العربية
الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة تقيم احتفالا موسعا لإزاحة الستار عن قبة مرقد أمير المؤمنين (ع) بعد إعادة تذهيبها
الاخبار

الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة تقيم احتفالا موسعا لإزاحة الستار عن قبة مرقد أمير المؤمنين (ع) بعد إعادة تذهيبها

منذ ٧ سنين - ١٧ ديسمبر ٢٠١٦ ٢٥٤١
مشاركة
مشاركة

أقامت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة حفلا كبيرا بمناسبة إزاحة الستار عن قبة مرقد أمير المؤمنين وسيد الوصيين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب بعد إعادة تذهيبها مع رفع الإكليل والشعاع والكف في قمة هرمها وذلك خلال حفل بهيج حضره سماحة المرجع الديني الشيخ محمد إسحاق الفياض ورئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد علاء الدين الموسوي وأمناء وممثلو العتبات المقدسة الحسينية والعباسية والكاظمية والعسكرية والأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة، وضيوف العتبة المقدسة من مختلف محافظات العراق ومن الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة تقيم احتفالا موسعا لإزاحة الستار عن قبة مرقد أمير المؤمنين (ع) بعد إعادة تذهيبها
ملء الشاشة

وافتتح الحفل الذي أداره الدكتور الشاعر أحمد العلياوي، بآيٍ من الذكر الحكيم تلاها على أسماع الحاضرين القارئ أحمد النجفي، ثم كانت الكلمة لرئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد علاء الدين الموسوي والذي أشار بكلمته:

"ان عملية تجديد تذهيب القبة هي الثانية من نوعها عقب عملية التجديد الاولى التي بوشر فيها عام 1968 بأمر من المرجع الاعلى انذاك الامام السيد محسن الحكيم اذ تحمّل كلفة المشروع بالكامل المرحوم الحاج رشاد مرزة وقد بلغت كلفة تذهيبها بعد ثلاث سنوات من العمل مليون دينار في ذلك الوقت.

واضاف السيد الموسوي:" ان عملية التجديد الثانية هذه باشرت بها الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة بعد ان وفّرت ما يقرب من 190 كغم من الذهب وتكفّلت شركة الكوثر الايرانية بتوفير الخبراء والمشرفين على مراحل العمل في التذهيب. مؤكداً" ان هذه العملية تمت بإيعاز وإشراف كامل من قبل المرجع الأعلى السيد علي السيستاني حفظه الله تعالى".

واعتلى المنصة سماحة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد نزار هاشم حبل المتين في كلمته بالحفل:

( السلام على الأئمة الهادين المهديين، لاسيما بقية الله في الأرض ورحمة الله وبركاته. السادة الحضور الأكارم جميعاً مع حفظ المقامات والألقاب, عليكم سلام بأريج الولادة المحمدية وقبّة الولاية الحيدرية ورحمة الله وبركاته.

سيدي يارسول الله ونحن في يوم مولدك المبارك الذي أزاح عن الدنيا ظلماتها واستنارت بشمسك الخالدة, وإذ نقف في هذا اليوم بجوار قبر ابن عمك ووصيك وخزانة علمك وراية نصرك سيف الله الغالب علي بن أبي طالب عليه السلام مع جمع من محبيه لنحتفي بقبّته الشريفة ونتطلع إلى أنوارها البهية والتي أصبحت مأوى لقلوب شيعته ومناراً للهداية والسلام والمحبة والوئام, قبّة عندما رأها الشاعر السوري محمد مجذوب خاطب عدوَّ علي عليه السلام إذ قال :

قُم وارمق النجف الشريف بنظرة *** يرتد طرفك وهو باكٍ أرمدُ

تلك العظام أعز ربك قدرها *** فتكاد لولا خوف ربك تعبدُ

أبداً تباركها الوفود يبحثها *** من كل حدب شوقها المتوقدُ

نعم انها القبّة التي تنتمي لقبّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهما أبوا هذه الأمة بقول الرسول الكريم:(( يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة)),ولأنّه من رسول الله بمنزلة هارون من موسى, ولأنّه باب علمه وزوج بضعته ووصيه وأمينه على شرعه وأول من آمن به وصدّق بما أُنزل على نبيه صلى الله عليه وآله.

