العربية
100%
بَابُ المُخْتَارِ مِنْ كتب أَمِير المؤمنين (عليه السلام) ورسائله

الرسالة 23: قاله قُبَيْلَ موته لمّا ضربه ابن ملجم على سبيل الوصية

 [23] ومن كلام له  (عليه السلام)

قاله قُبَيْلَ موته لمّا ضربه ابن ملجم على سبيل الوصية([1]):

وَصِيَّتِي لَكُمْ: أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئاً، وَمُحَمَّدٌ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ، أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَينِ، وَخَلاَ كُمْ ذَمٌّ([2]).

أَنَا بِالأَمْسِ صَاحِبُكُمْ، وَالْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ، وَغَداً مُفَارِقُكُمْ، إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي، وَإِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي، وَإِنْ أَعْفُ فَالْعَفْوُ لِي قُرْبَةٌ، وَهُوَ لَكُمْ حَسَنَةٌ، فَاعْفُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ. وَاللهِ مَا فَجَأَنِي مِنَ الْـمَوْتِ وَارِدٌ كَرِهْتُهُ، وَلا طَالِعٌ أَنْكَرْتُهُ، وَمَا كُنْتُ إِلَّا كَقَارِبٍ([3]) وَرَدَ، وَطَالِبٍ وَجَدَ، وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ.

وقد مضى بعض هذا الكلام فيما تقدّم من الخطب، إلّا أنّ فيه هاهنا زيادة أوجبت تكريره.

 


[1] ـ رواه باختلاف ابن أبي الدنيا (ت281) في مقتل الإمام أميرالمؤمنين  (عليه السلام) : 56 قال: «حدّثنا الحسين، حدّثنا عبدالله قال: حدّثني أبو عليّ أحمد بن الحسن الضرير، حدّثنا الحسين بن هارون، عن ابن زبار الكلبي، عن حكيم بن نافع، عن العلاء بن عبدالرحمن» والشيخ الكليني (ت 329) في الكافي 1: 299، عن الحسين بن الحسن الحسني رفعه ومحمد بن الحسن، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه، والطبراني (ت 360) في المعجم الكبير 1: 96 ح 167 وقال: «حدّثنا القاسم بن عباد الخطابي البصري، ثنا سعيد ابن صبيح، قال: قال هشام بن الكلبي، عن عوانة بن الحكم».

[2] ـ خلالكم ذمّ: أي قد أعذرتم وسقط عنكم الذم.

[3] ـ القارب: الذي يسير إلى الماء وقد بقي بينه وبينه ليلة واحدة.