العربية
  شعبة التبليغ في العتبة العلوية المقدسة تصدر منشورا يسلط الضوء على بعض العادات والسلوكيات الدخيلة على المجتمع
الاخبار

شعبة التبليغ في العتبة العلوية المقدسة تصدر منشورا يسلط الضوء على بعض العادات والسلوكيات الدخيلة على المجتمع

منذ ٩ سنين - ٥ فبراير ٢٠١٥ ٤١٦٧
مشاركة
مشاركة

أصدرت شعبة التبليغ الديني التابعة الى قسم الشؤون الدينية في العتبة العلوية المقدسة منشورا توجيهيا اخلاقيا يسلط الضوء على بعض السلوكيات والعادات الدخيلة على المجتمع.

  شعبة التبليغ في العتبة العلوية المقدسة تصدر منشورا يسلط الضوء على بعض العادات والسلوكيات الدخيلة على المجتمع
ملء الشاشة

وأطلق على البروشور عنوان ظواهر في الميزان (( عيـــد الحــب )) شرعا وعرفا وجاء في نصه :

ظواهر في الميزان

(عيد الحب) شرعا وعرفا

في حياتنا الاجتماعية جملة من العادات والتقاليد والطقوس، البعض منها ورثناه من آبائنا وأجدادنا، بما يمثل حالة مستمدة من الموروث الديني أو الاجتماعي الأصيل الذي يعيشه المجتمع، والبعض الآخر تسرب إلينا من بلاد غريبة علينا سواء من ناحية التدين، أو من ناحية العادات والتقاليد الاجتماعية، فما هو موقفنا اتجاه هذه الأمور المستوردة؟

في الحقيقة الناس مقابل هذه العادات والتقاليد والطقوس لها ثلاث حالات:

الأولى: حالة الاقتباس: وهي الحالة التي يكون فيها تقبُّل الشيء بإرادة ووعي كاملين، ويكون على أساس الدليل والبرهان، وهذا هو الطريق العقلائي المقبول للأخذ من الآخرين.

الثانية: حالة التقليد: وهي الحالة التي يكون فيها تقبُّل الشيء من أحد ما بإرادة ووعي، ولكن من دون المطالبة بالدليل والبرهان، والتقليد بذلك يفقد قيمته الاجتماعية، ويُعدّ أمرا غير مقبول إلا في الموارد التي ليست من اختصاصه وقدرته العلمية، حيث لا يكون بوسع الإنسان متابعة الدليل والبرهان، مثل أغلب التخصصات العلمية في المجتمع، ومنها: كالطبيب والمهندس وغيرهم، وكذلك حالة التقليد الديني لمرجع التقليد، لأنه ليس بإمكان الجميع استخراج أحكام الفقه من مصادرها بالدليل والبرهان، ولهذا السبب لا يجوز للمجتهد التقليد.

  أما في مجال الأمور العرفية والعادية فإن فكر الإنسان يستطيع استيعابها وتمييز الصالح عن الطالح منها، فيعدّ التقليد خطأ، والقرآن الكريم يذمّ هذه الطريقة، وينتقد من لا يتقبل الدين المبتني على التفكير المنطقي والعقلي لمجرد تقليد الآباء، بقوله تعالى :( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) سورة الزخرف: 23، يعني نحن نقلد الآباء والأمهات ونعبد الأصنام، ولا نستمع إلى منطق العقل والبرهان القائم على خطأ ذلك الدين.

الثالثة: حالة المحاكاة: وهي تشترك مع التقليد في الجانب السيء، ولكنها تزيد عليها في أنها لا تكون بوعي وإرادة، يعني: تقبل الشيء من أي كان بلا استدلال وبدون انتباه ولا التفات، وهو واضح في سلوك الأطفال، وهي من نعم الله تعالى على الأطفال حتى يتمكن المربي من تربيتهم، ففي الحديث الشريف عن أبي عبد الله الصادق (ع)، أنه قال: (ما من مولود يولد إلا على الفطرة فأبواه اللذان يهودانه وينصرانه ويمجسانه) وسائل الشيعة للحر العاملي: ج15، ص125.

