العربية
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة : زيارة مراقد الأئمة المعصومين تحمل أبعاداً وجوانب ودرجات عدة
الاخبار

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة : زيارة مراقد الأئمة المعصومين تحمل أبعاداً وجوانب ودرجات عدة

منذ ١٠ سنين - ٢٨ يناير ٢٠١٤ ٢١٦١
مشاركة
مشاركة

أكد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الأسبوعي بالمنتسبين أن زيارة مراقد الأئمة المعصومين تحمل أبعاداً وجوانب ودرجات عدة أولها ما يخص من يأتي للزيارة فحسب أو لا يرى الا البعد الأخروي حيث أن هناك مقايضة بالثواب الذي ذكرته الروايات للزائر فهو يصل إلى المكان الراغب في زيارته ليتلفظ بالألفاظ المعينة ويقف بتلك المواقف الخاصة المعروفة الخاصة بالزيارة وفق ما بينته الروايات ثم بعد ذلك ينتظر الثواب من الله جل وعلا

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة : زيارة مراقد الأئمة المعصومين تحمل أبعاداً وجوانب ودرجات عدة
ملء الشاشة

أكد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الأسبوعي بالمنتسبين أن زيارة مراقد الأئمة المعصومين تحمل أبعاداً وجوانب ودرجات عدة أولها ما يخص من يأتي للزيارة فحسب أو لا يرى الا البعد الأخروي حيث أن هناك مقايضة بالثواب الذي ذكرته الروايات للزائر فهو يصل إلى المكان الراغب في زيارته ليتلفظ بالألفاظ المعينة ويقف بتلك المواقف الخاصة المعروفة الخاصة بالزيارة وفق ما بينته الروايات ثم بعد ذلك ينتظر الثواب من الله جل وعلا ، ولهذا فلا يوجد أي انعكاس للزيارة على نفس الإنسان وراء حصوله على الثواب وهذه درجة من درجات العلاقة مع الزيارة ، والبعد الثاني منها ما يحمل جانباً أوسع من ذلك ، فالزيارة هي عمل ديني أنزله الباري عزَّوجل بها ".

وتابع بقوله :" ولكن يقف مع الدين حدود الإقامة لطقوسه العبادية في حدود البعد الذي يتمثل بتصريف الشحنة الدينية الموجودة لدى الإنسان لأنها شحنة العاطفة ، لتكون العلاقة مع المراقد ومع آل البيت صلوات الله عليهم ومع الرسل ومع الكعبة المشرفة ومع الحسين ومع أولاد الحسين عليهم السلام لا تقف عند المقايضة فقط وإنما لتصريف الشحنة التي يحملها الإنسان أي العاطفة الدينية التي يحملها كل إنسان وهذا شكلٌ آخر من أبعاد الزيارة وعلاقاتنا بأهل البيت عليهم السلام، وقد أثبتت لنا الدراسات الإنسانية حقيقة هذه العاطفة التي يحملها الإنسان حتى ولو كان ملحدا فانه يحمل في ذاته بعداً عاطفيا للتوجه الديني ، ثالثاً وهو إلى الفرق ما بين الإسلام وغيره من الأديان، فالله جل شانه لما أنزل الإسلام بعث الأنبياء وأرسل الرسل ليس فقط من اجل هذه الشحنة العاطفية لدى الإنسان لينمِّيها ويصرفها فحسب ، وإنما هو إستعان بوجود هذه الشحنة الذاتية في ذات الإنسان من اجل أن يصل إلى كماله الأعلى فهذا الشعور الديني ليس إلا طريقاً إلى الدرجات العليا من الكمال ، والفرق مابين مذهب آل البيت الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين ، والمذاهب الأخرى ، هو الإقرار بأن هذا الشعور العاطفي الديني الموجود في ذات الإنسان ليس من اجل ذات الشعور فقط ، وإنما هو طريقٌ إلى ذلك الكمال الذي لا يمتلكه الإنسان إلا من خلاله وهنا تكمن العظمة ، لا يمكن للإنسان أن يصل إلى التكامل مهما أوتيَ الإنسان من طاقات وسبل إذ بدون العامل الديني لدى الإنسان والهدى الإلهي لهذا العامل ".

وأكد:" نعم هنالك درجات أخرى أرفع من ذلك وهي درجات الأبرار والأنفس الرفيعة التي تمتلك الرياضات النفسية العليا لتصل إلى المصاف الرفيعة ، فزيارة أهل البيت عليهم السلام تحمل لها ثلاث درجات ( الأولى العاطفية الدينية الخاصة وهو ما ليس لنا الحديث فيه هنا والأخرى الزيارة لباب من أبواب الرسل إلى الله تبارك وتعالى ، والثالثة درجة أهل البصر والبصيرة ، حيث يكون الغاية من الزيارة الوصول إلى المستوى الأرفع من خلال الصلة بهؤلاء المطهرين عليهم السلام الذي هو كطريق إلى التكامل الذاتي وهو ما ينبغي أن نقف عنده في هذه السلسة من الأحاديث أن نعرف الحكم والغايات التي يرتفع بها الإنسان".

وقال سماحة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة :" إن الراويات الواردة في زيارة المعصومين عليهم السلام كما ورد بعضها في كيفية الزيارة  وما فيها من الثواب ورد بعضها إعتبر الزيارة مسلكاً إلى التكامل في طريق الحق الذي أراده الله تبارك وتعالى وهو ما سنمضي معه إن شاء الله تعالى في هذه السلسلة من الأحاديث".