضرورة تقديم رؤى ودراسات استراتيجية كاملة واضحة الخطوط والمعالم والرؤيا المستقبلية من اجل الخدمة المثلى للعتبات المطهرة والمزارات الشيعية وزائريها الكرام بشكل عام
الاخبار

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال كلمته بافتتاح أعمال المؤتمر العلمي الاول لأعمال الهندسة الكهربائية .... ضرورة تقديم رؤى ودراسات استراتيجية كاملة واضحة الخطوط والمعالم والرؤيا المستقبلية من اجل الخدمة المثلى للعتبات المطهرة والمزارات الشيعية وزائريها الكرام بشكل عام

منذ ١٠ سنين - ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣ ٢٤٦٨
مشاركة
مشاركة

أكد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين أن الدراسات والبحوث التي تقدم لدعم وتطوير واقع الأعمال الهندسية الكهربائية في العتبات والمزارات المقدسة يجب أن تكون ذات بعد استراتيجي ومخططة لها وواضحة المعالم والغايات وتنظر الى الجوانب المستقبلية لتطوير مجالات الخدمة المحتملة للمكان وزائريه الكرام لكل من العتبات المقدسة وجانبه التراثي العتيد.

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال كلمته بافتتاح أعمال المؤتمر العلمي الاول لأعمال الهندسة الكهربائية .... ضرورة تقديم رؤى ودراسات استراتيجية كاملة واضحة الخطوط والمعالم والرؤيا المستقبلية من اجل الخدمة المثلى للعتبات المطهرة والمزارات الشيعية وزائريها الكرام بشكل عام
ملء الشاشة

أكد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين أن الدراسات والبحوث التي تقدم لدعم وتطوير واقع الأعمال الهندسية الكهربائية في العتبات والمزارات المقدسة يجب أن تكون ذات بعد استراتيجي ومخططة لها وواضحة المعالم والغايات وتنظر الى الجوانب المستقبلية لتطوير مجالات الخدمة المحتملة للمكان وزائريه الكرام لكل من العتبات المقدسة وجانبه التراثي العتيد.

 جاء ذلك خلال كلمته بافتتاح أعمال المؤتمر العلمي الاول لأعمال الهندسة الكهربائية للعتبات والمزارات المقدسة ، والذي يقام برعاية هيئة المستشارين التابعة للعتبة العلوية المقدسة .

 وقال سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين ما نصه :" السؤال الذي ارغب ان افتتح به كلمتي هذه وافتتح به المؤتمر بعد اداء التحية عليكم جميعا .. مالذي يقصده الوقف الشيعي والعتبة العلوية المقدسة من اقامة هذا المؤتمر، مؤتمر علمي لا ينبغي ان ندخل فيه في كلمات فضفاضة وانما الهدف الاساس هو ان نضع النقاط على الحروف وبكل جدية وبكل علمية وبكل ثقة بالنفس وبالكفاءات التي نام لان تضع امكانياتها في طريق الله الصحيح؟ هذا اول سؤال رغبت ان نبدأ به مؤتمرنا هذا وبتصوري اجابة واضحة عنه، الا اني وجوهت من العديد من الاخوة المؤمنين حتى من بعض الكوادر الهندسية في العتبة العلوية..

