العربية
100%

[137] ومن كلام له (عليه السلام) في معنى طلحة والزبير([1])

وَاللهِ مَا أَنْكَرُوا عَلَيَّ مُنْكَراً، وَلا جَعَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ نِصْفاً، وَإِنَّهُمْ لَيَطْلُبُونَ حَقّاً هُمْ تَرَكُوهُ، وَدَماً هُمْ سَفَكُوهُ، فَإِنْ كُنْتُ شَرِيكَهُمْ فِيهِ فَإِنَّ لَـهُمْ نَصِيبَهُمْ مِنْهُ، وَإِنْ كَانُوا وَلُوهُ دُونِي فَمَا الطَّلِبَةُ إلَّا قِبَلَهُمْ، وَإِنَّ أَوَّلَ عَدْلِهِمْ لَلْحُكْمُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَإِنَّ مَعِي لَبَصِيرَتِي، مَا لَبَّسْتُ وَلا لُبِّسَ عَلَيَّ، وَإِنَّهَا لَلْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فِيهَا الْـحَمأُ وَالْـحُمَةُ([2])، وَالشُّبْهَةُ الْـمُغْدِفَةُ([3])، وَإِنَّ الأَمْرَ لَوَاضِحٌ، وَقَدْ زَاحَ الْبَاطِلُ عَنْ نِصَابِهِ([4])، وَانْقَطَعَ لِسَانُهُ عَنْ شَغَبِهِ([5]). وَأيْمُ اللهِ لَأُفْرِطَنَّ([6]) لَـهُمْ حَوْضاً أَنَا مَاتِحُهُ([7])، لا يَصْدُرُونَ عَنْهُ بِرِيٍّ، وَلا يَعُبُّونَ([8]) بَعْدَهُ فِي حَسْيٍ([9])!

 

منه: [في أمر البيعة]

فَأَقْبَلْتُمْ إِلَيَّ إِقْبَالَ الْعُوذِ الْـمَطَافِيلِ([10]) عَلَى أَوْلاَدِهَا، تَقُولُونَ: الْبَيْعَةَ الْبَيْعَةَ! قَبَضْتُ كَفِّي فَبَسَطْتُمُوهَا، وَنَازَعْتُكُمْ يَدِي فَجَاذَبْتُمُوهَا.

اللَّهُمَّ إنَّهُمَا قَطَعَاني وَظَلَمَاني، وَنَكَثَا بَيْعَتِي، وَأَلَّبَا النَّاسَ عَلَيَّ؛ فَاحْلُلْ مَا عَقَدَا، وَلا تُحْكِمْ لَـهُمَا مَا أَبْرَمَا، وَأَرِهِمَا الْـمَسَاءَةَ فِيَما أَمَّلاَ وَعَمِلاَ، وَلَقَدِ اسْتَثَبْتُهُمَا([11]) قَبْلَ الْقِتَالِ، وَاسْتَأْنَيْتُ بِهمَا أَمَامَ الْوِقَاعِ([12])، فَغَمَطَا([13]) النِّعْمَةَ، وَرَدَّا الْعَافِيَةَ.

 


[1] ـ روى صدر الخبر باختلاف الشيخ المفيد (ت 413) في الإرشاد 1: 251، وروى قوله: «فاحلل ما عقدا... المساءة فيما عملا» الطبري (ت 310) في تاريخه 4: 496 وكذلك المفيد في الإرشاد 1: 250، واستشهد ابن الأثير (ت 606) في النهاية 3: 318 بقوله(عليه السلام): «فأقبلتم عليَّ اقبال العوز المطافيل».

[2] ـ الحمأ: الطين الأسود، والحمة: العقرب وسمها، ويروى «الحما» بمعنى القريب وهو كناية عن الزبير.

[3] ـ المغدفة: الخفية والمستورة.

[4] ـ عن نصابه: أي عن مركزه ومقرّه.

[5] ـ الشغب: تهييج الشر.

[6] ـ لأفرطن: لاملأنّ.

[7] ـ الماتح: المستقي من فوق.

[8] ـ العبّ: الشرب بلا مصّ.

[9] ـ الحسي: ماء كامن في رمل يحفر عنه فيستخرج.

[10] ـ العوذ المطافيل: النوق الحديثات العهد بالنتاج التي معها أولادها.

[11] ـ استثبتهما: أي استرجعتهما.

[12] ـ الوقاع: قبيل المواقعة بالحرب.

[13] ـ غمط فلان النعمة: إذا حقّرها وأزرى بها.