العربية
100%

[36]  ومن خطبة له (عليه السلام)  في تخويف أَهل النهروان([1])

فَأَنَا نَذِيرٌ لَكُمْ أَنْ تُصْبِحُوا صَرْعَى بِأَثْنَاءِ([2]) هذَا النَّهَرِ، وَبِأَهْضَامِ([3]) هذَا الْغَائِطِ([4])، عَلَى غَيْرِ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ، وَلا سُلْطَانٍ مُبِينٍ مَعَكُمْ، قَدْ طَوَّحَتْ بِكُمُ([5]) الدَّارُ، وَاحْتَبَلَكُمُ الْمِقْدَارُ([6])، وَقَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ هذِهِ الْـحُكُومَةِ؛ فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ الْـمُخَالِفِينَ الْـمُنَابِذِينَ، حَتَّى صَرَفْتُ رَأْيِي إِلَىْ هَوَاكُمْ، وَأَنْتُمْ مَعَاشِرُ أَخِفَّاءُ الْـهَامِ([7])، سُفَهَاءُ الأحْلاَمِ([8])، وَلَمْ آتِ ـ لا أَبَا لَكُمْ ـ بُجْراً([9])، وَلا أرَدْتُ بِكُمْ ضُرّاً.

 


[1] ـ رواها محمّد بن حبيب البغدادي (ت245) كما في شرح النهج لابن أبي الحديد 2: 283، والزبير بن بكار (ت256) في الموفقيات: 325 ح181 قال: «حدّثنا أحمد بن معيد، قال: حدّثني الزبير، قال: حدّثني عليّ ابن صالح، عن عامر بن صالح»، وابن قتيبة (ت276) في الإمامة والسياسة 1: 168، والطبري (ت310) في تاريخه 4: 62 «قال أبو مخنف: حدّثني مالك بن أعين، عن زيد بن وهب»، واستشهد ابن الأثير (ت606) في النهاية 1: 97 (بجر) و5: 266 (هضم) وكذلك ابن منظور (ت711) في لسان العرب 4: 41، 12 : 615 بقوله (عليه السلام): «لم آت لا أبا لكم بجراً» وقوله: «صرعى بأثناء هذا النهر وأهضام هذا الغائط».

[2] ـ الثني: واحد أثناء الشيء، أي تضاعيفه.

[3] ـ الأهضام: جمع هضم وهو المطمئنّ من الوادي.

[4] ـ الغائط: ما سفل من الأرض.

[5] ـ طوّحت بكم: أي توّهت بكم وذهبت بكم هاهنا وهاهنا، وهو كناية عن عدم إمكان استقرارهم بأرض.

[6] ـ احتبل الصيد: أوقعه في الحبالة، والمقدار: القدر والقضاء.

[7] ـ الهام: الرؤوس، وخفّة الرأس دليل قلّة العقل.

[8] ـ سفهاء الأحلام: أي سفهاء العقول.

[9] ـ البجر: الداهية والأمر العظيم، أو الشر.