إلا أنه من جانب آخر مذموم فهو ليس طريقا للإنسان العاقل، لا سيما المؤمن بدين سماوي متكامل كدين الإسلام الذي ضمن له كل مقومات السعادة في الدنيا والآخرة، وأخذ عليه العهد أن لا ينجر وراء الممارسات الباطلة التي يبتدعها المبتدعون أو يخترعها المضلون، قال تعالى: {أفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ... وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ} سورة آل عمران: 83 و85.

ولكن مع الأسف الكثير من الناس يتبعون هذا الأسلوب في تلقي العادات من الآخرين، وليس ذلك إلا لسبب واحد هو قلة الوعي الديني من جانب، وفقدان الإحساس بقيمة نفسه ومقدار الثقافة التي يحملها، فتراه يلهث وراء الآخرين ويقلدهم بنوع من المحاكاة اللاشعورية في أتفه الأشياء، من التزيي بزيهم والتخلق بأخلاقهم، بل وتربية أبنائهم على ذلك من دون أن يسأل نفسه ولو مجرد سؤال بأن ما يفعله هل هو صحيح وفق الموازين الدينية التي يؤمن بها أو العادات الاجتماعية والقيم الأخلاقية التي تربى عليها، فهو في الحقيقة ينسلخ من مجتمعه وقيمه وأخلاقه ودينه من حيث لا يشعر، ويتدرج نحو الهاوية بدعاوى وتسويلات شيطانية تارة، أو تمويل أناس مضلين يريدون لهذا الدين ولمعتنقيه الضلال والانحلال والضعف تارة أخرى.

فأصبح الناس يقلّدون الغرب ويحاكونهم في طريقة الجلوس والنوم والمشية والأزياء والأسماء، ويعتقدون أن هذا من الثقافة والتطور، ولكن هذا في الحقيقة هزيمة أمام الغرب.

النبي الأكرم ( ص ) يؤكد بقوله (من تشبه بقوم فهو منهم) عوالئ اللئالي ج1 ص165، فإذا تشبه أحد بالكفار في الاسم والتعامل والملابس فهو في الواقع منهم وليس من المسلمين فيما تشبّه به، فإذا أكل المسلم كلما يأكل الكافر من دون معرفة الحلال والحرام، وشرب المسلم كلما يشرب الكافر كذلك، وأصبح يغدو ويروح كالكافر، وتعلم آدابهم وسننهم، فهو يوم القيامة معهم، يعني: كما يذهب أولئك إلى جهنم فهو يذهب معهم، وفي رواية عنه (ص) قال: ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا، وذراعا ذراعا، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن) بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج28،ص30.

 فالعادات الجديدة الواردة لنا من الغير لابد من الانتباه إليها ودراستها فان كانت العادة لا تلتئم مع تعاليم الإسلام والآداب العامة فلا يصح أن نعمل بها، وإلا فلا مانع من الأخذ بها، وهنا يأتي دور المصلحين ورجال الدين، فلابد من استشارتهم والأخذ بنصحهم وتوجيهاتهم فهم الذين جعلهم الإمام حجة علينا من قبله، كما كانوا هم (ع) حجة الله علينا، ففي التوقيع الشريف الصادر عن الإمام الحجة (عج): ( وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليكم) إكمال الدين وإتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص 484.

ومن الأشياء الجديدة الواردة إلينا من الغرب ما يسمى بــ(عيد الحب) فهل الاحتفال بهذا العيد مقبول شرعا وعرفا أو لا؟

ولابد قبل الإجابة على هذا التساؤل من نظرة فاحصة إلى أصل هذه الممارسة العالمية التي بدأت بالانتشار، لمعرفة منشأها وما ترمز إليه، فإن معرفة ذلك يعيننا كثيرا في تقييمه، ومعرفة مدى ملاءمته لنا.

