يعود تاريخ المخطوط إلى القرن الثالث عشر الهجري
وصرّح مسؤولُ شعبةِ الخُزانةِ والمُتحفِ العلويّ التابعةِ لقسم الشؤونِ الفكريةِ والثقافيةِ الخادم عمّار مسلم ماشاءَ الله ، للمركز الخبريّ ، قائلًا : " إنَّ هذا المخطوط القيّم ، العائد إلى القرن الثالث عشر الهجري تقريبًا، كان قد وصل إلى الشعبة وهو في حالة تهالُك شديدة نتيجة تعرُّضه لأضرار جسيمة، من أبرزها نمو أعفان سوداء وانتشار حشرات النمل الأبيض، ممّا أدّى إلى ثقوب وتكسّر في الأوراق بسبب ارتفاع الرطوبة النسبية ".
عملية الصيانة تمّت عبر مراحل
وأوضح ماشاء الله: " إنَّ عملية الصيانة مرّت بمراحل عديدة دقيقة ، بدأت بتوثيق الأضرار عبر استمارة المسح الصياني الخاصة ، أعقبتها عملية التوثيق التصويري لتسجيل كل الأضرار قبل المباشرة بأعمال المعالجة، ثم نُقل المخطوط إلى مرحلة الصيانة الوقائية، والتي شملت الفحص المختبري، ومعالجة الأضرار، وإزالة الأتربة ومخلفات الحشرات ".
الاستفادة من قبل للباحثين والمهتمّين بالتراث
وأضاف: " إنَّ المخطوطة خضعت مجدّدًا للتوثيق الكامل قبل الترميم، ومن ثَم جرى اختيار طريقة الترميم والموادّ المناسبة بعناية، مثل ورق طبيعي مطابق من حيث السمك واللون ، والصمغ المستخدم في تثبيت الألياف الورقية، وتمّت معالجة الأجزاء المتضرّرة، بما في ذلك الشقوق والثقوب وتكسُّر الألياف، وقد صُنِع للمخطوط غلاف خاص باستخدام تقنيات إسلامية مشابهة لعصر المخطوط، إلى جانب إضافة شيرازة متوافقة معه لتكون جاهزة ومتاحة أمام الباحثين والمهتمين".
وتُجسّد الجهود حرص العتبة العلويّة المقدّسة على الحفاظ على الكنوز التراثية والعلمية وصونها للأجيال القادمة عبر عمليات صيانة احترافية تُراعي أصالة المخطوطات وتفاصيلها الدقيقة.