العربية
الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة تقيم احتفاليتها المركزية بمناسبة ذكرى ولادة سيد الأوصياء وإمام المتقين علي بن أبي طالب(عليه السلام)
الاخبار

الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة تقيم احتفاليتها المركزية بمناسبة ذكرى ولادة سيد الأوصياء وإمام المتقين علي بن أبي طالب(عليه السلام)

منذ ٨ سنين - ٢١ أبريل ٢٠١٦ ١٩١٨
مشاركة
مشاركة

أقامت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة احتفاليتها المركزية في رحاب صحن فاطمة (عليها السلام)، وذلك بمناسبة ذكرى ولادة أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، بحضور المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض، ووكيل رئيس ديوان الوقف الشيعي الشيخ علي الخطيب وأمناء وممثلي العتبات المقدسة الحسينية والكاظمية والعباسية ونخبة من العلماء الأعلام وأساتذة وطلبة الحوزة والمسؤولين في المحافظة ومجلس المحافظة والدوائر الحكومية وجمع غفير من المؤمنين.

الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة تقيم احتفاليتها المركزية بمناسبة ذكرى ولادة سيد الأوصياء وإمام المتقين علي بن أبي طالب(عليه السلام)
ملء الشاشة

وبدأت الاحتفالية بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم تلاها القارئ حيدر رحيم، تلاه الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة بإلقاء كلمته بالمناسبة والتي قال فيها :

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين.

اللهم صل على أمير المؤمنين عبد المرتضى، وأمينك الأوفى، وعروتك الوثقى، ويدك العليا، وجنبك الأعلى، وكلمتك الحسنى، على الورى، وصدّيقك الأكبر، وسيد الأوصياء، وركن الأولياء، وعماد الأصفياء، وأمير المؤمنين، ويعسوب الدين، وقدوة الصالحين، وإمام المخلصين، والمعصوم من الخلل، المهذب من الزلل، المطهر من العيب، المنزه من الريب، وأخي نبيك ووصي رسولك، البائت على فراشه، والمواسي له بنفسه، وكاشف الكرب عن وجهه، الذي جعلته سيفا لنبوته، وآية لرسالته، وشاهداً على أمته، ودلالة على حجته، وحاملا لرايته، ووقاية لمهجته، وهاديا لأمته، زيداً لبأسه وباباً لسره، ومفتاحا لظفره حتى هزم جيوش الشرك بإذنك، وأباد عساكر الكفر بأمرك، وبذل نفسه في مرضات رسولك، وجعلها وقفاً على طاعته، فصل الله عليه صلاة دائمة باقية .

نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام)، لا سيما بقية الله الأعظم (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، والى مراجعنا العظام والأمة الإسلامية واليكم أخوتي الحضور بمناسبة ولادة سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

إخوتي الحضور الأفاضل :

حقٌ لفتى الإسلام العظيم أن لا يأتي إلى هذا الوجود إلا في مناقب أسنى من الثريا في علوها وأقرب من إنكارها الشانئ في دنوها، فقبل أن يُخلَقْ الله تعالى آدم (عليه السلام) بأربعة آلاف عام، كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) نورا واحدا بيني يدي الله تعالى، قد أودعه سبحانه في صلب آدم بعد خلقه، ولم يزل ينقله من الأصلاب الطاهرة الى الأرحام المطهرة حتى أقره في صلب عبد المطلب، فلما أخرجه من صلبه قسم ذلك النور قسمين قسماً في صلب عبد الله وقسم في صلب أبي طالب.

ولما أذن الله تعالى بولادة أمير المؤمنين(عليه السلام) في هذه الدنيا، جعل محل ولادته في بيته الحرام الذي جعله قبلة للناس وأمنا، ولم يولد قبله ولا بعده أحدٌ فيه.

لقد ضرب أمير المؤمنين (عليه السلام) للمسلمين بصورة عامة ولأتباعه ومواليه بصورة خاصة أروع المناهج الإسلامية من خلال سلوكه العملي، فكان أعظم الدور وأوضح الأثر في هذا المضمار، إذ أطبقت الأحاديث الصحيحة المتسالم عليها من قبل المسلمين على انه (عليه السلام) من أكثر الناس اقتفاءً لسُنّة النبي (صلى الله عليه وآله) وأشدهم التزاما بها، ومن الجوانب التي اشتهر بها (عليه السلام) في سيرته وسلوكه الشخصي، الجانب الأخلاقي لذي تعدّه الشريعة الإسلامية من أهم الأسس التي يجب أن يبنى عليها الإنسان المؤمن مبادئه، فكان أمير المؤمنين (عليه السلام) القدوة المثلى في الخُلُق الإسلامي الأمثل.

ولعل من الأمور التي عرفت عنه (عليه السلام) في هذا المجال بالذات: لين الجانب والتواضع والمقاربة لعموم الناس على ماهو عليه من سمو وعظمة، وعلى  ماهم عليه من أخطاء وعلل، بل لقد سار فيهم بحسن العشرة الى درجة أنه لم يكن يمتاز عنهم في شئ أصلا حتى بعد تسلمه للخلافة.

سادتي الحضور :

ما عسى القائل أن يقول في علم أمير المؤمنين (عليه السلام) بعدما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مدح فيه يغني عن كل مدح وبيان، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآل) قوله في علي (عليه السلام): أنا مدينة العلم وعليٌ بابه، وقوله (صلى الله عليه وآله) : (أعلم أمتي علي بن أبي طالب).

وقد تفجر هذا العلم الذي اندمج عليه الإمام علي (عليه السلام) عن تراث غزير وافر عظيم الأثر، تمثل في الأحاديث والأقوال التي وردت عنه (عليه السلام) في مضمار العقيدة والفقه والأخلاق والحكمة، امتزجت ببلاغة المعنى وفصاحة الجُمَلْ، وكان كتاب نهج البلاغة أحد الشواهد على هذه الحقيقة التي لا يمكن انكارها.

إن التعرف على سيرة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخلاقه ومناقبه وأقواله أمر ضروري جدا لا غنى للمرء عنه، لأن هذه المعرفة تؤثر بشكل مباشر في معرفة سيرة وأخلاق ومناقب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لأن الفرع الكريم يدل على الأصل العظيم، وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أخو الرسول وربيبه وخليفته وصهره، كما أنهما من نور واحد ولن نجد أحدا من الناس له من القرابة القربية والصلة الشديدة بخاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله) أكثر من هذا البدل الهمام الذي جعل الله تعالى ولايته ومحبته فرضا على العباد ومنجاة في يوم المعاد.

رزقنا الله وإياكم الثبات على ولايته ومحبته، سائلين المولى عزوجل أن يمنّ على المجاهدين الأبطال في سوح الوغى بالنصر المؤزر، وأن يثبت قلوبهم أعدائهم ويزلزل الأرض تحت أقدامهم. رحم الله شهدائنا الأبرار. ومن الله على جرحانا بالشفاء العاجل إنه سميع الدعاء والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

بعد ذلك اعتلى المنصة الأستاذ المتمرس الأول الدكتور السيد محمد حسين الصغير في كلمة متميزة أتحف بها أسماع الحاضرين بقصيدة شعرية وحديث ولائي أبدع خلاله بذكر مناقب أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين أمير المؤمنين علي (عليه السلام).

بعدها اعتلت المنصة هيأة المرتضى للإنشاد الإسلامي بأناشيد ولائية تغنت بالمناسبة العطرة لتكون مسك ختام الاحتفالية.