العربية
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة المقدسة خلال لقائه بوفد دولة الفاتيكان ... العلاقة ما بين المسلمين والمسيحيين مبنية على أسس واحدة ومناهج متقاربة
الاخبار

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة المقدسة خلال لقائه بوفد دولة الفاتيكان ... العلاقة ما بين المسلمين والمسيحيين مبنية على أسس واحدة ومناهج متقاربة

منذ ١٠ سنين - ١٦ ديسمبر ٢٠١٣ ٢٣٢٦
مشاركة
مشاركة

أكد الامين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين بان العلاقة ما بين المسلمين والمسيحيين وبين المقدسات الإسلامية والمقدسات المسيحية أسس واحدة ومناهج متقاربة والاختلاف لا يعدو أن يكون بالمظاهر فقط وهذا ما يجعلنا نقول بكل ثقة إننا مرحبون بالأخوة الحجاج إلى الأماكن المقدسة من جميع أنحاء العالم إلى مقدساتها لأن القلوب مفتوحة والمقدسات واحدة ، مشيرا الى أن الشعب العراقي شعب واحد بمسلميه ومسيحييه وهذه نظرة أصبحت جزءاً من كيان فلا ينبغي أن نعود إلى الوراء لأن التأكيد على سير الواقع لا يستفيد منه أحد ولا سيما مع وحدة المسير ووحدة الأهداف وحدة المشتركات.

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة المقدسة خلال لقائه بوفد دولة الفاتيكان ... العلاقة ما بين المسلمين والمسيحيين مبنية على أسس واحدة ومناهج متقاربة
ملء الشاشة

أكد الامين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين بان العلاقة ما بين المسلمين والمسيحيين وبين المقدسات الإسلامية والمقدسات المسيحية أسس واحدة ومناهج متقاربة والاختلاف لا يعدو أن يكون بالمظاهر فقط وهذا ما يجعلنا نقول بكل ثقة إننا مرحبون بالأخوة الحجاج إلى الأماكن المقدسة من جميع أنحاء العالم إلى مقدساتها لأن القلوب مفتوحة والمقدسات واحدة ، مشيرا الى أن الشعب العراقي شعب واحد بمسلميه ومسيحييه وهذه نظرة أصبحت جزءاً من كيان فلا ينبغي أن نعود إلى الوراء لأن التأكيد على سير الواقع لا يستفيد منه أحد ولا سيما مع وحدة المسير ووحدة الأهداف وحدة المشتركات.

جاء ذلك خلال استقبال سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين بمساعد البابا فرانسيس الاول بابا الفاتيكان رئيس مؤسسة الحج في الدولة البابوية ومعاون البطريك في العراق شيلمون وردوني .

وقال الشيخ ضياء الدين زين الدين بعد ترحيبه بالوفد المسيحي الزائر :" في هذا المكان الطاهر مرقد علي أمير المؤمنين وسيد الموحدين نرحب بهذه الوجوه الطيبة المباركة التي تستضيفنا هذه الأيام ونحن في زيارة الأربعين ".

وأكد الشيخ زين الدين :"إن كل القيادات الدينية المسيحية والمسلمة وغيرهما ممن يريد أن يشترك بمثل هذه اللقاءات عليهم مسؤولية كبرى هي الانطلاق في طريق واحد إلى إصلاح الإنسانية التي تنتظر من هذه الديانات إصلاحها لأنه لا يمكن أن تصلح الإنسانية إلا بالدين والديانات السماوية هي قمة الأديان وما لم تشتبك الديانات وقياداتها في خط موحد وواضح لا يمكن أن تنال الإنسانية كمالها أبدا وهي مسؤولية القيادات الدينية السماوية التي بدورنا نفتحها وهذه رسالة نفتحها للإخوة المسيحيين وبابا الفاتيكان والمجمع المقدس هناك".

وأكد الشيخ زين الدين بالقول :"حينما يكون اللقاء لقاءً بين قمتين هما الديانة المسيحية والديانة الإسلامية المتمثلة بمذهب أهل البيت (عليهم السلام ) ينبغي أن تكون لمثل هذه اللقاءات آثار إيجابية على مسيرة أتباع الديانات السماوية لا في عصر واحد فقط وإنما من أجل أن تفتح أبواب للخير والبركة لأتباع هذه الديانات على المدى التاريخي القديم والبعيد لأن العناصر المشتركة بين الديانات عناصر عميقة وفعالة واساسية لا يمكن لمسيرة المجتمعات الإنسانية المشتركة على المدى الطويل أن تتجرد منها يوما ما ".

