العربية
100%

[30] ومن كتاب له  (عليه السلام) إلى معاوية([1])

فَاتَّقِ اللهَ فِيَما لَدَيْكَ، وَانْظُرْ في حَقِّهِ عَلَيْكَ، وَارْجِعْ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا لا تُعْذَرُ بِجَهَالَتِهِ، فَإِنَّ لِلطَّاعَةِ أَعْلاَماً وَاضِحَةً، وَسُبُلاً نَيِّرَةً، وَمَحَجَّةً نَهْجَةً([2])، وَغَايَةً مُطَّلَبَةً([3])، يَرِدُهَا الأَكْيَاسُ، وَيُخَالِفُهَا الأَنْكَاسُ([4])، مَنْ نَكَبَ([5]) عَنْهَا جَارَ عَنِ الْـحَقِّ، وَخَبَطَ([6]) فِي التِّيهِ، وَغَيَّرَ اللهُ نِعْمَتَهُ، وَأحَلَّ بِهِ نِقْمَتَهُ.

فَنَفْسَكَ نَفْسَكَ! فَقَدْ بَيَّنَ اللهُ لَكَ سَبِيلَكَ، وَحَيْثُ تَنَاهَتْ بِكَ أُمُورُكَ، فَقَدْ أَجْرَيْتَ إِلَى غَايَةِ خُسْرٍ، وَمَحَلَّةِ كُفْرٍ، وَإِنَّ نَفْسَكَ قَدْ أَوْحَلَتْكَ شَرّاً([7])، وَأَقْحَمَتْكَ([8]) غَيّاً، وَأَوْرَدَتْكَ الْـمَهَالِكَ، وَأَوْعَرَتْ([9]) عَلَيْكَ الْـمَسَالِكَ.

 


[1] ـ ذكر ابن أبي الحديد في شرحه 16: 7 الخطبة كاملة ، وقال : «في الخطبة زيادات يسيرة لم يذكرها الرضي رحمه الله» ممّا يدلّ على أنّه وجدها من غير طريق الرضي;.

[2] ـ النهجة: الواضحة.

[3] ـ غاية مطلبة: مساعفة لطالبها بما يطلبها.

[4] ـ الانكاس ـ جمع نِكس ـ : وهو الدنيء من الرجال.

[5] ـ نكب: عدل.

[6] ـ خبط: مشى على غير هداية.

[7] ـ أوحلتك شراً: أي أورطتك في الوحل.

[8] ـ أقحمتك: أدخلتك.

[9] ـ أوعرت: أخشنت وصعبت.