* أصل عيد الحب:

ذكرت الموسوعة الكاثوليكية، أنَّ القسيس ( فالنتاين )، كان يعيش في أواخر القرن الثالث الميلادي، تحت حكم الإمبراطور الروماني ( كلاوديس الثاني ).

وقد قام الإمبراطور بسجن القسيس؛ لأنه خالف بعض أوامره، وفي السجن تعرّف على ابنةٍ لأحد حراس السجن، ووقع في غرامها وعشقها، وكانت تزوره ومعها وردة حمراء لإهدائها له.

فلما رأى منه الإمبراطور ما رأى أمر بإعدامه، فعلم بذلك القسيس، فأراد أن يكون آخر عهده بعشيقته، حيث أرسل إليها بطاقة، مكتوباً عليها: « من المخلص فالنتاين » ثم أُعدِم في الرابع عشر من فبراير سنة 270م، ثم تطور الأمر بعد ذلك فذكرت الموسوعة أيضاً: أنه في إحدى القرى الأوروبية، يجتمع شباب القرية في منتصف فبراير من كل عام، ويكتبون أسماء بنات القرية في أوراق، ويجعلونها في صندوق، ثم يسحب كل شاب من هذا الصندوق ورقة، والتي يخرج اسمها على ورقته، تكون عشيقته طوال السنة، ويُرسل لها على الفور بطاقة مكتوباً عليها: (باسم الآلهة الأم، أرسل لك هذه البطاقة) ، ثم تجدّد الطريقة بنهاية منتصف فبراير في العام المقبل، وهكذا.

وبعد مدة من الزمن، قام القساوسة بتغيير العبارة إلى (باسم القسيس فالنتاين، أرسل لك هذه البطاقة) والظاهر من حادثة شباب القرية، أنهم فعلوا ذلك، تخليداً لذكرى القسيس فالنتاين، وعشيقته، وحباً للفاحشة والخنا. وكذلك يفعلون.

وهذا العيد عندهم لا علاقة له بالأم ولا بالأب ولا الإخوة ولا الأبناء، بل حتى ولا علاقة له بالزوجة ولا حتى الخطيبة، بل مناسبة خاصة بالعلاقات غير الشرعية من الحب والغراميات والعشق المحرم، حيث يقوم الشباب والشابات في هذا اليوم بتبادل الورود ورسائل الحب وبطاقات التهنئة التي يشتمل بعضها على صورة لطفل بجناحين فوق مجسم لقلب، وُجِّه إليه سهمٌ، وهذا رمز (آلهة الحب عند الرومانيين المسمى كيوبيد). وغير ذلك مما يعد مظهرا من مظاهر الاحتفال بهذا اليوم.

 بل الغربيون يحتفلون بهذا العيد بل ويجعلون من هذا اليوم فرصة سانحة لممارسة الجنس بشكل مبالغ فيه، حيث تقوم المدارس والجامعات بالتحضير لهذا اليوم من خلال تأمين الواقيات الجنسية لمنع انتقال الأمراض والعدوى بين طلابها، حيث يضعون هذه الواقيات في الحمامات وغيرها، حيث يعد هذا اليوم من المناسبات الجنسية المقدسة لهم، ولا ينبغي التغافل هنا عن نقطة مهمة، وهي أن الغرب أيضا - وقع من مدة طويلة - فريسة لمنظمات معينة تعمل من أجل تشويه عاداته وتقاليده، وإشاعة الفاحشة والفساد فيه عن طريق الأفكار الهدامة من قبيل الحرية والمساواة بين المرأة والرجل و...وما إلى ذلك من أفكار، وترويجها والتنظير لها عن طريق وسائل الإعلام، ولما لم يكن الغرب يمتلك من الوعي الفكري المبتني على أساس ديني رصين بعد أن رفض الكنيسة والويلات التي جرتها إليه، بل هو سائر في حياته بدافع من الرغبة الدنيوية المحضة، صار لقمة سائغة في أفواه هؤلاء يتصرفون في عقول أراده كيف ما يشاؤون، ونظرة فاحصة في البرامج التي تعرض في الدول الغربية كفيلة في التصديق بهذا الأمر، وبعد ذلك - للأسف-  تسوّق إلينا هذه الأفكار على أنها مظهر من مظاهر التطور والعصرنة.

