العربية
100%

[70] ومن كتاب له  (عليه السلام)

إلى سهل بن حُنَيف الأنصاري

وهو عامله على المدينه، في معنى قوم من أهلها لحقوا بمعاوية([1]):

أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالاً مِمَّنْ قِبَلَكَ يَتَسَلَّلُونَ([2]) إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَلاَ تَأْسَفْ عَلَى مَا يَفُوتُكَ مِنْ عَدَدِهِمْ، وَيَذْهَبُ عَنْكَ مِنْ مَدَدِهِمْ، فَكَفى لَـهُمْ غَيّاً، وَلَكَ مِنْهُمْ شَافِياً، فِرَارُهُمْ مِنَ الْـهُدَى والْـحَقِّ، وَإِيضَاعُهُمْ([3]) إِلَى الْعَمَى وَالْـجَهْلِ، وَإِنَّمَا هُمْ أَهْلُ دُنْيَا مُقْبِلُونَ عَلَيْهَا، وَمُهْطِعُونَ إِلَيْهَا، قَدْ عَرَفُوا الْعَدْلَ وَرَأَوْهُ، وَسَمِعُوهُ وَوَعَوْهُ، وَعَلِمُوا أَنَّ النَّاسَ عِنْدَنَا فِي الْـحَقِّ أُسْوَةٌ، فَهَرَبُوا إِلَى الأَثَرَةِ([4])، فَبُعْداً لَـهُمْ وَسُحْقاً([5]).

إِنَّهُمْ ـ وَاللهِ ـ لَمْ يَنْفِرُوا مِنْ جَوْرٍ، وَلَمْ يَلْحَقُوا بِعَدْلٍ، وَإِنَّا لَنَطْمَعُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ يُذَلِّلَ اللهُ لَنَا صَعْبَهُ، وَيُسَهِّلَ لَنَا حَزْنَهُ، إِنْ شَاءَ اللهُ، وَالسَّلاَمُ علَيْكَ.

 


[1] ـ ورواه باختصار البلاذري (ت 279) في أنساب الأشراف: 157.

[2] ـ يتسلّلون: يهربون في خفى واستتار .

[3] ـ الإيضاع: الإسراع .

[4] ـ الاثرة: اختصاص النفس بالمنفعة وتفضيلها على غيرها بالفائدة .

[5] ـ السُحق: البعد أيضاً .