العربية
100%

[203] ومن كلام له (عليه السلام) ([1])

[في التزهيد من الدنيا والترغيب في الآخرة]

أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا الدُّنْيَا دارُ مَجَازٍ ، وَالآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ ، فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِـمَقَرِّكُمْ، وَلا تَهْتِكُوا أَسْتَارَكُمْ عِنْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَسْرَارَكُم، وَأَخْرِجُوا مِنَ الدُّنْيَا قُلُوبَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا أَبْدَانُكُمْ، فَفِيهَا اخْتُبرْتُمْ، ولِغَيْرِهَا خُلِقْتُمْ. إِنَّ الْـمَرْءَ إِذَا هَلَكَ قَالَ النَّاسُ: مَا تَـرَكَ؟ وَقَالَتِ الْـمَلاَئِكَةُ : مَـا قَدَّمَ ؟ للهِ آبَاؤُكُمْ ! فَقَدِّمُوا بَعْضَاً يَكُنْ لَكُمْ قَرْضاً([2]) ، وَلا تُخَلِّفُوا كُلاًّ فَيَكُونَ عَلَيْكُمْ كَلّا ً([3]).

 


[1] ـ رواه باختلاف قليل الشيخ الصدوق (ت 381) في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 267 ح 56 وأحال في إسناده إلى الحديث الذي قبله وسنده هكذا: «حدّثنا محمد بن القاسم المفسر (رضي الله عنه) ، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي ابن الحسين بن علي ... ». وكذلك في الأمالي: 172 ح 10. والشيخ المفيد (ت 413) في الإرشاد 1: 295، وقال ابن أبي الحديد في شرحه 11: 3 بعدما أورد عن المبرد في الكامل من نسبة هذا الكلام إلى أعرابي، فقال: «وأكثر الناس على انّ هذا الكلام لأمير المؤمنين(عليه السلام)، ويجوز أن يكون الأعرابي حفظه فأورده كما يورد الناس كلام غيرهم».

[2] ـ أصل القرض ما يعطيه الرجل أو يفعله ليُجازى عليه.

[3] ـ نسخة ابن أبي الحديد هكذا: «فقدّموا بعضاً يكن لكم، ولا تخلفوا كُلاً فيكون فرضاً عليكم» وأثبتنا ما في المتن بالاستعانة من هامش بعض النسخ المخطوطة عندنا.