العربية
100%

[12] ومن وصيته لمعقل بن قيس الرياحي

حين أنفذه إلى الشام في ثلاثة آلاف مقدّمةً له([1])

اتَّقِ اللهَ الَّذِي لَابُدَّ لَكَ مِنْ لِقَائِهِ، وَلا مُنْتَهَى لَكَ دُونَهُ، وَلا تُقَاتِلَنَّ إِلَّا مَنْ قَاتَلَكَ، وَسِرِ الْبَرْدَيْنِ([2]) وغَوِّرْ([3]) بِالنَّاسِ، وَرَفِّهْ([4]) فِي السَّيْرِ، وَلا تَسِرْ أَوَّلَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ اللهَ جَعَلَهُ سَكَناً، وَقَدَّرَهُ مُقَاماً لا ظَعْناً([5])، فَأَرِحْ فِيهِ بَدَنَكَ، وَرَوِّحْ ظَهْرَكَ، فَإِذَا وَقَفْتَ حِينَ يَنْبَطِحُ السَّحَرُ([6])، أَوْ حِينَ يَنْفَجِرُ الْفَجْرُ، فَسِرْ عَلَى بَرَكَةِ اللهِ، فَإِذَا لَقِيتَ الْعَدُوَّ فَقِفْ مِنْ أَصْحَابِكَ وَسَطاً، وَلا تَدْنُ مِنَ الْقَوْمِ دُنُوَّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُنْشِبَ الْـحَرْبَ، وَلا تَبَاعَدْ مِنْهُمْ تَبَاعُدَ مَنْ يَهَابُ الْبَأْسَ، حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي، وَلا يَحْمِلَنَّكُمْ شَنَآنُهُمْ عَلَى قِتَالِـهِمْ، قَبْلَ دُعَائِهِمْ وَالإِعْذَارِ إِلَيْهِمْ.

 


[1] ـ رواها باختلاف المنقري (ت 212) في وقعة صفين: 148، وروى ابن أبي شيبة (ت 235) في المصنف 8: 55 إلى قوله  (عليه السلام): «ولا منتهى لك دونه».

[2] ـ البردين: الغداة والعشيّ، أي وقت ابتراد الأرض والهواء من حرّ النهار.

[3] ـ غوّر: انزل بهم في الغائرة ، وهي القائلة: وقت اشتداد الحرّ.

[4] ـ رفّه: يسّر وهوّن.

[5] ـ الظعن: السفر.

[6] ـ ينبطح السحر: ينبسط.