نعم أيها الإخوة الأعزاء يا محبي علي وآل علي, ونحن اليوم نجتمع لنزيح الستار عن قبّة تناهت اليها الملوك وانحنت تحتها التيجان منذ الداعي الصغير وعضد الدولة والإليخانيين والشاه عباس الأول والشاه صفي وهم الذين قاموا بأعمارها وتجديد بنائها. فمنذ أربعمائة سنة وإلى يومنا هذا حيث بقيت معالم التصميم للعلاّمة الشيخ البهائي, وهذه إحدى ميزات العتبة العلوية التي حافظت على هذا التراث الثمين دون التلاعب فيه, وحتى عندما أُعيد تذهيب القبّة العلوية المباركة حرصنا على إعادة نفس الصفائح الذهبية بعد إعادة تذهيبها وهو أمرٌ ليس بالسهل والميسور.ومن ناحية أخرى حرصنا على إعادة الكف والشعاع الذهبي الذي أُخفي طيلة ستة وثلاثين عاماً عندما أزاله النظام المقبور عن القبّة الشريفة حقداً وحسداً وانتقاماً.

نحن في هذا اليوم المبارك الذي نزيح فيه الستار عن قبّة أمير المؤمنين عليه السلام, هذه القبّة الفريدة في تصميمها والوحيدة في معناها والوتر في رمزيتها, نتوجه إلى الباري عزوجل أن يتقبل منا هذا العمل بأحسن قبوله ونتوسل بأمير المؤمنين عليه السلام أن يتقبل منا هذا العمل بأحسن قبوله ونتوسل بأمير المؤمنين ونقدمه بين يدي حاجاتنا إلى الله عزوجل بأن يمنَّ على عراقنا بالأمن والأمان والطمأنينة والسلام,ويمنَّ على مراجعنا العظام ويختم لقواتنا الأمنية والحشد الشعبي بالنصر المؤزّر على أعداء الإنسانية وأن يمنَّ على جرحانا بالشفاء العاجل.

وفي الختام أتقدم بالشكر والإمتنان لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل المبارك من منتسبين ومتطوعين ومهندسين, وأخص بالشكر رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة حجة الاسلام السيد علاء الدين الموسوي والمرحوم الحاج رشاد مرزه والذي كان له يد السبق في هذا العمل, والشكر إلى مسؤول مؤسسة الكوثر الإيرانية حسن بولاراك والكوادر العاملة في هذهالمؤسسة لما بذلوه من جهد ومثابرة سائلين الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم. كما أتقدم بالشكر ووافر الامتنان إلى الحضور الكريم من النجف وخارجها وضيوفنا من خارج العراق, وآخر دعوانا لتعجيل فرج إمامنا وقائدنا الإمام المنتظر حيث نتوجه ونقول: اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

ثم كانت الكلمة لرئيس الأوقاف والشؤون الخيرية الإيراني السيد علي محمدي والتي تقدم فيها بالتهنئة على وجه الخصوص السادة علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي وسماحة السيد نزار حبل المتين الامين العام للعتبة العلوية المقدسة وأهنئ جميع المسؤولين والاخوة الحضور في هذا الحفل البهيج والضيوف القادمين من محافظتي خوزستان وامام والاهواز.

وقال السيد محمدي " كما نشم دائما عطر الوحدة والتحام القلوب وهذا ما يؤكده دائما وابدا مراجعنا العظام وعلى مر التاريخ الاسلامي. مايدور اليوم في العراق وسوريا هو مصداق للخط الامامي للدفاع ضد الكفر والنفاق ضد اتحاد جميع الاعداء الذين يحاولون ضرب التشيع ضرب الاسلام المحمدي الاصيل".

