العربية
100%

[19]  ومن كلام له  (عليه السلام)

قاله للأشعث بن قيس([1]) وهو على منبر الكوفة يخطب([2])

فمضى في بعض كلامه شيء اعترضه الأشعث، فقال: يا أميرالمؤمنين، هذه عليك لا لك، فخفض (عليه السلام) إليه بصره ثم قال:

ومَا يُدْرِيكَ مَا عَلَيَّ مِمَّا لِي! عَلَيْكَ لَعْنَةُ اللهِ وَلَعْنَةُ اللاَّعِنِينَ؛ حَائِكٌ ابْنُ حَائِكٍ! مُنَافِقٌ ابْنُ كُافِرٍ. وَاللهِ لَقَدْ أَسَرَكَ الكُفْرُ مَرَّةً وَالإسْلَامُ أُخْرَى، فَمَا فَداكَ مِنْ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مَالُكَ وَلا حَسَبُكَ. وَإِنَّ امْرَأً دَلَّ عَلَى قَوْمِهِ السَّيْفَ، وَسَاقَ إِلَيْهِمُ الحَتْفَ، لَحَرِيٌّ أَنْ يَمْقُتَهُ الأقْرَبُ، وَلا يَأْمَنَهُ الأبْعَدُ.

يريد  (عليه السلام): أنَّه أُسِرَ في الكفر مرّةً وفي الإِسلام مرّةً.

وأمّا قولُهُ: «دَلَّ على قومِهِ السيفَ»، فأرادَ به: حديثاً كان للأشعث مع خالد ابن الوليد باليمامة، غرَّ فيه قومَهُ ومكر بِهِم حتى أوقَعَ بهم خالدٌ، وكان قومَهُ بَعْدَ ذلك يُسَمُّونَهُ «عُرْفَ النَّارِ»، وهو اسمٌ للغادر عندهم.

 


[1] ـ ومن عجيب أمره وشؤمه ما روي في الكافي 8: 167 ح187 عن أبي عبدالله  (عليه السلام) قال: «انّ الأشعث بن قيس شرك في دم أميرالمؤمنين (عليه السلام) وابنته جعدة سمّت الحسن (عليه السلام)، ومحمّد ابنه شرك في دم الحسين (عليه السلام)».

[2] ـ رواه أبو الفرج الاصفهاني (ت356) في الأغاني 21: 20 عن أحمد بن عبيد الله بن عمار وأحمد بن عبد العزيز الجوهري، قالا: حدّثنا عمر بن شبّه، قال: حدّثنا محمّد بن أبي رجاء، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد، قال: قال عبدالله بن عديّ بن الخيار ...» وذكر الخطيب البغدادي (ت463) في كتابه الرحلة في طلب الحديث : 131 قوله (عليه السلام): «قبحك الله ما يدريك ما عليّ لا لي»، وكذلك ابن عساكر (ت571) في تاريخ مدينة دمشق 38: 46 ح4468، وفيهما عن عبيد الله بن عديّ بن الخيار.