العربية
100%
الرسائل الجامعية

الغديريات في الشعر العربي

الغديريات في الشعر العربي

مكتبة الروضة الحيدرية

الرسائل الجامعية ـ 7

 

تأليف 

د . حربي نعيم محمد الشبلي

 

 

المقدمة

بسم الله الذي لا أرجو إلاّ فضله، ولا أخشى إلاّ عدله، ولا أعتمد إلا قوله، ولا أمسك إلا بحبله، والحمد لله رب العالمين، ولا إله إلا الله ربنا وربّ آبائنا الأولين، ولا إله إلا الله إلهاً واحداً ونحن له مسلمون، ولا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون، وصلِّ اللهمَّ على الدليل إليك في الليل الأليل، والماسك منك بحبل الشرف الأطول والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل، والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول؛ محمد خير خلقك أجمعين؛ سيد المتأدبين، وأشرف الأنبياء والمرسلين. اللهم وصلِّ على عليٍّ أمير المؤمنين، وحجتك على خلقك، وآيتك الكبرى، والنبأ العظيم؛ أخي نبيِّك ووليّه، وصفيِّه، ووصيِّه، ووزيره، ومستودع علمه، وموضع سرِّه، وباب حكمته، والناطق بحجته، والداعي إلى شريعته، وخليفته في أمته، وصلّ يا ربِّ على آل محمد الأطيبين الأطهرين، وصحبه الميامين المنتجبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..

أما بعد..

 فقد أثَّر الإسلام في الفكر، وأرسى دعائم الحياة الجديدة بقيمه السامية، ومثله الرفيعة، فأثَّر ذلك في حركة الشعر، فولادة الواقع الجديد الذي يختلف عن واقع مجتمع عصر ما قبل الإسلام أدّت إلى إحداث تأثير كبير في الشعر والشعراء؛ إذ جعلت الشعراء المسلمين يستظلون بالفكر الإسلامي وهم ينسجون نصوصهم الإبداعية فيواشجون بين الفن والفكر في ضوء معطيات الواقع الجديد، فكان على الشعر أن يؤدي وظيفتين: الأولى معرفية، والثانية فنية؛ لأنَّ للشعر مكانته السامية المرموقة، ومرتبته العالية، ومنزلته الكبيرة، وهو وإن استمد من الشعور والإحساس والوجدان فإنَّ له رابطة وثيقة بالفكر؛ إذ لا معزل له عن قضايا المجتمع ـ وبخاصة الكبرى منها ـ فهو بيانٌ وألحانٌ، ولمّا كان الأديب ابن بيئته، فلابدَّ من أن تجد أحداث تلك البيئة طريقها إلى نصه الإبداعي، وبخاصَّة تلك الوقائع والأحداث الخطيرة في مسيرة الإسلام، وواقعة (بيعة الغدير) من أهم القضايا التي شهدها تاريخ المسلمين، فقد كان لها الأثر البالغ في الحياة السياسية والأدبية؛ إذ تفاعل مع هذه القضية الكبرى أبناء ذلك المجتمع الإسلامي وهم بين مؤيد ومنكر، والشعراء المؤيدون تفاعلوا معها، بما عرف عنهم من رهافة الحس، وحنو المشاعر، فأخذوا ينسجون الشعر في واقعة (بيعة الغدير).

ولا يخفى على متتبع الشعر العربي أنَّ هذه النصوص الشعرية لم تلقَ العناية من الدارسين، فظلَّت موضوعاً بكراً لم يتعرَّض إليه أحد بالدرس والتحليل، فشكَّل هذا الأمر الدافع الأول في دراسة هذا الشعر عسى أن تكشف هذه الدراسة عن فنية نصوص أقل ما يقال فيها أنها لم تجمع في باب واحد أو دراسة أكاديمية متخصصة.

