العربية
100%

[177] ومن كلام له (عليه السلام) في معنى الحكمين([1])

فأَجْمَعَ رَأْيُ مَلَئِكمْ عَلَى أَنِ اخْتَارُوا رَجُلَيْنِ، فَأَخَذْنَا عَلَيْهِمَا أَنْ يُجَعْجِعَا([2])عِنْدَ الْقُرْآنِ ولاَ يُجَاوِزَاهُ، وَتَكُونَ أَلْسِنَتُهُما مَعَهُ وَقُلُوبُهُمَا تَبَعَهُ، فَتَاهَا عَنْهُ، وَتَرَكَا الْـحَقَّ وَهُمَا يُبْصِرَانِهِ، وَكَانَ الْـجَوْرُ هَوَاهُمَا، وَالاعْوِجَاجُ دَأْبَهُمَا؛ وَقَدْ سَبَقَ اسْتِثْنَاؤُنَا عَلَيْهِمَا فِي الْـحُكْمِ بِالْعَدْلِ وَالْعَمَلِ بِالْـحَقِّ سُوءَ رَأْيِهِمَا وَجَوْرَ حُكْمِهِمَا، وَالثِّقَةُ فِي أَيْدِينَا لاَِنْفُسِنَا، حِينَ خَالفَا سَبِيلَ الْـحَقِّ، وَأَتَيَا بِمَا لا يُعْرَفُ مِنْ مَعْكُوسِ الْـحُكْمِ.

 


[1] ـ رواه الطبري (ت 310) في تاريخه 4: 63 عن أبي مخنف، عن أبي سلمة الزهري.

[2] ـ يجعجعا عند القرآن: يقيما عنده.