 وتساءل الشيخ ضياء الدين زين الدين بقوله :" ماذا يعني اقامة هذا المؤتمر؟

 وأجاب بالقول :" منذ ان بدأت التحضيرات الاولى لهذا المؤتمر لم يخفي البعض استنكاره بان العتبة المشرفة ليست نقابة للمهندسين لتجمع هذا الكم من المعنيين بالهندسة الكهربائية، وللحقيقة اقول: ان القرار بإقامة هذا المؤتمر لم يؤخذ من قبلي ومن قبل الاخوة اعضاء مجلس الادارة على الاقل الا من خلال شعورنا ان ابواب الاصلاح الهندسي في العتبات المقدسة بما فيها العتبة العلوية مغلقٌ الا من خلال استنهاض خبرة المعنيين بهذا الجانب من ابناء اهل البيت عليهم السلام ووضعهم امام مسؤولياتهم لتقديمهم رؤى استراتيجية كاملة واضحة الخطوط والمعالم من اجل الخدمة المثلى للعتبات المطهرة والمزارات الشيعية بشكل عام لان العشوائية والارتباك وردة الافعال هي كل ما ماض فعل في الاعمال الجارية في هذه الاماكن المقدسة ولاسيما في الصعيد الهندسي هذا في وقت يفترض لا ينطلق أي عمل من الاعمال في هذه الصروح العظمى الا من خلال دراسات محكمة، لان هذه الاماكن كما يعلم الجميع هي الاوجه التراثية التي تفتخر بها طائفة اهل البيت عليهم السلام وهي اول ما يلحظه الداخلون والذين يريدون والاتصال بأبناء هذا المذهب وعلى أي صعيد، ويجب ان تكون الدراسات قائمة ومخططة في سبل واضحة المعالم والغايات والتي تنظر جانب المستقبل كما تنظر في حاجاتها الخطورة المستقبلية من تطور في مجالات الخدمة المحتملة للمكان وزائريه لكل من العتبات المقدسة وجانبه التراثي العتيد، ثم ونحن نهدف الى تحقيق توازن الخبراء والمعنين، وهنا اسمحوا لي ببعض الامور ان تصبح ركائز لكل الاحاديث التي يمكن ان يقدمها الخبراء في هذا المجال".

 وأضاف زين الدين بالقول :" نحن نهدف الى تضامن الخبراء المعنين لتلك الرؤية الإستراتيجية الشاملة علينا ان نلتفت الى حقائق مهمة ينبغي ان يضعها هؤلاء المخلصون باعتبارهم في كل خطوة يرسمونها للعمل في هذا المكان الطاهر لما من هذه الحقائق من أهمية ومن دور فعال يفرض نفسه في كل خدمة تقدم لهذه الاماكن وموجوداتها وزائريها :

 الحقيقة الاولى: الواقع الفعلي المزدوج للعتبات المقدسة فهي في الاساس اماكن مقدسة لاتباع اهل البيت عليهم السلام لذا فهي مقصد مستمر لملايين الزائرين يزورنها على مدار الساعات والايام دون أي انقطاع وهي في نفس الوقت مقابر تحوي المئات والآلاف من المؤمنين والعشرات من كبار اعلام الاسلام وخدمة الشريعة والتي لها حرمتها الخاصة في الدين وهي في الوقت نفسه ابنية تراثية ذات طابع هندسي معين ومتكونة من مواد سريعة التاثر وطبيعي الا يستساغ الاخلال وهنا وفي هذا الازدواج تكمن الدقة التي اشرنا اليها وهي دقة تكون اكبر مما يصورها اكثر الناس والجانب العقائدي الذي اوجب قدسية هذه الاماكن لدى المسلمين يفرضها المقصد المليوني لهذه الاماكن المقدسة وعلى مدار السنة والتعامل معها على هذا الاساس يعني أي تهاون او تلكؤ في تقديم الخدمات المختلفة غير مستساغ ابدا ويجب ان تتطور الخدمة وتتصاعد مع تصاعد الاعداد المليونية لبعض الايام لتتضاعف في ايام اخرى ولاسيما في المناسبات الدينية، كما ان احتواء العتبات المقدسة لأضرحة الكثير من العلماء والصلحاء بل وغيرهم من المؤمنين ايضا يفرض على سياقات الخدمة الا تتجاوز على شيء من قدسية تلك القبور او يوهن احترامها عرفا ودينيا كل ذلك يستوجب ما يضفيه الجانب التراثي ليتخذ دوره في هذه الاماكن باعتبارها مواقع اثرية لا يستساغ التفريط بشيء منها ولاسيما مع ملاحظة هشاشة المواد يتكون منها البناء والعوامل الجوية والرطوبة وارتدادات الاجهزة التي يستوجبها لتقديمها للزائرين".