أما الدافع الثاني فهو رغبة الباحث في دراسة الشعرالعربي القديم ـ وبخاصّة ما يتعلق منه بأهل البيت : ـ وسبر أغواره؛ لأكون على صلة به، وبما يكتب حوله، وما يتناثر من آراء، وإيماناً مني بأنَّ هذا التراث مصدر إشعاع لايعرف الأفول. وتمثَّل الدافع الثالث في رغبة الباحث في متابعة القيمة الفنية لنصوص شعرية تبنى على قضية عقائدية فكرية؛ إذ تكاد تتفق الآراء على أنَّ الشعر أصابه الفتور في عصر صدر الإسلام وأنه غيره في العصر الذي سبق الإسلام، أو العصور التي تلته، والشعر الذي قيل في بيعة الغدير ـ وإن امتدَّ إلى يومنا هذا ـ يستند إلى الأصول الفكرية والعقائدية للدين الإسلامي، لذا فهو مشمول بهذا الحكم، وكل هذه الأسباب والدوافع حدت بالباحث إلى اختيار هذا الشعر للدراسة من أجل أن يكون جهداً يحاول استكناه الجوانب الفنية التي انمازت بها تلك النصوص الشعرية. وقد آثر الباحث دراسة هذه النصوص عبر ثمانية قرون لكي يوفر الأرضيَّة الكافية من المصاديق الشعرية للدراسة، وتوفير الحرية المطلوبة في التنقل بين هذه النصوص الشعرية، وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى جملة أمور، هي:

1 ـ إنَّ دراستنا ليست دراسة إحصائية أو ببلوغرافيا همها جمع الشواهد الشعرية كلها ومتابعتها، وإنما هدفنا تعيين الظاهرة المتولدة من تلك النصوص ودراستها، والظاهرة تقوم على العموم والتكرار، وهذا ما حصل مع الغديريات، ومع هذا فقد حاولنا الإلمام بنصوص الغديريات في هذه الدراسة ـ بقدر المستطاع ـ ولو بالإشارة إليها في الهوامش، لذلك أدخلنا في الدراسة بعض النصوص التي كان الغدير محوراً لها وإن لم تكن كلها في (بيعة الغدير)، أو لم تشر إلى كل تفاصيل ما جرى في بيعة الغدير؛ لذلك قد نجد أنَّ بعض النصوص اقتصر ذكرها أو الإشارة إليها على الفصل الأول، ولم نجدها في بقيَّة فصول الكتاب؛ إذ عمدنا في تلك الفصول إلى دراسة النصوص الشعرية التي كانت (بيعة الغدير) الأساس الذي بنيت عليه، والغرض الذي عالجته على اختلاف دواعي التجربة التي أفرزت تلك النصوص.

2 ـ لم يجد الباحث دراسة أكاديمية فنية سبقته إلى دراسة شعر الغدير، وقد اعتمد في أهم مصادره ومراجعه (موسوعة الغدير في الكتاب والسنة والأدب) للشيخ عبد الحسين الأميني النجفي (ت 1390هـ) وبالنسخة المحققة الصادرة عن مركز الغدير للدراسات الإسلامية، على أننا لم نستشهد بنصوص شعرية لكلِّ من عدَّهم الشيخ الأميني من شعراء الغديريات، فالشيخ ; كان مشغولاً بتأليف كتاب يتناول قضية معرفية وعقائدية وفكرية هي (بيعة الغدير) ويورد الأدلة على إثبات دلالتها على ولاية الإمام علي (ع) وخلافته الرسول الأكرم محمد 9 من القرآن والسنة والأدب، لذلك أخذ على عاتقه إحصاء النصوص الشعرية التي ذكرت (بيعة الغدير)، أو أشارت إليها؛ بوصفها دليلاً يؤيد ما يذهب إليه من معتقد، لا باحثاً عن قيمتها الفنية، سواء أكانت هذه النصوص الشعرية غديرية بحسب فهمنا لها ـ الذي سنوضحه في تمهيد هذا الكتاب ـ أم أنها ذكرت بيعة الغدير عرضاً حتى ولو بلفظ الغدير، أو غدير خم، أو يوم الغدير، أو يوم خم، أو بيعة الغدير، وما إلى ذلك من الألفاظ التي تشير إلى بيعة الغدير، لذلك خرجت نصوص كثير من الشعراء الذين عدَّهم الشيخ الأميني من شعراء الغديريات لا لعدم إيمانهم أو صدق اعتقادهم بدلالة (بيعة الغدير) في الفكر الإسلامي الشيعي، بل لعدم انطباق المفهوم أو المصطلح الذي حددناه للغديريات في التمهيد، فخرجت بذلك نصوص شعراء كبار من أمثال دعبل الخزاعي (ت246هـ)، والمفجّع البصري (ت327هـ)، وأبي فراس الحمداني (ت357هـ)، والناشئ الأصغر (ت365هـ)، وابن الحجّاج النيلي (ت391هـ)، والشريف الرضي (ت406هـ)، وغيرهم.

