العربية
100%

[12]  ومن كلام له  (عليه السلام) لما أظفره الله تعالى بأصحاب الجمل([1])

وقد قال له بعض أصحابه:

وددت أنّ أخي فلاناً كان شاهداً ليرى ما نصرك الله به على أعدائك، فقال له (عليه السلام):

أَهَوَى أَخِيكَ مَعَنَا؟ قال: نَعَم. قالَ: فَقَدْ شَهِدَنَا، وَلَقَدْ شَهِدَنَا في عَسْكَرِنَا هذَا قَـوْمٌ في أَصْلَابِ الرِّجَـالِ ، وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ ، سَيَرْعُفُ بِهِمُ الزَّمَانُ([2]) ، ويَقْـوَى بِهِمُ الاِيمَانُ.

 


[1] ـ هذا الكلام صحيح في المعنى، ويؤيّده ما رواه البخاري (ت256) في صحيحه 7: 113 عن رجل جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال: يا رسول الله كيف تقول في رجل أحبّ قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): «المرء مع من أحبّ». وروى البرقي(ت274) في المحاسن1: 262 عن أميرالمؤمنين  (عليه السلام) ما يؤيّد كلام النهج، حيث قال  (عليه السلام) لمن شاركه في قتل الخوارج: «والذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة، لقد شهدنا في هذا الموقف اُناس لم يخلق الله آباءهم ولا أجدادهم بعد، فقال الرجل: وكيف يشهدنا قوم لم يخلقوا، قال: بلى قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه ويسلّمون لنا، فاُولئك شركاؤنا فيما كنّا فيه حقاً حقاً».

[2] ـ يرعف بهم الزمان: يوجدهم ويخرجهم، كما يرعف الإنسان بالدم الذي يخرجه من أنفه.