 وتابع زين الدين :" من المعلوم ان العتبات المقدسة على العكس الاماكن الاخرى التي لا تُزار الا من قبل المهتمين بالتراث من قبل الناس وهؤلاء في الغالب محدود العدد والحاجات كما ان في زيارتهم لهذه الاماكن ناظرون ما للبعد التراثي من اهمية ولهذا لا يأتون بتصرف او يحتاجون الى تصرف له نوع من الضغط على تلك الابنية او الاستهلاك وان كان بعضها اقدم زمانا واكثر هشاشة من ابنية العتبات المقدسة بينما رواد هذه العتبات المباركة كما انهم غير محدودي الاعداد والاذواق والثقافات واكثرهم لا يعيرون اهمية للبناء ومستلزماتهم العقائدي والديني مع صاحب المكان ولهذا فهم لا يرضون من الخدمات ولا يرضون من العناية الا بما اداء قوسهم وشعائرهم في راحة ويسر مع غض النظر بالبناء ومتعلقاته ولهذا السبب ولعدم الامكان تحديد زائري العتبات المقدسة في اعدادهم واوقاتهم من جهة من الجهات حاول خدم هذه البقاع المطهرة وخلال العصور المختلفة الى اتخاذ هذا الازدواج الذي اشر تاليه في خدمة هذه العتبات ليعطوا الجانب التراثي دورا مناسبا في توفير الحاجات الفعلية للملايين من الزائرين، ومن هنا يبدأ الخلل القائم في هذه العتبات، ومستلزمات توفير الحاجات الخدمية لهذه الاعداد المليونية المستمرة للزائرين وجميع الحاجات بالجانب التراثي معا ليست بتلك السهولة التي تتصور حتى للخبراء من المعنيين فضلا عما كان في القصور في الكوادر عنيت والتي تعنى بهذه الخدمة والالية التي تجري فيها..

 وهكذا بدأت سلسلة الاخطاء التي استمرت وتستمر والتي لا اعتقد انها تستمر حيث يفتقد العاملون في هذه البقاع المقدسة الرؤية الإستراتيجية المتكاملة في خدمتهم لها، فكل ما تحقق سابقا ويتحقق لاحقا لا يتجاوز كونه كما قلت ردَّات فعلا فرضت وتفرض نفسها على المعنيين بسلبيات مستحكمة وهي اضخم وابعد ما يستطاع احتوائها والهيمنة عليها مالم تتكاتف جهود الاداريين من المعنيين بتوفير الارضية اللازمة لسبل الاصلاح ليتخذ الخبراء المخلصون دورهم في التخطيط الامثل لهذه الخدمة في هذه الاماكن الطاهرة بعد ان تتوحد رؤاهم في طريق واضح وقويم لخدمتها وهذا بعض ما تعنيه العتبة العلوية المقدسة في هذا الجمع المبارك انشاء الله".

 وقال الامين العام للعتبة العلوية المقدسة :" إن الحقيقة الثانية: تفاوت فيما بين هذه الابنية التراثية كلها وعامل التطور والتقدم والتطور العلمي والحضاري في خدمة زائريها او خدمة موقعها الريادي في العالم اجمع، اذ من غير المنتظر (لان هذه الابنية التراثية قد بنيت منذ قرون ماضية) ومن غير المنتظر من شخص يعيش في عصر من العصور ان يستوعب ما لا تتوصل اليه البشرية الى تحقيقه الا بعد عقود او قرون ولكن هذا ما فرض على هذه الكفاءات وهذه الوجوه الطاهرة ان تأخذه في حسبانها وهي تضع المخططات الكفيلة للخروج من هذه السلبيات.

