العربية
العتبة العلوية المقدسة تصدر منشورا خاصا بذكرى استشهاد تاسع الأئمة الأطهار الإمام النقي محمد الجواد (عليه السلام)
الاخبار

العتبة العلوية المقدسة تصدر منشورا خاصا بذكرى استشهاد تاسع الأئمة الأطهار الإمام النقي محمد الجواد (عليه السلام)

منذ ٨ سنين - ١٣ سبتمبر ٢٠١٥ ٢٦٤٢
مشاركة
مشاركة

أصدرت شعبة التبليغ الديني التابعة الى قسم الشؤون الدينية في العتبة العلوية المقدسة منشورا خاصا بذكرى استشهاد الامام الجواد (عليه السلام).

العتبة العلوية المقدسة تصدر منشورا خاصا بذكرى استشهاد تاسع الأئمة الأطهار الإمام النقي محمد الجواد (عليه السلام)
ملء الشاشة

قبس من سيرته العطرة :

ولد الامام الجواد (عليه السلام ) في المدينة المنورة ليلة الجمعة الخامس عشرمن شهررمضان سنة 195هـ ،وخلال مدة امامته عاصر حكام بني العباس المامون والمعتصم وأستشهد ببغداد في أخر يوم من شهر ذو القعدة سنة 220هـ متأثرآ بالسم الذي دسته اليه زوجته أم الفضل بنت المأمون بن هارون العباسي بتحريض من عمها المعتصم ودفن في مقابر قريش عند ضريح جده الأمام موسى بن جعفر ( عليهم السلام ) .

وتعد سياسة حكام بني العباس السياسية أمتدادآ لسياسة أسلافهم من بني أمية تجاه آل بيت النبوة الطاهرة سيما أئمتنا المعصومين (عليهم السلام) فقد سعوا بالطعن بعصمة الائمة الالهية كما نص عليها كتاب الله العزيز الحكيم في موارد كثيرة ومنها آية المباهلة (( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )) ( آل عمران : 61 ) ** وآية التطهير (( ِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )) ( الأحزاب : 33 ) 0

وتجسد ذلك جليآ في المناظرات التي تبناها المأمون ومحاولة الدفع باتجاه التوهين بحياة أهل العترة الطاهرة على أنها حياة بذخ وميسورية ، وكان حلقة الوصل في هذه المناظرات القاضي الأول لبني العباس يحيى بن أكثم ورؤساء القوم من العباسيين .

وواجه الامام الجواد ( عليه السلام ) سياسة الحكام العباسيين من خلال المناظرات التي جعلها مشروعاً دينياً وسياسياً وفقهياً يوجه من خلاله الأمة بياناته السياسية والفقهية وليثبت أحقيته من غيره بالامامة ، وساعده على ذلك نسب المصاهرة مع المأمون ، وبذلك تمكن الامام (عليه السلام ) من افشال جميع مخططاتهم الخبيئة ومداهناتهم وبالتالي تفويت الفرصة عليهم لتحقيق مساعيهم وأهدافهم ومأربهم الرامية الى محاولة تضليل الرأي العام الاسلامي والطعن في المبدأ العقائدي للتشيُّع ابتغاء التوهين بالركن الرابع من أركان أصول الدين المتمثل بـ ( الامامة ) وعدم الأيمان بالوعد الإلهي وأبعاد المخاطر الناجمة عن تماسك ورصانة مدرسة التشيع ،وبالتالي أفسد حياة قوم بني العباس .

توفي المأمون سنة 218 هجرية وأستخلفه أخيه المعتصم الذي سرعان ما أن اغتال الامام الجواد(عليه السلام) بدس السم اليه على يد زوجة الأمام المعصوم أم الفضل بنت المأمون سنة 220 هجرية وهو ابن 25 سنة ودفن ببغداد في مقابر قريش عند قبر جده الأمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) 0

فسلام عليك يا مولاي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا .

وجاء في مختصر من المنشور:

روى محمد بن الحسن بن عمّار قال:

كنت عند علي بن جعفر الصادق جالساً بالمدينة، وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه ـ يعني أبا الــــــــحسن موسى الــــكاظم علــــــــيه السلام ـ إذ دخل عليه أبو جعفر محـــــــمد بن علي الرضا علــــيه السلام في مسجد رسول الله صــــلى الله عليه وآله،فوثب علي بن جــــعفر رحمه الله بلا حذاء ولا رداء،فقبّل يـــــــــده وعظّمه،فقال له أبــــو جعفر عليه السلام: يا عمّ،أجلس رحمك الله،فقال:يا سيدي،كيف أجلس وأنت قائم؟.

فلمّا رجع عليّ بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبّخونه ويقولون:أنت عمّ أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل؟! فقال:اسكتوا،إذا كان الله عزّ وجلّ ـوقبض على لحيته ـ لم يؤهِّل هذه الشيبة،وأهّل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه،أٌنكر فضله؟!

نعوذ بالله ممّا تقولون،بل أنا له عبد.الكافي للكليني:ج1،ص322.

قد أدرك علي بن جعفر أنّ الإمـــــامة ليست بالــــــسِنّ والشيخوخة وغيرها... إنّـــــــــما هو أمـــــــر إلهى... سرّ إلهى..

مكنون من مكنونات الغيب، لا يـــــــحلّ غوامضه إلّا التسليم لأمره تعالى..

وهكذا فعل علي بن جعفر... فقد أصاب هذا الـــشيخ فـــي فعله لأبي جعفر عليه السلام وفي تسليمه لأمر الله ، وكان نموذجاً رائعاً مـــــن نماذج الطاعة والتسليم لأمر لا يعرف منه إلّا أنّه أمر الله تعالى.

وعظـــــــم الله أجوركم بشـــــــــهادة الإمام الجواد عليه السلام .