3 ـ اعتمد الباحث في تخريج النصوص الشعرية دواوين الشعراء الذين ورد ذكر نصوصهم في متن الكتاب أو في هوامشه، أما الشعراء الذين لم يحصل على دواوينهم أو مجموع أشعارهم لعدم وجودها أو ضياعها أو عدم جمعها وتحقيقها، وتفرقها بين كتب التاريخ والأدب والمجاميع الشعرية فقد اعتمدنا في تخريجها (موسوعة الغدير في الكتاب والسنة والأدب)، فهي جهد علمي محقق أغنى الباحث عن الرجوع إلى مظان تلك النصوص الشعرية، على أنَّ الباحث رجع إلى تلك المظان فوجدها مطابقة لما أورده الشيخ الأميني في موسوعته وأعرض عن ذكرها أو تخريج تلك النصوص لئلاّ يبخس الشيخ الأميني، ومركز الغدير للدراسات الإسلامية حقهما في الجمع والتحقيق .

4 ـ ثمَّة بعض النصوص الشعرية يمكن تناولها من وجوه عدَّة، متوزعة على فصول الكتاب ومباحثه، اكتفينا بمعالجة أحد وجوهها في بعض النصوص، ودرسنا وجوهاً عدَّة في مواضع متفرقة من الكتاب في بعضها الآخر، وذلك بحسب ما نشعر أنَّ فيه خدمة للدراسة، لذلك نجد أنَّ بعض النصوص قد تكرَّرت بناءً على هذا الأساس لا غفلة منا عن ذلك، وهذا التكرار إنما هو بسبب أنَّ تلك النصوص مفتوحة، وذات قراءات متعددة؛ مما يشير بوضوح إلى براعة شعراء الغديريات، وتمكنهم من لغتهم، فضلاً عن عمق الأفكار التي يؤمنون بها، وبلاغة التعبير عن تلك الأفكار داخل النص الواحد، ومن عدة وجوه.

5 ـ إنَّ الأساس في ترتيب المباحث داخل الفصول، وفي المطالب والمقاصد التي تنقسم عليها تلك المباحث هو كثرة ورود الشواهد الشعرية التي تنطبق عليها.

6 ـ كان القدح المعلّى للاستشهاد بالنصوص الشعرية في متن الكتاب للسيد الحميري (ت173هـ)، لأنَّ ديوان الشاعر من أول بيت شعري فيه إلى آخره كانت ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) الصفة الغالبة عليه، وما يهمّنا منه أنه ورد فيه عشرون نصاً غديرياً، بينما اقتصر غيره من شعراء الغديريات على نص شعري واحد أو نصين أو أكثر وبما لا يتعدى خمسة نصوص، أي أن كثرة نصوص السيد الحميري الغديرية كانت المسوغ لنا في كثرة الاستشهاد بها.

7 ـ تابعت الدراسة النصوص الشعرية التي كانت مصاديق على ما عالجته من قضايا وظواهر فنية لا على سبيل الاستقصاء في مواضع متعددة من الكتاب، فالباحث بصدد اكتشاف الظواهر الفنية والإتيان بالشواهد على وجودها والإشارة إلى المواضع التي توجد فيها تلك الظواهر على سبيل المثال لا الحصر، على أن الباحث لم يهمل الاستقصاء في المباحث التي يكون فيها الجرد الإحصائي أساساً لدراستها، ومقدمة صحيحة للوصول إلى نتائج معينة يفرزها ذلك الجرد، وخير مصداق لذلك مبحث الإيقاع الخارجي بشطريه الأوزان والقوافي من الفصل الرابع.

 وبعد هذا نقول: إننا أدركنا أن الشعر الذي يتصل بالجانب العقائدي والفكري هو من الموضوعات التي تصعب دراسة عناصر الفن فيها؛ إذ كثيراً ما يتطلب من الباحث أن يدرس موضوعات عدة لها مساس بجوهر الموضوع المدروس، وقد تجر الباحث بعيداً عن مساره المحدد، كما وإن إهمال هذه الموضوعات يخل بمسار البحث، وقد يجعله قاصراً عن استيفاء أغراضه؛ لذلك توكلنا على الله، وعملنا بتؤدة وصبر على النظر في مصادر الموضوع ومظانه حتى اتضحت صورته، ومثلما وجدنا السبيل إلى دراسة هذا الموضوع صعبة؛ وجدنا الدخول إلى عالم أمير المؤمنين (ع) الفكري والثبات عليه أصعب بكثير، فكان لزاماً علينا أن نكثر من القراءة والإلمام بما يتصل بموضوع الدراسة من حياة الإمام (ع)، ومتابعة حضور ذلك عند الشعراء؛ لذلك تنوعت مصادر هذه الدراسة بين دينيَّة ونقديَّة ولغوية وأدبية وفلسفية، قديمة وحديثة، فضلاً عن أننا استنرنا بالأطاريح والرسائل الجامعية، والبحوث والدوريات التي تمت إلى مباحث الكتاب بصلة.

