العربية
100%

[49] ومن خطبة له (عليه السلام) ([1])

[وفيها جملة من صفات الربوبية والعلم الالهي]

الْـحَمْدُ للهِ الَّذِي بَطَنَ([2]) خَفِيَّاتِ الأُمُورِ، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ أَعْلاَمُ الظُّهُورِ([3])، وَامْتَنَعَ عَلَى عَيْنِ الْبَصِيرِ; فَلاَ عَيْنُ مَنْ لَمْ يَرَهُ تُنْكِرُهُ، وَلا قَلْبُ مَنْ أَثْبَتَهُ يُبْصِرُهُ. سَبَقَ فِي الْعُلُوِّ فَلَا شَيءَ أَعْلَى مِنْهُ، وَقَرُبَ فِي الدُّنُوِّ فَلاَ شَيْءَ أَقْرَبُ مِنْهُ؛ فَلاَ اسْتِعْلاَؤُهُ بَاعَدَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَلا قُرْبُهُ سَاوَاهُمْ في المَكَانِ بِهِ؛ لَمْ يُطْلِعِ الْعُقُولَ عَلَى تَحْدِيدِ صِفَتِهِ، ولَمْ يَحْجُبْهَا عَنْ وَاجِبِ مَعْرِفَتِهِ، فَهُوَ الَّذِي تَشْهَدُ لَهُ أَعْلاَمُ الْوُجُودِ، عَلَى إِقْرَارِ قَلْبِ ذِي الْـجُحُودِ، تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقولُ الْـمُشَبِّهُونَ بِهِ وَالْـجَاحِدُونَ لَهُ عُلوّاً كَبِيراً!

 


[1] ـ رواها القاضي النعمان (ت363) في شرح الأخبار 2: 311 ح640 «جعفر بن سليمان باسناده عن عليّ (عليه السلام)».

[2] ـ بطن الأمر: عرف باطنه.

[3] ـ أعلام الظهور: الأدلة الظاهرة الواضحة.