العربية
100%

[79] ومن كلام له (عليه السلام)بعد فراغه من حرب الجمل، في ذم النساء([1])

مَعَاشِرَ النَّاسِ، إِنَّ النِّسَاءَ نَوَاقِصُ الاِيمَانِ، نَوَاقِصُ الْـحُظُوظِ، نَوَاقِصُ الْعُقُولِ: فَأَمَّا نُقْصَانُ إِيمَانِهِنَّ فَقُعُودُهُنَّ عَنِ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ فِي أَيَّامِ حَيْضِهِنَّ، وَأَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ مِنْهُنَّ كَشَهَادَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ، وَأَمَّا نُقْصَانُ حُظُوظِهِنَّ فَمَوَارِيثُهُنَّ عَلَى الأنْصَافِ مِنْ مَوارِيثِ الرِّجَالِ؛ فَاتَّقُوا شِرَارَ النِّسَاءِ، وَكُونُوا مِنْ خِيَارِهِنَّ عَلَى حَذَرٍ، وَلَاتُطِيعُوهُنَّ فِي المَعْرُوفِ حَتَّى لَا يَطْمَعْنَ فِي المُنكَرِ.

 


[1] ـ رواه الكليني (ت 329) في الرسائل ـ كما في كشف المحجة: 181 ـ ، والطبري الإمامي (ق4) في المسترشد: 418 عن الشعبي، عن شريح بن هاني، وسبط ابن الجوزي (ت 654) في تذكرة الخواص: 79، وروى ذيله: «اتقوا شرار النساء» الكليني (ت 329) في الكافي 5: 517 ح 5 قال: «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عمّن ذكره، عن الحسين بن المختار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام)...»، والشيخ الصدوق (ت 381) في الأمالي: 380 ح 483 قال: «حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار(رضي الله عنه)، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين ابن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جدّه قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام)...»، والشيخ المفيد(ت413) في الاختصاص:226. وروي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) ما يشبه كلام أميرالمؤمنين (عليه السلام)، راجع صحيح البخاري 1: 78 ، ومسند أحمد 2: 67.

واعلم أنّ هناك من حاول التشكيك في صدور هذا الكلام من أميرالمؤمنين (عليه السلام)، نظراً لتضمّنه كلمات تَنْتَقِص النساء، ولكن لو كنّا وهذه الرواية فقط لأمكن التعويل على كلامه والتشكيك في صدورها، ولكن بعد مراجعة المصادر الروائية نجد الكثير من الروايات المشابهة لها في المضمون الصادرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وسائر الأئمّة :، ممّا يصدّنا عن ردّها جميعاً والتشكيك فيها، نعم إلاّ إذا قلنا إنّ مجموع هذه الروايات تخالف القرآن فيلزم طرحها، ولكن بعد مراجعة القرآن لم تظهر لنا هذه المخالفة، ولاسيّما أنّ التعليل الوارد في ذيل الرواية عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) في مسألة شهادة المرأة وميراثها مأخوذ من القرآن. وما ورد في القرآن من التساوي في الخطاب الإلهي للمرأة والرجل، فناظر إلى الجهات المعنوية والكمالية من التقرّب إلى الله تعالى، والتدرّج في مدارج الكمال، كقوله تعالى: «ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو اُنثى وهو مؤمن فاُولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون نقيراً» [النساء: 124]. ولا صلة لهذا الخطاب بكيفية خلقة المرأة تكويناً، وما تحمله من عواطف وحنان، وسائر الاُمور التي جُبلت عليها، ويمكن أن يقال إنّ كلام أميرالمؤمنين (عليه السلام) ناظر إلى جهة نقص المرأة فيما لم تُكلَّف لأدائه، ولم يكن في دائرة مهامّها ووظائفها كما أنّ الرجل ناقص بالنسبة إلى ما لم يُكلَّف لأدائه من حضانة وشدّة رأفة وحنان وما شاكل، وهذه الاُمور راجعة إلى كيفية الخلقة، والوظائف الملقاة على عاتق كل واحد منهما تكويناً.

وبالجملة وتأسيساً على هذا فانّ المرأة من حيث القوة العاقلة المدبرة للاُمور السياسية والإجتماعية والمعاشية أضعف من الرجل تكويناً، ويؤيّده العلم الحديث ويشهد له الواقع العملي للمرأة إلاّ ما شذّ وندر، وقد عُبّر عن هذا الضعف تارةً بالنقصان، وتارة بقوله: «شاوروهنّ وخالفوهنّ» وتارة ثالثة بقوله: «ولا تطيعوهنّ في معروف...».

كما انّها أقوى من الرجل في الصبر والصمود والتحمل والحنان والرأفة وما شاكل. إذاً لا ينبغي الحكم بالوضع على هكذا نصوص لمجرد استحسانات لاتمت إلى الواقع العملي والتكويني بصلة، طبعاً بموازاة هذا، فهناك الكثير من الروايات المادحة للمرأة لو أردنا سردها لخرجنا عن طور الكتاب، فلتطلب من مظانّها.