العربية
الأمين العام للعتبة المقدسة خلاله لقائه الاسبوعي الدوري بالمنتسبين ... ( لقد حدَّد الله تبارك وتعالى طريقه وأبوابه بمحمد وآل محمد صلوت الله عليهم أجمعين على اعتبار انهم هم السبيل الى معرفته)
الاخبار

الأمين العام للعتبة المقدسة خلاله لقائه الاسبوعي الدوري بالمنتسبين ... ( لقد حدَّد الله تبارك وتعالى طريقه وأبوابه بمحمد وآل محمد صلوت الله عليهم أجمعين على اعتبار انهم هم السبيل الى معرفته)

منذ ١٠ سنين - ٢٠ مارس ٢٠١٤ ٢٢٦٥
مشاركة
مشاركة

قال الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين خلال لقائه الاسبوعي الدوري بالمنتسبين واستكمالا لمحاضراته في تبيان أهمية زيارة قبور الائمة المعصومين عليهم السلام " ان كثير من الروايات اهتمت بعنوان معين من أسباب الزيارة وذلك لان الدين الحق مبنيٌ على الوضوح والتبصُّر وان يعرف الانسان كل خطوة في طريقه لذا نرى ان الادلة الشرعية ركَّزت في بيان معاني الافعال التي امر بها الله تبارك وتعالى كالصلاة والصيام وغيرها من الافعال العبادية الاخرى ومن جملتها موضوع الزيارة والعلاقة مع اهل البيت عليهم السلام .

الأمين العام للعتبة المقدسة خلاله لقائه الاسبوعي الدوري بالمنتسبين ... ( لقد حدَّد الله تبارك وتعالى طريقه وأبوابه بمحمد وآل محمد صلوت الله عليهم أجمعين على اعتبار انهم هم السبيل الى معرفته)
ملء الشاشة

قال الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين خلال لقائه الاسبوعي الدوري بالمنتسبين واستكمالا لمحاضراته في تبيان أهمية زيارة قبور الائمة المعصومين عليهم السلام " ان كثير من الروايات اهتمت بعنوان معين من أسباب الزيارة وذلك لان الدين الحق مبنيٌ على الوضوح والتبصُّر وان يعرف الانسان كل خطوة في طريقه لذا نرى ان الادلة الشرعية ركَّزت في بيان معاني الافعال التي امر بها الله تبارك وتعالى كالصلاة والصيام وغيرها من الافعال العبادية الاخرى ومن جملتها موضوع الزيارة والعلاقة مع اهل البيت عليهم السلام .

وقد أشرنا في محاضرات سابقة وقلنا ان الاحاديث الواردة في هذا المضمار تقسَّم الى شكلين الاول ما أشار الى مجموعة من المعاني ينبغي ان يستحضر الانسان معها الزيارة وقد وردت في مواضع عدة ، بينما هنالك نوع من الاحاديث ركَّزت على معنى واحد كالاحاديث التي ركَّزت  على عرفان الحق للمعصوم كما سبق وان عرضنا.

أما اليوم فنحن نقف عند معنى آخر ذكرته الروايات الشريفة وهو الارتباط العاطفي بالمعصومين عليهم السلام، حيث ان هذا الموضوع كبير وواسع لأن الاسلام والقرآن ركّزا على جانب التبصر العقلي ويعني ذلك ان هنالك دليل ونتيجة ما ، وكل الادلة العقلية قائمة على ذلك وهذا الايمان يعتبر إيمانا عقليا ركزا كذلك على جاونب اخرى في علاقة الانسان مع الدين ومع رموزه وهو الارتباط القلبي والانشداد الشعوري الموجود بين الانسان وما يَنْشَدُ اليه ، لان للانسان كيانه النفسي الذي يكمل التبصر العقلي في العلاقة بالدين الحق ورموزه.

وهذا مما يفترق فيه الاسلام عن غيره من الديانات الاخرى ممن عبد  الاصنام وعطَّل عقله ، وهو بذلك قد قام بسلوك لا يمثل نظما وقيما أخلاقية وانما مجرد سلوك  قائم على الوهم والخيال وقد تترقى ديانات اخرى الى درجات الارتباط العاطفي غير مهتمة بالتبصر العقلي كالمسيحية واليهودية.

اما مدرسة محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام فهي تجمع الانسان كله عقلا وعاطفة وسلوكا وتخلقا لها كيان واحد تملأه وعقيدتا وايمانا وتأخذه في سلوكة الى حيث يرتقي الى درجات الكمال الدنيوي والاخروي معا .

ولهذا لمن يؤمن بالله تبارك وتعالى ويستبصر بمعرفته ان ينعكس هذا الايمان والبصيرة على عاطفته وسلوكه فيرتبط بالله ارتباطا مباشرا ، فمن آمن بالله تبارك و تعالى ينبغي عليه ان يُحِبَه ولابد له ان يرتبط به ارتباطا كليا عقليا وسلوكيا وخلقيا .

وحين يعلم المؤمن ان الله تبارك وتعالى حدد طريقه وأبوابه بمحمدٍ وآل محمد صلوت الله عليهم أجمعين وانهم هم السبيل اليه ، فلابد للإنسان المسلم ان يحبهم كما يؤمن وينبغي ان يستحضر حبه لآل البيت صلوات الله عليهم أجمعين دائما ولا سيما في زيارتهم لمراقدهم لانهم سبب نجاته والطريق الحق لمعرفته الله وهذا ما اكده العديد من الاحاديث التي وردت في هذا المضمون منها ( عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أن النبي صلى الله وعليه وآله ، قال له : والله لتُقْتَلُنَّ بأرض العراق وتُدفَنُ بها ، قلت : يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمَّرها وتعاهدها ، قال لي : يا أبا الحسن إن الله جعل قبرك وقبور ولدك بقاعا من بقاع الجنة وعرصة من عرصاتها ، وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تَحُنُّ اليكم وتحتمل المذلة والأذى فيكم ، فيُعمِّرون قبوركم ويُكْثِرون زيارتها تقرب منهم الى الله ومودة منهم لرسوله أولئك يا علي المخصَّصون بشفاعتي والواردون حوضي وهم زواري غدا في الجنة ).

وعن الامام ابي جعفر عليه السلام ( من كان لنا مُحِبَّا فليرغب في زيارة قبر الحسين فمن كان للحسين محبا زَوَّاراً عرفناه بالحب لنا أهل البيت وكان من أهل الجنة ومن لم يكن للحسين عليه السلام زَوَّاراً كان ناقص الايمان ) . وهنالك روايات أخرى كثيرة وردت في هذا المضمون