مظاهر هذا الاحتفال

   من مظاهر هذا الاحتفال، استخدام اللون الأحمر في مراسم الاحتفال، رمزاً للحب وإحياء لذكرى الوردة الحمراء التي أهدتها عشيقة القديس فالنتاين له، حيث نرى أزياءاً حمراء، من ملابس أو أحذية أو حقائب أو زهور أو هدايا، فضلاً عن تبادل البطاقات الخاصة بالاحتفال، مكتوبا عليها عبارات فيها اعتزاز بالعيد، وتهنئة بالحب، ورغبة في العشق، وما من شأنه أن يبرز معاني الحب والبهجة والسرور، وليته وقف عند هذا الحد، لكنه - وبتسويل شيطاني واضح من قبل أتباعه - ينجر إلى إشاعة الفواحش المختلفة من مظاهر السفور والاختلاط المحرم ووضع الزينة وإقامة الحفلات الراقصة التي لا تخلو من منكرات أخرى و...فإنا لله وإنا إليه راجعون.

فهذا اليوم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالرّومانسيّة والحب والغرام؛ فقد أبدع الأدباء في العصور الوسطى بالتعبير عن حبّهم في هذا اليوم، ولهذا يحلو لبعض الناس أن يُسميه بـ «عيد العُشاق».

كما أنّ الإحصائيات التي قامت بها الرّابطة التجاريّة لناشري بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى أنّ مليار بطاقة يتمّ تداولها في يوم عيد الحب في كافّة أنحاء العالم؛ ممّا يجعل عيد الحب يصنّف بالمرتبة الثّانية بالنسبة لعدد البطاقات الّتي يتم تداولها في العالم بعد عيد الميلاد.

* واقعنا وعيد الحب:

سرت عادة الاحتفال بعيد الحب إلى أرجاء واسعة من العالم، وتناقلها الناس بدعم عالمي مشبوه جيلا بعد جيل حتى تمكنتْ من مجتمعات المسلمين والمسلمات، فمنهم من احتفل بها عامداً للإفساد..ومنهم من احتفل بها تقليداً، حتى طار بها الناس كل مطار.

فكيف سمح المسلمون بل حتى الشرفاء وإن لم يكن لهم دين أن يتسرب إلى عوائلهم أو أن يلقى رواجا بينهم وهو من أقذر أعياد الكفار لاشتماله على مظاهر الفسق والفجور التي لا تلتئم مع ديننا الإسلامي وعرفنا الاجتماعي المحافظ.

  فإذا كان عيد الحب يدعو إلى الحب والمودة الخالصة فهذا هو ما يدعو إليه الإسلام فيقول تعالى: {...رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر:10.

وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) كنز العمال: 765 ، 737

فلا مانع من تخصيص بعض الأيام للتركيز فيها على المحبة للآخرين مثل يوم الأم ويوم الأب ونكشف عن إخلاصنا وحبنا لهم ونشتري لهم الهدايا كل ذلك بطرق ووسائل معقولة ومقبولة شرعا وعرفا.

