العربية
100%

[119] ومن كلام له (عليه السلام)([1])

[يذكر فضله ويعظ الناس]

تَاللهِ لَقَدْ عُلِّمْتُ تَبْلِيغَ الرِّسَالاَتِ([2])، وَإِتْمَامَ الْعِدَاتِ([3])، وَتَمَامَ الْكَلِمَاتَ([4]). وَعِنْدَنَا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ أَبْوَابُ الْـحُكْمِ وَضِيَاءُ الأَمْرِ.

أَلاَ وَإِنَّ شَرَائِعَ الدِّينِ وَاحِدَةٌ، وَسُبُلَهُ قَاصِدَةٌ([5])، مَنْ أَخَذَ بِهَا لَحِقَ وَغَنِمَ، وَمَنْ وَقَفَ عَنْهَا ضَلَّ وَنَدِمَ.  

اعْمَلُوا لِيَوْمٍ تُذْخَرُ لَهُ الذَّخَائِرُ، وَتُبْلَى فِيهِ السَّرَائِرُ، وَمَنْ لا يَنْفَعُهُ حَاضِرُ لُبِّهِ فَعَازِبُهُ([6]) عَنْهُ أَعْجَزُ، وَغَائِبُهُ أَعْوَزُ. وَاتَّقُوا نَاراً حَرُّهَا شَدِيدٌ، وَقَعْرُهَا بَعِيدٌ، وَحِلْيَتُهَا حَدِيدٌ، وَشَرَابُهَا صَدِيدٌ.  

أَلاَ وَإِنَّ اللِّسَانَ الصَّالِحَ يَجْعَلُهُ اللهُ لِلْمَرْءِ فِي النَّاسِ، خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْـمَالِ يُورِثُهُ مَنْ لا يَحْمَدُهُ.

 


[1] ـ أورد الواسطي (ق 6) في عيون الحكم، والآمدي (ت 510) في غرر الحكم، بعض مقاطعه.

[2] ـ قال ابن أبي الحديد في شرحه 7: 288 «فتبليغ الرسالات تبليغ الشرائع بعد وفاة الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلم) الى المكلفين، وفيه إشارة الى قوله تعالى: «يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلاّ الله» [الأحزاب: 39] والى قول النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) في قصة براءة: «لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي».

[3] ـ العِدات: جمع عدة وهي الوعد، وقال ابن أبي الحديد في شرحه 7: 289 «وإتمام العِدات: انجازها، وفيه إشارة الى قوله تعالى: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه» [الأحزاب: 23] والى قول النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) في حقّه(عليه السلام): «قاضي ديني ومنجز موعدي».

[4] ـ تمام الكلمات: تأويل القرآن. قال ابن أبي الحديد في شرحه 7: 289 «وفيه إشارة الى قوله تعالى: «وتمت كلمة ربّك صدقاً وعدلا» والى قول النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) في حقّه(عليه السلام): «اللّهمّ اهد قلبه وثبت لسانه».

[5] ـ قاصدة: قريبة سهلة.

[6] ـ العازب: البعيد والخفي.