العربية
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الأسبوعي بالمنتسبين ....دعائم إيمانية ثابتة تبرز وتؤكد فضل زيارة الأئمة المعصومين عليهم السلام
الاخبار

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الأسبوعي بالمنتسبين ....دعائم إيمانية ثابتة تبرز وتؤكد فضل زيارة الأئمة المعصومين عليهم السلام

منذ ١٠ سنين - ٢٥ فبراير ٢٠١٤ ٢٢٣٧
مشاركة
مشاركة

ضمن إستمراره في تِبيان الإشارات والنقاط الخاصة بفضل زيارة الائمة المعصومين عليهم السلام ، أكد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين خلال لقائه الأسبوعي بمنتسبي العتبة المقدسة

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الأسبوعي بالمنتسبين ....دعائم إيمانية ثابتة تبرز وتؤكد فضل زيارة الأئمة المعصومين عليهم السلام
ملء الشاشة

ضمن إستمراره في تِبيان الإشارات والنقاط الخاصة بفضل زيارة الائمة المعصومين عليهم السلام ، أكد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين خلال لقائه الأسبوعي بمنتسبي العتبة المقدسة ، إن من الدعائم الايمانية التي أشارت اليها الاحاديث السابقة في فضل زيارة الائمة المعصومين عليهم السلام تبرز عدة نقاط منها (الايمان بان من يزار هو منجب للرسالة في الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومنتجب للإمامة في الإمام ، والإيمان بأن الرسالة والإمامة منصبان معينان من الله تعالى وليس من سواه ، كما أن الإيمان بان الإمام المزور خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقا وصدقا ، مع الإيمان بان المزور حجة لله ( تعالى )، وباب الله الذي لا يؤتى إلا منه ،وهو مفترض الطاعة على العباد ، مع الالتزام بكل ما تعنيه الرسالة والإمامة من مسؤوليات ، وأن تكون طاعة الزائر للمعصوم عليه السلام وخضوعه له مطلقين ، دون تجبير ولا تكبر يعيقان الإنسان عن تحقيق شئ مما هو مطلوب منه الغاية ، مع الإيمان بان المزورين هم شهداء الله عزوجل على خلقه فيما يقولون ويفعلون ، وانه مما لا تخفى عليهم خافية من شأن احد من الناس .

مشيرا في تفصيلٍ لهذه النقاط والدعائم الايمانية بقوله "إن كون هؤلاء المنتجبين هم خلفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برزت في تأكيد خلافتهم من خلال تواتر الاحاديث الواردة عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم منها تحديده لهؤلاء بعددهم بإثني عشر بقوله في الحديث الشريف الوارد ( الخلفاء من بعدي إثنا عشر كلهم من قريش )، وحديث آخر عن الامام الصادق عليه السلام عن أبيه عن جده (عليهم السلام ) قوله (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) : الأئمة من بعدي اثنا عشر ، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فهم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي ، المقر بهم مؤمن ، والمنكر لهم كافر) .

ومما رواه الحمويني ( درر السمطين )بسنده عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن خلفائي وأوصائي وحجج الله على الخلق وبعدي الإثنا عشر : أولهم أخي وآخرهم ولدي ، قيل يا رسول الله : ومن أخوك ؟ ، قال : علي بن أبي طالب ، يل : فمن وَلَدُكْ ؟ قال : المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، والذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطَوَّلَ الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ينزل روح الله عيسى بن مريم فيُصَلِّي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ).

وما رواه القندوزي في (ينابيع المودة ) بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين، فليوال عليا وليعاد عدوه، وليأتم بالأئمة الهداة من ولده، فإنهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله على خلقه من بعدي، وسادات أمتي وقوّاد الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب الله، وحزب أعدائهم حزب الشيطان).

هذا غير إعلان رسول الله(ص) خلافة علي(ع) له منذ اليوم الأول لإعلان رسالته(ص)، حيث أنزل قوله تعالى:(وانذر عشيرتك الأقربين)، إذ صدع(ص) بهذه الخلافة كما في الرواية عن علي(ع) .. إلى أن قال: فلما كان الغد قال: يا علي عد لنا بمثل ما صنعت بالأمس من الطعام والشراب، قال علي: ففعلت، ثم جمعتهم له(ص)، فأكلوا حتى شبعوا وشربوا حتى نهلوا، ثم قال لهم: يا بني عبد المطلب؛ إن الله قد بعثني إلى الخلق كافة، وبعثني إليكم خاصة، فقال:(وانذر عشيرتك الأقربين)، وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان: شهادة أن لا إله إلا الله، وإني رسول الله فمن يجيبني إلى هذا الأمر ويؤازرني - أي يعاونني - على القيام به؟

قال علي: أنا يا رسول الله – وأنا أحدثهم سناً- وسكت القوم وزاد بعضهم في الرواية؛ يكن أخي وخليفتي من بعدي فلم يجبه أحد منهم، فقام علي وقال: أنا يا رسول الله، قال: أجس.

ثم أعاد القول على القوم ثانيا فصمتوا، فقام علي وقال: أنا يا رسول الله، قال: أجلس.

ثم أعاد القول على القوم ثالثاً فلم يجبه أحد منهم، فقام علي وقال: أنا يا رسول الله، فقال: أجلس فأنت أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي.

وبقي(ص) يصدع بهذه الخلافة في كل مناسبة، حتى اللحظات الأخيرة من حياته، كما في الحديث الذي قرأناه عن عمر بن الخطاب.

إذ روى ابن حسنويه في كتابه(در بحر المناقب) عن حارثة بن زيد قال: شهدت عمر بن الخطاب حجته في خلافته فسمعته يقول: اللهم قد عرفت بحبيبي لنبيك وكنت مطلعا من سرك، فلما رآني أمسك وحفظت الكلام فلما انقضى الحج وانصرفت إلى المدينة تعمدت الخلوة به فرأيته يوما على راحلته وحده فقلت له يا أمير المؤمنين بالذي هو أقرب إليك من حبل الوريد إلا أخبرتني عما أريد أسألك عنه.

قال: سَلْ عما شئت قال: سمعتك يوم كذا وكذا تقول كذا وكذا، قال: فكأني ألقمته حجراً، وقلت له: لا تغضب فو الذي أنقذني من الجاهلية وأدخلني في الإسلام ما أردت بسؤالي إلا وجه الله(عز وجل).

قال: فعند ذلك ضحك وقال: يا حارثة؛ دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اشتد وجعه وأحببت الخلوة به ، وكان عنده علي بن أبي طالب والفضل بن العباس، فجلست حتى نهض ابن العباس، وبقيت أنا وعلي، فتبين لرسول الله ما أردت، فالتفت إلي وقال: جئت لتسألني إلى من يصير هذا الأمر من بعدي؟

فقلت: صدقت يا رسول الله، فقال: يا عمر هذا وصيي وخليفتي من عدي، فقلت: صدقت يا رسول الله.

فقال: هذا خازن سرِّي، فمن أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن تقدم عليه فقد كذب بنبوتي، ثم أدناه فقبل بين عينيه، وقال وليك الله وناصرك، وغلى الله من والاك، فأنت وصيي وخليفتي من بعدي في أمتي، وعلا بكاؤه، وانهملت عيناه بالدموع حتى سالت على خده، وخده على خد علي، فو الذي مَنَّ علي بالإسلام، لقد تمنيت من تلك الساعة أن أكون مكانه على الأرض.