العربية
100%

[41]  ومن خطبة له  (عليه السلام) ([1])

[وفيها ينهى عن الغدر ويحذر منه]

إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ، وَلا أَعْلَمُ جُنَّةً أوْقَى مِنْهُ، وَمَا يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْـمَرْجِعُ، وَلَقَدْ أَصْبَحْنَا في زَمَانٍ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً، وَنَسَبَهُمْ أَهْلُ الْـجَهْلِ فِيهِ إِلى حُسْنِ الْحِيلَةِ. مَا لَـهُمْ! قَاتَلَهُمُ اللهُ! قَدْ يَرَى الْـحُوَّلُ الْقُلَّبُ([2]) وَجْهَ الْحِيلَةِ وَدُونَهَا مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ، فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا، وَيَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لا حَرِيجَةَ([3]) لَهُ فِي الدِّينِ.

 


[1] ـ رواها الشريف الرضي بهذا اللفظ في الخصائص: 98 أيضاً ، ورواها الإسكافي (ت 220) في المعيار والموازنة: 96 باختلاف قليل.

[2] ـ الحوّل القلّب: الذي قد تحوّل وتقلّب في الاُمور وجرب، وحنّكته الخطوب والحوادث.

[3] ـ الحريجة: التقوى.