العربية
100%
المتن الكامل

مقدمة التحقيق

هناك  الكثير ممّن كتب عن نهج البلاغة شرحاً وتعليقاً وتحقيقاً، وما زال هذا الكتاب منهلاً عذباً لرواد العلم والمعرفة، وعشّاق الحقّ والحقيقة.

وبما انّ كتاب نهج البلاغة مترامي الأطراف، ومتشعب العلوم والفنون، تشعبت الدراسات حوله، فترى من تناوله من الجانب اللغوي، أو البلاغي، أوالكلامي، أو التاريخي، وهناك من حاول الجمع بين هذه الجوانب كما حاول أن يفعله ابن أبي الحديد في شرحه، غير أنّ من الصعب الوقوف التام على جميع هذه الشروح والدراسات وجردها.

كما قال العلّامة المغفور له السيّد عبد العزيز الطباطبائي، في «نهج البلاغة عبر القرون» الذي نشر منه حلقات في مجلة تراثنا:

«لقد حظى (نهج البلاغة) من أول يوم بعناية العلماء والأُدباء، فجلب أنظارهم، واستقطب جهودهم، فبادروا إلى روايته وقراءته وإجازته واستنساخه ومقابلته والتعليق عليه، فلم نرَ في تراثنا الخالد ما يوازيه في كثرة المخطوطات القديمة، ولا ما يدانيه أو يبلغ نصف ذلك قيمة، وكذلك تناوله العلماء والأُدباء بالشرح منذ القرن السادس الهجريّ وحتى يومنا هذا، بحيث يتعذّر أو يتعسّر إحصاء شروحه جميعها...»([1]).

وكانت غبطتنا ـ بعد أن تشرّفنا بادارة مكتبة الروضة الحيدرية بجوار مولانا أميرالمؤمنين (عليه السلام) ـ في أن نشارك مع مَنْ كتب عن نهج البلاغة وعلّق عليه تشرّفاً وتبركاً، وإن لم نَزِد شيئاً جديداً محاولين نظم يواقيته في عِقْدٍ بين العقود، والله الموفِّق.

وسنوجز القول في هذه المقدّمة بتعريف المؤلِّف والمؤلَّف، ومنهجية التحقيق والنسخ المعتمدة، جاعلين ما كتبه علماؤنا الأعلام، سنخاً لهذه الدراسة.