 مشيرا بقوله :" الحقيقة الثالثة: القصورالعتيد لكوادر الخدمة في العتبات المقدسة منذ القديم وحتى الايام الحاضرة وعجزها الاثير عن استيعاب الحاجات التي تتطلبها الخدمة المثلى لهذه العتبات الطاهرة فالطرق المتبعة في التوظيف والتباين المتفاوت بين كوادر الموظفين وما تحتاجه الكوادر المتخصصة من اجور التي تجعل من الصعب توفير الكفاءات والخبرات المطلوبة لكل جانب من جوانب الخدمة وهي كما نعلم ادق واسمى من ان تلحظ بالملاحظات الالية والفنية المتبعة في التوظيف وارتباك العمل ومن ثم القصور في الاعمال المطلوبة في ساحات هذه الخدمة ولا نغفل الجانب العاطفي لان معظم الكادر حتى من يشتغل ولديه الخبرة من خلال العاطفة لا من خلال الرؤية العلمية الدقيقة وهنا تكمن الخطورة اكثر واكثر.

 وتابع زين الدين :" الحقيقة الرابعة: امتلاك الرؤى الادارية في التعامل مع العتبات المقدسة فمع ان التفاني وهذه حقيقة ونحن في هذا المهرجان، والاخلاص والرغبة في تقديم افضل ما يمكن تقديمه لأهل البيت عليهم السلام وعتباتهم المقدسة هذه هي الكلمة التي ينطقها كل من يتحمل المسؤولية السياسية والادارية على صعيد الادارات المحلية او الادارات الكبرى الا ان اليات العمل والروتين القاتل وقصور الرؤى لما تحتاجه العتبات المقدسة وفق الظروف الحالية فضلا عن المستقبلية وفيما لو اخذ الانفتاح في العتبات المقدسة يتسع يوما بعد اخر، كل ذلك فيما يقطع كل السبل المحتملة للخدمة المثلى لهذه البقاع وسينغلق الباب امام أي فكرة اصلاحية ولاسيما الفكر الطويلة الامد اذ ان ادارات العتبات المطهرة كما هو معلوم ليست مستقلة في قراراتها ولا يمكنها ان تعمل او يهيئ لها من الاموال وحتى مع توفير الاموال وهنا كلمة اقولها بكل صراحة وامامكم ان الوقف الشيعي لم يبخل الغالي والنفيس من جهة الاموال ولكن تبقى المسالة مسالة اخرى.

 والاماكن التي تحقق من خلالها خدمات العتبات المقدسة او الاستثمارات التي تراها ضرورية لرفدها ببعض الاموال التي تحتاجها على الصعيد المستقبلي ومن المؤلم ان يكون المعوق موظفاً صغيرا في دائرة من الدوائر لم يتعقل من الذي يعنيه عمله في شطب معاملة ترده في خدمة هذه العتبات المقدسة او تأخيرها لسبب من الاسباب الروتينية في وقت يعتقد كبار من المسؤولين على صعيد المحافظة او على صعيد الادارة الكبرى في وقت يعتقد الكبار من المسؤولين انها قد انجزت ويأملون ان يروا اكتمال المشروع الذي حرصوا على تقديم الدعم اللازم فيه امام ابصارهم ولكن تبقى المعاملة امام شخص يفتخر بان الوزير الفلاني او حتى هو اكبر من الوزير لا يعرف القانون كما اعرفه انا، هذه مجموعة من الحقائق اضعها بين ايدي الخبراء المخلصين ممن يرومون خدمة العتبات المقدسة امل ان يضعوها باعتبارهم في أي مقترح او خطة يقدمونها في سبيل الارتفاع والنهوض والعناية لهذه العتبات المطهرة لكونها الاسس الموضوعية التي يجري فيها تطبيق كل خطة او قرار يتخذ في هذه الخدمة في أي جانب من الجوانب وعلى أي مستوى كان وخصوصا في الجوانب الهندسية التي تعلمون اهميتها اكثر مما نعلم".

واختتم الامين العام للعتبة العلوية المقدسة كلمته بالقول :" من الله نسترشد العطاء ونبتهل اليه سبحانه وتعالى ان يحفظ هذه الوجوه وهذا الجمع المبارك ويسدد خطاه في خدمة اهل البيت عليهم السلام وعتباتهم وزائريهم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".