 ونفس الكلام نقوله في ما يسمى ب(عيد الحب) فلماذا نحاكي الغرب الكافر ونأخذ منه الأشياء أخذ المسلمات من دون تفكير فيها والحال أننا أصحاب تراث أسلامي وحضارة وتاريخ عريق فلماذا لا نستبدل هذا اليوم وما يحصل فيه من الممارسات المنافية للشرع والعرف ونجعل يوما باسم (يوم المودة) مثلا نعبر فيه عن حبّنا للآخرين ونتزاور ونتصافح ونتبادل فيه الهدايا بآليات صحيحة ومشروعة تنسجم مع تعاليم الاسلام، حتى نظهر مقدار الإرث الحضاري الكبير الذي يكتنزه الإسلام حول المحبة والمودة للآخر، فقد صنف أمير المؤمنين (ع) الناس إلى صنفين في عهده لمالك الأشتر حيث قال: ( فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق) نهج البلاغة: تحقيق صبحي الصالح ص427، وبجعل ذلك اليوم مناسبة للتركيز على موروثنا الفكري والحضاري الكبير، فنكتب فيه ونؤلف حوله ونخرج الأفلام والمسلسلات عن عظمة هذا الدين الإلهي الخالد.

* الآثار والأضرار المترتبة على المشاركة في عيد الحب:

تتجلى الآثار والأضرار الناشئة عن المشاركة في هذه المناسبة بأمور؛ منها:

1 ـ إن ما يفعله الكفار في أعيادهم واحتفالاتهم، منه ما هو كفر، ومنه ما هو محرم، ومنه ما هو مباح، والتمييز بين هذا وذاك، قد يخفى على الكثير، وهذا مؤداه أن يتساهل عامة المسلمين بأمور صريحة في كفر، أو ما دونها من الموبقات.

2 ـ إن مشاركة الكفار في أعيادهم واحتفالاتهم والتشبه بهم في ذلك، يُؤدي بالمسلمين الـمُتشبهين بهم والمشاركين لهم إلى اكتساب أخلاقهم المذمومة، بل وقد يشاركونهم في اعتقاداتهم وانحرافاتهم؛ إذْ انَّ المشاركة في الظاهر تستدعي المشاركة في الباطن ولو بعد حين، قال تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون} الروم:10.

3 ـ إنَّ مشاركة الكفار ومشابهتهم في مناسباتهم، تُورث نوعاً من مودتهم ومحبتهم وموالاتهم، وقد تقرّر أن محبة الكفار وموالاتهم تنافي الإيمان، كما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام، قال تعالى: {لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} سورة آل عمران: 28.

4 ـ إنَّ الاحتفال بأعياد الكفار، تُوجب سرور الكفار بما هم عليه من الباطل، وذلك إذا رأوا المسلمين تابعين لهم في طريقتهم، وهذا ظاهر في قوة قلوبهم وانشراح صدورهم، وطمعهم في المسلمين ونهب خيراتهم واستذلالهم، وقد فعلوا.

5 ـ أنَّ مشاركة الكفار فرحتهم، ولو بشيء قليل مثل تقديم الهدية أو الحلوى أو نحوها، يقود لفعل الكثير في المستقبل وفي شتى مناحي الحياة مع الكفار حتى يصير عادة لهم، ويتتابع عليه الناس، حتى يرتفع الكفر وأهله، وتُعظَّم مناسباتهم بغير نكير؛ فالأمر جدّ خطير.

6 ـ تعطيل أعياد المسلمين؛ فالنفس تأخذ حظها من اللعب واللهو في تلك الأعياد المحرَّمة؛ فإذا ما جاء العيد الحقيقي للمسلمين، فَتَرتْ النفوس عن الرغبة في عيد الله، وزال ما كان عنده له من المحبة والتعظيم.

7 ـ إنَّ من مقاصد عيد الحب، إشاعة المحبة بين الناس كلهم، مؤمنهم وكافرهم، وهذا يخالف دين الإسلام، بل يصادم أصلاً من أصوله وهو الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين.

8- إن ذلك يوجب عزة الكافرين وذلة المؤمنين، وقد منع الإسلام من ذلك بل ومنع كل تشريع فيه ذلك، كما في خمس الأرض التي يضتريها الذمي من المسلم، وفي منع تزويج الكافر من المسلمة، أو ولاية الأب أو الجد الكافر على الصغير، أو وراثة الابن الكافر من الابن، وهكذا غيرها من الأحكام التي يجدها المتتبع في الكتب الفقهية.