العربية
100%

[68] ومن كلام له (عليه السلام) في ذمّ أصحابه([1])

كَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى الْبِكَارُ الْعَمِدَةُ([2])، وَالثِّيَابُ الْـمُتَدَاعِيَةُ! كُلَّما حِيصَتْ([3]) مِنْ جَانِبٍ تَهَتَّكَتْ مِنْ آخَرَ، كُلَّما أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِرٌ([4]) مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ أَغْلَقَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بَابَهُ، وَانْجَحَرَ انْجِحَارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِهَا، وَالضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا([5]).

الذَّلِيلُ وَاللهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ؛ وَمَنْ رَمَيٰ بِكُمْ فَقَدْ رَمىٰ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ([6]). إِنَّكُمْ وَاللهِ لَكَثِيرٌ فِي الْبَاحَاتِ([7])، قَليِلٌ تَحْتَ الرَّايَاتِ، وَإِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ، وَيُقِيمُ أَوَدَكُمْ، وَلكِنِّي واللهِ لا أَرَىٰ إِصْلَاحَكُمْ بِإِفْسَادِ نَفْسِي. أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكُمْ([8])، وَأَتْعَسَ جُدُودَكُمْ([9])! لاتَعْرِفُونَ الْـحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ الْبَاطِلَ، وَلاتُبْطِلُونَ الْبَاطِلَ كَإِبطَالِكُمُ الحـَقَّ!

 


[1] ـ روى بعض مقاطعه كلٌّ من البلاذري (ت 279) في أنساب الأشراف 3: 207، والثقفي (ت283) في الغارات 2: 451، واليعقوبي (ت 284) في تاريخه 2: 195، والطبري (ت 310) في تاريخه 4: 103، مع اختلافهم في ذكر زمن ايراد هذا الكلام. وقد استشهد ابن الأثير (ت 606) في النهاية ببعض مقاطعه أيضاً راجع النهاية 3: 297، 480، 5: 47، 156. وراجع التعليقة على خطبة رقم(25) للردّ على من تمسّك بأمثال هذا الكلام للطعن على الشيعة.

[2] ـ البكار: جمع بكر، وهو الفتى من الإبل، والعَمِدَة: التي انشدخت أسْنِمتها من داخل وظاهرها صحيح.

[3] ـ حيصت: خيطت، والحوص: الخياطة.

[4] ـ المنسر: قطعة من الجيش تمرّ قدّام الجيش الكثير.

[5] ـ انجحر: دخل واختفى. الوجار: بيت الضبع.

[6] ـ بأفوق ناصل: أي بسهم منكسر لا نصل فيه.

[7] ـ الباحة: ساحة الدار.

[8] ـ أضرع الله خدودكم: أي أذلّ وجوهكم.

[9] ـ أتعس: أهلك، والجدود: البخت والحظ.