العربية
100%

[204] ومن كلام له (عليه السلام) كان كثيراً ما ينادي به أصحابه([1])

تَجَهَّزُوا رَحِمَكُمُ اللهُ! فَقَدْ نُودِيَ فِيكُمْ بِالرَّحِيلِ، وَأَقِلُّوا الْعُرْجَةَ([2]) عَلَى الدُّنْيَا، وَانْقَلِبُوا بِصَالِحِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ، فَإنَّ أَمَامَكُمْ عَقَبَةً كَؤُوداً([3])، وَمَنَازِلَ مَخُوفَةً مَهُولَةً، لاَبُدَّ مِنَ الْوُرُودِ عَلَيْهَا، وَالْوُقُوفِ عِنْدَهَا. وَاعْلَمُوا أَنَّ مَلاَحِظَ الْـمَنِيَّةِ([4]) نَحْوَكُمْ دَانِيَةٌ، وَكَأَنَّكُمْ بِمَخَالِبِهَا وَقَدْ نَشِبَتْ([5]فِيكُمْ، وَقَدْ دَهَمَتْكُمْ فِيهَا مُفْظِعَاتُ([6]) الأمُورِ، وَمُعْضِلاَتُ([7]) الْـمَحْذُورِ. فَقَطِّعُوا عَلاَئِقَ الدُّنْيَا، وَاسْتَظْهِرُوا بِزَادِ التَّقْوَى.

وقد مضى شيء من هذا الكلام فيما تقدّم، بخلاف هذه الرواية.

 


[1] ـ رواه باختلاف الاسكافي (ت 220) في المعيار والموازنة: 270، والشيخ الصدوق (ت 381) في الأمالي: 587 ح 810 بإسناد الحديث الذي قبله، قال: «حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي (عليه السلام ... ». والشيخ المفيد (ت 413) في الأمالي: 198 ح 32 وقال: «وبالإسناد الأول [أي قوله: حدّثنا أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف] عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أميرالمؤمنين (عليه السلام)». وفي الإرشاد 1: 234 وقال: «رواه العلماء بالأخبار ونقلة السيرة والآثار».

[2] ـ العرجة: التعريج وهو الإقامة.

[3] ـ العقبة الكؤود: الصعبة.

[4] ـ ملاحظ المنية: منبعث نظرها.

[5] ـ المخلب للسبع بمنزلة الظفر للإنسان. نشبت: علقت.

[6] ـ الفظيع: ما جاوز الحد الشديد.

[7] ـ أعضل الأمر إذا صعب وتعذّر.