وأضاف زين الدين بقوله :" لهذا السبب فنحن في استقبالنا لهذه الوجوه الطاهرة والمباركة في هذا المكان وكلنا أمل في فتح صفحة لا نقول أنها جديدة ولكنها صفحة فتحها الأنبياء والرسل والأولياء سابقاً ونحن نرغب أن تكون هذه الصفحة نفسها هي فاتحة خير وبركة لنا جميعا ومن أوليات ديننا الإسلامي هو التأكيد على وحدة الدين والإنسانية والقيم والمثل والتأكيد على الاستقامة في الطريق الذي يوصل إلى تلك القيم والمثل ومن أسس هذه الطريق هو أن لا تكون من أحد من قمة الديانات أن لا يصدر اي شيء يسيء إلى الديانات الأخرى ولهذا السبب نحن محاسبون جميعا في ديننا الإسلامي وفي الدين المسيحي أن لا تكون التوجهات إلا وهي قائمة على اساس من الحقيقة ومن المتابعة المباشرة واساس من التواصل ما بين القيادات لأن مصلحة الإنسانية دائما وأبداً في وحدة الصف والكلمة وفي النهوض بالبشرية إلى المستويات العليا من الكمال وهذه هي مسؤوليات القيادات الدينية في كل وقت وفي كل اتجاه ، ونعاهد هذه الوجوه الطيبة ونعاهد جميع القيادات التي تقف وراءها بأن هذا هو منهجنا وهو طريقنا ونأمل أن يكون موحدا للوصول بالإنسانية إلى الدرجات العليا من الكمال ، ونسأل الله تعالى أن تبلغ هذه الرسالة وان تكون من خلال رسالتنا ورسالتهم تفتح أمام الديانات بكل فصائلها من أجل مسيرة خدمة الإنسانية وأن تبلغ الإنسانية كمالها الأعلى ".

من جانبه أعرب رئيس مؤسسة الحج في الفاتيكان اندريا ليبرو مساعد البابا ،عن شكره لحفاوة الاستقبال من الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة ، وقال :" نشكركم من القلب على رحابة الصدر هذه وعلى هذا اللقاء المملوء بالحبة والأخوة وكل إنسان يعبد الله على طريقته لأن كما تقولون الدين لله والوطن للجميع وكإيطاليين جئنا لنزور هذه الأماكن المقدسة وبطريقتنا نتضرع إلى الله ليعطي السلام والاستقرار في العراق ليعمل العراقيون بقلب واحد ويد واحدة والسير نحو الأمام لكي يتعافى الوطن ونعمل معا كأخوة ونقول في الأنجيل المقدس الله محبة فأين ما توجد محبة فهناك الخير الكثير فهناك يوجد الله ورئيس مؤسسة الحجيج في الفاتيكان والأخوة القساوسة نطلب للجميع كل الخير والتقدير".

 وأشار بقوله :" جئنا إلى الأراضي العراقية ونحن حجّاج وزوار مقبرة النبي إبراهيم(عليه السلام) وتزامنت هذه الرحلة الدينية مع زيارة الأخوة ونحن استفدنا من هذه الفرصة لزيارة مرقد الإمام علي(ع) وفي قربنا تكون المحبة لله وحده والمحبة للأخوان في الدين والإيمان والاحترام للنبي إبراهيم(عليه السلام) والأصوات والدعاء من أجل السلام وسافرنا مع الزوار المسلمين وفي قلوبنا كل هذه المشاعر العميقة المحبة والإيمان والصلاة ونتمنى أن تكون هذه الرحلة الدينية المرحلة الأولى والفاتحة لقلوب الحجاج الآخرين من كل الأماكن ليأتوا إلى العراق من أجل السلام إلى هذا البلد الحبيب ونساهم في بناء مجتمع المحبة". 

وقال معاون البطريك في العراق شيلمون وردوني من جانبه :"أقول بوصفي مسيحي عراقي ومعاون بطريارك الكنيسة الكلدانية بأننا نؤكد دائما على الحوار والتقارب والمحبة وحلمنا الوحيد أن نرى العراقيين يتصافحون ويتعاونون لبناء هذا البلد الحبيب هناك جملة محبوبة في الكتاب المقدس هي الله محبة وهو يدعونا أن نحبه وأن نحب القريب كأنفسنا ، ولهذا مجيء الوفد هو علامة هذه المحبة، والحج إلى قبر إبراهيم وإلى كل الأضرحة المقدسة التي عملت من أجل الإنسانية ولهذا مسيرة الوفد زامنت مسيرة الأخوة الذين بكل تضحية يأتون سيراً على الأقدام وتقدم لهم وسائل الراحة وهذه علامة جيدة وصحية بالنسبة للعراق والعراقيين، فإذن إلى الأمام أيها الأخ العزيز في روح الحوار والمحبة والتعايش الأخوي لنزرع السلام والمحبة بين أبناء وطننا".

من جانبها اعتبرت الدكتور فوزية المالكي مدير عام دائرة التراث العراقي ، ان زيارة الوفد المسيحي البابوي بادرة جيدة و رسالة لتعريف العالم بأهمية السياحة الدينية والاثارية في العراق مؤكدة انه الزيارة تعتبر حافزا للحكومة العراقية والحكومات المحلية للنهوض بواقع السياحة والاثار في العراق وبينت المالكي بالقول ان الجهات المعنية ستستغل هذه الزيارة في تنشيط الحركة الاقتصادية وتشغيل الايدي العالمة .

وقدَّم الامين العام للعتبة العلوية المقدسة في ختام اللقاء الذي حضره نائب رئيس قسم الشؤون الدينية السيد غسان الخرسان ،مجموعة من الهدايا لوفد دولة الفاتيكان الذي قام بجولة برفقة مسؤولي قسم العلاقات العامة للاطلاع على مختلف جوانب الحرم العلوي الشريف كما إطَّلع على مشاريع البنى التحتية الجاري إنجازها خدمة للزائرين الكرام .