اكد الامين العام للعتبة العلوية المقدسة على ضرورة التمسك بمبادئ الامام الحسين ( عليه السلام ) ونشرها من قبل الكوادر الاسلامية المثقفة لهذا الجيل والاجيال اللاحقة من اجل الوصول الى الغايات الاسمى التي نزلت بها الرسالة المحمدية وضحى من أجلها سيد الشهداء (عليه السلام).

جاء ذلك خلال لقائه بوفد موكب الجامعة الاسلامية في النجف الاشرف والذين حضروا اساتذة وطلاباً لاحياء الشعائر الحسينية في رحاب امير المؤمنين عليه السلام .

وقد تحدث الشيخ ضياء الدين زين الدين في كلمته امام الوفد الزائر قائلا :

لقد اراد الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يشد خطَّه بالحسين عليه السلام اذ لم تكن رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لتتم وتكتمل فصولها لولا ثورة كربلاء وهذه النقطة قد اشار اليها القران الكريم بقوله : يا أيها الرسول بلٍّغ ما انزل اليك من ربك) ، فلولا عليٍ عليه السلام لم تكن لتتم رسالة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) ، وكذلك الآية الكريمة إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )، فهي قد نزلت بحق أمير المؤمنين عليه السلام ، اذ ان ثلث القرآن الكريم نزل في حق عليٍ عليه السلام ، اما الاحاديث الواردة في حقه فعشرات الالوف التي قيلت في فضله وفضل أهل بيته الطاهرين ( صلوات الله عليهم أجمعين ) وكلها تهدف الى نقطة واحدة الا وهي ( لولا علي واهل بيته ) لما كان كمال رسالة محمد (صلى الله عليه وآله).

وينبغي علينا حين نتعرض لهذه الامور ان لا نمر عليها مرورا سريعا اذ ينبغي ان تكون مصدرا للعطاء الذي تقدمونه لانفسكم ولابنائكم فهناك جانبين للدين ، جانب عقلي وآخر عاطفي ، ولا يتكامل الدين الا بهذين الجانبين ولهذا فان اساس العلاقة مع آل البيت تبتني على اساس الوجود وهو الله تبارك وتعالى (الذي فرض طاعتهم وولايتهم ) وهذه الرؤيا هي رؤية عقلية لاتتم وحدها فحسب دون ان تستوعب الجانب الاخر ، فكل آية من آيات القرآن الكريم نزلت لتقول :( إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله )، ولكن بالمقابل فان القرآن الكريم يقول : (لو كنت فظاً غليظا القلب لانفضوا من حولك).

لذلك لابد من تكامل الرؤيا بين العقل والمشاعر الانسانية ، وقد قامت الادلة على ان هذه الصفوة التي نصت عليهم الاحاديث كونهم اثني عشر ولكن تلك الرؤيا العقلية لا تكتمل الا بتربية المشاعر والعواطف والبناء السلوكي والاخلاقي ، فكما ان اعجاز الفكر قد تحقق في القرآن واستمر في كل مقولة اخذت من القرآن سواء في روايات الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله ) ان في رويات علي واهل بيته الطاهرين (صلوات الله عليهم اجمعين) ، تاتي الشعلة الاخرى لتستظلَّ كل بينة من بيات رسول الله وعلي واهل البيت (صلوات الله عليهم اجمعين) بهذه الوقفة الخالدة التي وقفها الحسين عليه السلام في كربلاء حين هتف قائلا ( اني لم اخرج اشرا وبطرا ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امتي جدي ).

فنشر مبادئ كربلاء هي مسؤوليتكم انتم في هذا الجيل وفي الاجيال اللاحقة .

وختاما اسأل الله تعالى ان يوفقكم ويعظم اجوركم ويسدد خطاكم وان تكونوا مشاعل في تربية اجيالكم لتفعيل رؤى اهل البيت عليهم السلام في العالم اجمع.