العربية
على هامش معرض الكتاب .. بعثة الصليب الأحمر الدولي تقيم ندوة بحثية حول الإســلام والقانــون الدولـي الإنســاني
الاخبار

على هامش معرض الكتاب .. بعثة الصليب الأحمر الدولي تقيم ندوة بحثية حول الإســلام والقانــون الدولـي الإنســاني

منذ ٨ سنين - ٢٥ مارس ٢٠١٦ ٢١٧٩
مشاركة
مشاركة

أقامت اللجنة المشرفة على فعاليات معرض النجف الأشرف الدولي الثامن للكتاب، وبالتعاون مع بعثة الصليب الأحمر الدولي في النجف الأشرف، وبالتنسيق مع قسم العلاقات العامة في العتبة المقدسة، ندوة بحثية تخصصية حول (الإسلام والقانون الدولي الإنساني - النزاعات المسلحة إنموذجا)، وذلك ضمن الفعاليات المقامة على هامش معرض النجف الأشرف الدولي للكتاب المقام برعاية قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العلوية المقدسة للعام الثامن على التوالي.

على هامش معرض الكتاب .. بعثة الصليب الأحمر الدولي تقيم ندوة بحثية حول الإســلام والقانــون الدولـي الإنســاني
ملء الشاشة

وقال عضو مجلس الإدارة السيد عيسى الخرسان المشرف العام على فعاليات المعرض في تصريح للمركز الإعلامي للعتبة المقدسة: اليوم نحن أحوج ما يكون إلى الرجوع للقانون والاحتكام إليه، وقد يرى البعض أن لا رأي للإسلام في القوانين الدولية الإنسانية، في حين سبق الإسلام الجميع في هذا المجال وبالخصوص رائد هذه المسيرة هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، بعد أن بين النبي الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله) الخطوط العريضة والقواعد العامة للنزاعات المسلحة وكيفية التعامل معها ومع ما يحيطها، بادر أمير المؤمنين (ع) في قسم من مصاديق خطبه أو في غمار الحروب التي خاضها حينما يقول: (لا تقطعوا شجرة .. لا تولوا مدبرا .. لا تجهزوا على جريح ..) وغيرها من المصاديق الموثقة في ذلك، وهذا يعكس الإنسانية بأبهى صورها واليوم تتباهى الشعوب أن لها إنسانية، فيما سبقها الإسلام وأصفى وأنقى إنسانية من الجميع لان البقيّة لما قام بسن قوانين الإنسانية تبقى تلك القوانين محدودة لان الذي وضعها محدود الرؤى والأفكار والزمن، أما ما وضعه أمير المؤمنين فكان وضعه للقوانين والرؤى مطلقا تتعامل مع جميع الأوقات والأزمن، ونحن اليوم أحوج ما نكون لذلك ليس فقط العراق بل جميع شعوب العالم للاحتكام للقانون الإسلامي بشكل عام  وإلا تصبح الدنيا غابة يأكل القوي فيها الضعيف».

من جانبها قالت مدير قسم الحماية في البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في النجف «كاتيا فيتهامر» حول الندوة: (أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي تعتبر حامية للقانون الدولي الإنساني، وهي مهتمة بالحوار والتواصل مع المؤسسات الدينية وعلماء المسلمين لسببين، الأول عملي لإيجاد مقبولية لنا في عملنا الإنساني الميداني لمساعدة من يعاني من النزاعات المسلحة والصراعات والنزاعات غير المتماثلة وغيرها، فيما يبرز السبب الثاني وهو الأكثر عمقا هو أن الأفكار الأساسية التي وضعت لحماية الإنسان وكرامته أثناء النزاعات المسلحة حيث يسعى هذا القانون إلى تحقيق التوازن بين العمل العسكري المشروع من جهة والحد من معاناة الإنسان من جهة أخرى، عن طريق الحد من وسائل وأساليب الحرب المسموح بها».

وأضافت « إن الأفكار والمعايير الإنسانية المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني، ليست جديدة بل انها راسخة عميقا في الضمير الإنساني على مر التاريخ، وقد عرضت الحضارات القديمة والديانات في العالم مجموعة واسعة من المبادئ والقواعد الإنسانية التي تهدف الى حماية الكرامة الإنسانية في حالات النزاع المسلح وبالخصوص ما ادخله الإسلام من الأخلاق العسكرية للحد من وسائل وأساليب الحرب وقد تم ذلك بالفعل في زمن النبي محمد (صلى الله عليه وآله)».

وقال القانوني والباحث الدكتور أحمد الفتلاوي كلية القانون - جامعة الكوفة المحاضر في الندوة: (من المهم إيجاد روابط تواصل بين المؤسسات الدينية وبين المنظمات الإنسانية والقانونية الدولية لأجل التلاقح الفكري وبيان القواسم المشتركة بين الوجهتين، لا سيما ما يتعلق بالقانون الدولي الإنساني والمبادئ الإسلامية الحقيقية، ومن المؤكد أن للمؤسسات الدينية والعتبات المقدسة دور واضح في بيان أهم المبادئ القانونية التي ترسخت وتجذرت في الدين الإسلامي ومحاولة بيان الموضوع على المستوى الأكاديمي).

وأضاف: (هنالك نوع من التغييب على المستوى الأكاديمي في بيان من وضع القوانين الخاصة أثناء النزاعات المسلحة في زمن النبي الأكرم  وما بعده، فهنالك عملية مصادرة عندما يذكر شخص أنه فقيه من فقهاء المسلمين أنه وضع أسس للقانون الإنساني بينما هو لم يحضر حرب ولم يشارك بحرب وينسى دور مثل أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) الذي مثل وبشكل واضح القيادة العسكرية والإنسانية والسياسية والتي من الصعب أن تجتمع هذه الصفات القيادية في إنسان ينظر ويطبق تلك القوانين ميدانيا، فعملية بيان الآراء والوصول إلى الحقيقة والهادفة المفيدة ضروري لإيصال الفكرة الإسلامية الإنسانية الحقيقية للعالم أننا أمة إنسانية محبة للسلام على الرغم مما يتم تشويهه).

الشيخ خالد التميمي أحد طلبة الحوزة العلمية وباحث في معهد العلمين للدراسات العليا قال: (من المهم عقد مثل هكذا ندوات لإبراز وتوضيح المبادئ الإسلامية السمحاء للعالم من خلال عقد مثل هكذا ندوات ومؤتمرات أو كتابات أو الإعلام، فهنالك ومن حيث التدوين فارق زمني يتمثل بقرابة ثمان قرون بين ما قام بتأسيسه الدين الإسلامي الحنيف من مبادئ إنسانية سمحاء سبقت ما قامت الاتفاقيات الدولية على تدوينه ضمن قوانينها الإنسانية وهو من صلب تلك المبادئ الاسلامية).

يذكر ان هذه الندوة هي الأولي من بين سلسلة من الندوات ستقام على هامش فعاليات معرض الكتاب، يومي الأحد والثلاثاء من هذا الأسبوع .