أما خطة البحث فقد اقتضت فيها طبيعة الدراسة الفنية أن تكون النصوص الشعرية هي الأساس الذي تنطلق منه تلك الخطة، معتمدين منهجاً تحليلياً يقوم على رصد الظواهر عن طريق الشواهد الشعرية، وتحليلها تحليلاً فنياً، ولا يغفل هذا المنهج الإحاطة بالظروف والحيثيات التي تكتنف النصوص، وتؤثر فيها سعياً للكشف عن القيمة الفنية لتلك النصوص، وما تؤديه من وظيفة تجاه المتلقي، وقد انتظم هذا الكتاب في تمهيد وأربعة فصول تسبقها مقدمة، وتعقبها خاتمة.

تكفَّل التمهيد بتحديد مصطلح (الغديريّات) بوصفه مصطلحاً فنياً يقوم على أصل فكري عقائدي يسعى الباحث بإطلاقه إلى أن يأخذ هذا المصطلح مجراه في حقله حتى يصبح ظاهرة لا يمكن تجاوزها؛ لأنَّ هذا المصطلح يستند إلى قضية كبرى في العقيدة الإسلامية، وقد توفرت له مادة شعرية غزيرة، فكان عنوان التمهيد (الشعر والقضيَّة)، وقد أشار إلى الملازمة بين الشعر العربي وقضايا المجتمع على مر العصور.

وتناول الفصل الأول دراسة البناء الفني للغديريات، وقد اكتفينا بدراسة بناء الغديريات التقليديَّة (القصائد ذوات المقدمات)؛ لأن دراسة بنية الغديريات المباشرة (القصائد المباشرة)، وبنية المقطوعات لم تختلف عن دراستنا للغرض في بنية الغديريات؛ لأن هذه النصوص هي شعر قضية واحدة، ولم تتعدَّ الدراسة تلك القصائد المباشرة والمقطوعات في الفصول اللاحقة لهذا الفصل، وقد انصرفت دراسة البناء الفني في الغديريات التقليديَّة إلى دراسة المطلع، والمقدمة، والتخلص، والغرض، والخاتمة.

أما الفصل الثاني فقد درسنا فيه لغة الشعر، وقد توزع على مبحثين، تناول الأول منهما الألفاظ بالدراسة، ولم نعمد فيه إلى دراسة كل ألفاظ الغديريات ودلالاتها، بل اكتفينا بالألفاظ الأكثر وروداً فيها، فكانت ألفاظ العقيدة محور الدراسة في هذا المبحث، ودرسنا في المبحث الثاني التراكيب التي سجلت حضوراً واسعاً في الغديريات، وهي: الاستفهام، والشرط، والنداء، والأمر، والنهي، على أن الذي دعانا إلى دراسة التراكيب بحسب هذه الأساليب هو أننا وجدنا أن تقسيم هذا المبحث على هذه المقاصد أجدى من غيره من التقسيمات بعد أن جربنا ذلك، إذ يكشف عن الوجوه البلاغية المتعددة الاستعمال لهذه ألأساليب، فضلاً عن أنه لم يغفل بناء الجملة وتقسيمات البلاغيين لها بحسب الخبر والإنشاء ما وجدت الدراسة إلى ذلك سبيلا.

وتناول الفصل الثالث الصورة الفنية، وقد قمنا بدراستها بحسب الآليات التي تتشكل بها في البلاغة والنقد العربيين، فتوزعت الدراسة على أربعة مباحث بيانية، وهي على التوالي: الصورة التشبيهية، والصورة المجازية، والصورة الاستعارية، والصورة الكنائية، وقد قسمنا هذه الصور داخل كل مبحث بحسب ما ترد عليه من تقسيمات هذه الفنون مراعين كثرة ورود الشواهد في ترتيب المباحث وفي تقسيمات كل مبحث .

