العربية
100%

[99] ومن خطبة له (عليه السلام) ([1])

[في رسول الله وأهل بيته (عليهم السلام)]

الْـحَمْدُ للهِ النَّاشِرِ فِي الْـخَلْقِ فَضْلَهُ، وَالْبَاسِطِ فِيهِمْ بِالْـجُودِ يَدَهُ، نَحْمَدُهُ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ، وَنَسْتَعِينُهُ عَلَى رِعَايَةِ حُقُوقِهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ غَيْرُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِأَمْرِهِ صَادِعاً، وَبِذِكْرِهِ نَاطِقاً، فَأَدَّى أَمِيناً، وَمَضَى رَشِيداً، وَخَلَّفَ فِينَا رَايَةَ الْـحَقِّ، مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا زَهَقَ، وَمَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ، دَلِيلُهَا مَكِيثُ الْكَلامِ([2])، بَطِيءُ الْقِيَامِ([3])، سَرِيعٌ إِذَا قَامَ، فَإِذَا أَنْتُمْ أَلَنْتُمْ لَهُ رِقَابَكُمْ، وَأَشَرْتُمْ إِلَيْهِ بِأَصَابِعِكُمْ، جَاءَهُ الْـمَوْتُ فَذَهَبَ بِهِ، فَلَبِثْتُمْ بَعْدَهُ مَا شَاءَ اللهُ حَتَّى يُطْلِعِ اللهُ لَكُمْ مَنْ يَجْمَعُكُمْ وَيَضُمُّ نَشْرَكُمْ([4])، فَلا تَطْمَعُوا فِي غَيْرِ مُقْبِلٍ، وَلا تَيْأَسُوا مِنْ مُدْبِرٍ، فَإِنَّ الْـمُدْبِرَ عَسَى أَنْ تَزِلَّ [بِهِ] إِحْدَى قَائِمَتَيْهِ([5])، وَتَثْبُتَ الأُخْرى، فَترْجِعَا حَتَّى تَثْبُتَا جَمِيعاً.

أَلاَ إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، كَمَثَلِ نُجُومِ السَّماَءِ: إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ، فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تَكَامَلَتْ مِنَ اللهِ فِيكُمُ الصَّنَائِعُ، وَأَتَاكُم مَا كُنْتُمْ تَأْمُلُونَ.

 


[1] ـ قال ابن أبي الحديد في شرحه 7: 93: «واعلم انّ هذه الخطبة خطب بها أميرالمؤمنين(عليه السلام) في الجمعة الثالثة من خلافته...» ممّا يدلّل على اعتماده على غير نهج البلاغة في توثيق نسبتها للإمام; لأنّ الرضي لم يذكر وقت ايرادها.

[2] ـ مكيث الكلام: بطيئه، ورجل مكيث: رزين، يعني نفسه(عليه السلام).

[3] ـ بطيء القيام: إشارة الى تأنيه في الأمور، فإنّ التؤدة من صفات العقل، والتسرّع من صفات الجهل.

[4] ـ يضمّ نشركم: يصل متفرقكم. وقال ابن أبي الحديد في شرحه 7: 94 «وهذا إشارة الى المهدي الذي يظهر في آخر الوقت».

[5] ـ قائمتيه: أي رجليه.