العربية
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة: مشكلة العراق اليوم ليست اقتصادية فقط بل في إدارة الدولة ونحن بحاجة إلى بناة دولة يعملون بإخلاص وتفان وليس لمصالح شخصية أو حزبية أو طائفية
الاخبار

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة: مشكلة العراق اليوم ليست اقتصادية فقط بل في إدارة الدولة ونحن بحاجة إلى بناة دولة يعملون بإخلاص وتفان وليس لمصالح شخصية أو حزبية أو طائفية

منذ ٨ سنين - ٢٢ مارس ٢٠١٦ ١٧٥٠
مشاركة
مشاركة

جاء ذلك خلال استقباله أمس الاثنين 21/3/2016 مجموعة من الباحثين المستقلين لدراسة مستقبل العراق القادمين برفقة مسؤولي مؤسسة دار العلم التابعة لزعيم الطائفة المرجع الراحل الإمام أبو القاسم الخوئي (قدس سره الشريف)، وهم غير منتمين إلى أي حكومة جاؤوا لبحث مشروع قراءة مستقبل العراق من جوانب عدّة.

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة: مشكلة العراق اليوم ليست اقتصادية فقط بل في إدارة الدولة ونحن بحاجة إلى بناة دولة يعملون بإخلاص وتفان وليس لمصالح شخصية أو حزبية أو طائفية
ملء الشاشة

وطرح الباحثون المتخصصون جملة من الأسئلة على سماحة الأمين العام للعتبة المقدسة حول رؤيته الإستراتيجية لعملية بناء العراق من الناحيتين السياسية والاقتصادية، والدور الذي تلعبه النجف الأشرف في هذا الملف ومستقبل العلاقات بين مختلف الطوائف في البلد فضلاً عن مستقبل علاقات العراق مع دول العالم.

وأشار السيد حبل المتين في معرض إجابته عن أسئلة الضيوف بعد الترحيب بهم، بقوله " لا توجد اليوم مشكلة اقتصادية تعيق بناء العراق بل إن المشكلة الجوهرية فيه هي المشكلة الإدارية حيث يوجد سوء في إدارة الدولة، فاقتصاديا من الخطأ اعتماد البلد على النفط لبناء اقتصاده فيما تنتشر الكثير من الكنوز والموارد الأخرى في الزراعة والصناعة من دون أن تكون هنالك رعاية لها لدعم بناء الاقتصاد والاكتفاء بالنفط كوسيلة وحيدة، وبالتالي نؤكد ان مشكلة العراق اليوم هي مشكلة إدارة وليست مشكلة اقتصاد".

وقال " إن النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) روي عنه، قال: صنفان من أمتي إن صَلُحا صَلُحَتْ أمتي وإن فسدا فسدت أمتي، قيل ومن هما يا رسول الله ؟ قال الفقهاء والأمراء .. مشكلتنا في الأمراء، والمقصود في الأمراء في لغة اليوم هم الحكام ".

وأوضح السيد حبل المتين " ان تراكمات العراق من الحرب العالمية الأولى إلى اليوم هي تراكمات حكّام وهي المشكلة الأساسية، مخاطبا الضيوف الأجانب: وانتم تخلصتم من هذه المشكلة  قبل 300 سنة ".

وقال " لا يوجد عندنا فقيه واحد يُحَلَلْ قتل دجاجة يمتلكها سني فضلا عن قتل السني نفسه، بينما الطرف الآخر يحلل ذلك ويدخل القافلة للتخريب وهذا هو الإرهاب وهذا إذا حلّ في أوربا وآسيا وإفريقيا الآن وما يحصل من قتال القبائل وهذه المعيشة ليست للإنسانية ".

وحول دور النجف الأشرف في عملية بناء البلد والمصالحة الوطنية، قال السيد حبل المتين، إن النجف الأشرف دورها إرشادي، وهي راعية أبوية للكل وما على الرسول إلا البلاغ والسلام".

وقال " علينا أن نقول كلمتنا لأنه عملنا هو رسالة ومنهج بناء إنساني خاصة ونحن ذاهبون الى الله، متسائلا بقوله للضيوف: أليس هذا هو منهج عيسى وموسى؟ علينا ان نعمل ونجتهد ونخلص ونقدم القدوة الصالحة والنصح بقدر استطاعتنا ونحن في جوار هذه البقعة المباركة ".

وحول النصيحة للحكام " النصيحة للجميع من الحكام مصالح الناس على مصالحنا الشخصية ونخدم البلد بقدر ما نعيشه من عمر، هي مرحلة امتحان واختبار والإنسان الذي يخلص في الامتحان عليه أن يقدم ويعمل لبناء البلد فنحن اليوم بحاجة إلى أناس يبنون العراق وهذا البناء بحاجة إلى عطاء وقت وجهد وإخلاص وتفان ومحبة وتعاون أما الأخذ والتفرقة والأحزاب كلها هادمة لهذا البناء فمن يريد اتخاذ الطريق الصحيح فليأتِ لبناء البلد سواء الحكومة الحالية أو السابقة أو اللاحقة ".

وتساءل السيد حبل المتين عن سر بقاء ذكرى أمير المؤمنين خالدة الى يومنا هذا وخلال 1400 سنة مضت؟ لأنه أعطى أكثر مما أخذ، فقد أعطى قربة إلى الله تعالى وليس لشخصه مما أعطاء الله هذا الذكر الخالد..

وحول مستقبل العلاقات بين العراق ودول العالم عموما، ومستقبل العراق ما بعد داعش بالخصوص " نحن بحاجة لـبناء بلد وأي من يسهم في هذا البناء نرحب به، كما أن أي إنسان يهدم العراق حتى لو كان شيعيا لا نقبله، ونحن مع من يسهم في البناء بمحبة وتعاون ونحن لا نرغب في داعش لأنهم جماعة هدم  وإرهاب وخراب، ولا فرق بينها وبين أي جهة تخرب العراق فنحن لا نقبل بالطغاة أو أي عمل لهدم البلاد أو من يحاول التخريب والطغيان في أي بلد من بلدان العالم".