وأضاف" اليوم نتيجة هذه الوحدة التي دعا لها النبي الاكرم وإمام المتقين هذه الوحدة جمعت الشعبيين المسلمين الايراني والعراقي في بودقة واحدة نجد انجاز مشاريع كبيرة لخدمة الزائرين ومن ابرز هذه المشاريع في النجف بناء صحن فاطمة الزهراء ضمن اطار مشروع توسعة العتبة العلوية ، كما ان مشروع اعادة ترميم القبة المطهرة والذي يحمل عنوان ياعلي نشهد اليوم ازاحة الستار عنه وذلك من خلال الجهود الكبيرة للسادة المتخصصين اصحاب الصناعة الحاذقين حيث اعادوا ترميم ما يقارب عشرة آلاف طابوقة ذهبية خلال سنة ونصف السنة الماضية حتى تعطي هذه القبة المقدسة نورا اخر يضاف الى الانوار العلوية في هذا الحرم المقدس والذي يعتبر مفخرة التراث في عالم التشيع".

وقال " هذا المشروع يعتبر ضمن سلسلة المشاريع اعادة اعمار القباب في كربلاء والكاظميين وسامراء وذلك عبر جهود اكثر من 1275 شخص من الفنانين والخدمة الذين شاركوا في انجاز هذه المشاريع، واتقدم بالشكر لجميع اعضاء اللجنة المختصة في هذا المشروع والموكلة من قبل العتبة العلوية وكذلك لجميع الشعب العراقي العزيز العاشق لاهل البيت عليهم السلام ولعشاق اهل البيت في ايران واخص بالذكر محبي اهل البيت في محافظة خوزستان الداعمين للتنفيذ هذا المشروع".

والشكر الجزيل لمراجع الدين العظام سماحة السيد علي الحسيني السيستاني والسيد علي الحسيني الخامنئي في اطار تسهيل الامور المتعلقة بالمشروع والإرشادات الدقيقة والتوصيات المهمة في مختلف الجوانب كما اشكر خدام العتبات المقدسة التابعين للجنة اعمار العتبات في العراق وإيران.

وفي الختام بودي أن اثني على الجهود الاستثنائية لجميع من شارك في انجاز هذا المشروع المؤسسة الصناعية والفنية والمقاولين والمهندسين والفنانين وجميع المدراء وجميع المتبرعين .

ثم كانت الكلمة لمسؤول شركة الكوثر رئيس لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة في العراق المهندس حسن بولارك والتي عدّ هذه المناسبة فرصة متجددة للتأليف بين قلوب الشعبين الإيراني والعراقي وتعاونهم في خدمة أهل البيت عليهم السلام في هذا التصميم الإسلامي المميز الذي يعطي صورة واضحة عن الفن الإسلامي الراقي، المتمثل بالقبة الشريفة لصحن أمير المؤمنين عليه السلام والذي نشهد اليوم ازاحة الستار وافتتاحها.

مشيراً إلى هذه الخطوة المهمة التي حصلت بدعم المرجعية العليا والمسؤولين في العراق خصوصاً ديوان الوقف الشيعي وأمناء العتبات المقدسة العلوية والحسينية والعباسية والكاظمية والمزارات لأهل البيت عليهم السلام، لافتاً إلى ان ذلك حدى بالبلدين أن يتحدا وينظما جهودهما من أجل توسعة وتطوير العتبات المقدسة ومن أحلى هذه المصاديق التوسعة الحاصلة في العتبة المقدسة وهي صحن فاطمة الزهراء عليها السلام وتوسعة الحرم الحسيني والمتمثلة بصحن عقيلة بني هاشم عليها السلام.

ولفت بولاراك إلى ان هذا المشروع الذي حمل شعار (يا علي) بدا العمل منذ الشهر التاسع من العام الماضي إذ أنجز ترميم وإعادة نصب 9658 طابوقة بأحجام متفاوتة وعلى مدى 15 شهراً وبمشاركة 1275 شخصا منهم الفنانون والعمال وبإشراف قسم الصيانة في العتبة العلوية المقدسة.

وقدم بولاراك في ختام كلمته الشكر للمرجع الديني الأعلى السيد السيستاني (دام ظله) والسيد الخامنئي لدعمهما الكبير لخدمة العتبات المقدسة لأهل البيت(عليهم السلام) في لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة ولتوجيهاتهما وارشاداتهما المستمرة ، وإلى كل من أسهم في هذا المشروع المبارك.