وفي الفصل الرابع قمنا بدراسة الإيقاع الشعري، وقد توزع على مبحثين، درسنا في الأول منهما الإيقاع الخارجي بنوعيه الأوزان والقوافي، وتناولنا في الأوزان تشكيلات بحور الشعر العربي ونسب حضورها في الغديريات، ودرسنا في القوافي حروف الروي، والقوافي المطلقة والمقيدة، وعيوب القوافي، بينما جعلنا المبحث الثاني يختص بالإيقاع الداخلي، فدرسنا فيه التصريع، والطباق والمقابلة، والجناس، والتكرار، ورد الأعجاز على الصدور، والترصيع، والتقسيم، والترجيع. أما الخاتمة فقد عرضنا فيها أبرز النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة.

أما المصاعب والعوائق التي كانت تعترض طريق البحث، فذلك أمر أعرض عن الحديث عنه إيماناً مني بأنه كلما تحدثت عنه فقدت أجره، هذا من جانب، ولكوني أشعر أن تلك المصاعب هي ملح هذا الزاد في هذه الرحلة من جانب آخر.

ولن أنسى ما حييت ما أحاطني به أساتذتي في قسم اللغة العربية بكلية الآداب ـ جامعة الكوفة من رعاية كريمة منذ أن وطئت قدماي أرض الدراسة، فقد تعهدوني بتوجيهاتهم السديدة، وأخصّ بالذكر منهم الأستاذ الأول المتمرس الدكتور محمد حسين علي الصغير مدَّ الله في عمره وألبسه ثوب العافية، والأستاذ الدكتور حاكم حبيب الكريطي، والأستاذ المساعد الدكتور خليل عبد السادة إبراهيم الهلال، وزملائي في قسم اللغة العربية بكلية التربية ـ جامعة كربلاء، وبخاصَّة الأستاذ الدكتور محمد عبد الحسين الخطيب، والأستاذ المساعد الدكتور مكي محيي الكلابي، وجميع من تتلمذت على أيديهم في مراحل الدراسة كلها، وإذا كان السكوت من ذهب حينما يكون الكلام من فضة فإني أشعر بذلك في هذا المقام، لذلك آثرت السكوت لتعبر الكلمات عن نفسها بلغة الصمت.

ولا يفوتنا أن نتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من أعاننا على إخراج هذا البحث بتوفير المصادر تارة، وبلفت النظر إليها أو إلى فكرة تارة أخرى. وينبغي الإلماع إلى أن البحث ربما أهمل جوانب قصر عن إيضاحها باعنا، وجفَّ عن إيرادها مدادنا، وتلك سمة النفس البشريَّة، فنشدان الكمال غاية لا تدرك، لذلك اقتصرنا على ما أعاننا الله على فهمه وتحليله.

وأخيراً أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم (إسهامة) علمية متواضعة، التمس بها منه سبحانه أجر المقل، وأسأله تقدست أسماؤه التوفيق لنا جميعاً، وأن يسدد خطانا، ويأخذ بأيدينا لما فيه مرضاته، إنه نعم الموفق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وعلى أشرف خلقه أجمعين، محمد وآله الطيبين الطاهرين أفضل الصلاة، وأتم التسليم ... 

 

 

الفهارس 

المقدمة

التمهيد: الشعر والقضية

 

الفصل الأول: البناء الفني

مهاد نظري

الغديريات التقليدية (القصائد ذوات المقدمات)

1- المطلع

 أ ـ التكثيف

 ب- الاستدعاء والإحالة

 ج- الرفض

 د- الترابط الفني ـ المعنوي

 هـ - الترابط الفني ـ الغرضي

2- المقدمة (مقدمة القصيدة)

 أ- المقدمة الغزليَّة

 ب- المقدمة الطللية

 ج- المقدمة الحوارية

 د- مقدمة الرحلة (وصف الضعائن)

 هـ - مقدمة طيف الخيال

 و- مقدمة وصف الطبيعة

 ز ـ مقدمة الخمرة

3- التخلص

4- الغرض

 أ- الإمام علي 7 

 ب- أعداء الإمام

 ج- محور الحدث (بيعة الغدير)

 د- محور الشاعر

 هـ- محور الاحتجاج

5- الخاتمة

 أ- خاتمة الولاية

 ب- خاتمة الدعاء

 ج- خاتمة البراءة

 

الفصل الثاني: لغة الشعـر

المبحث الأول: الألفاظ

المبحث الثاني: التراكيب

 1- الاستفهام

 2- الشرط

 3- النداء

 4- الأمر

 5- النهي

الفصل الثالث: الصورة الفنية

مهاد نظري

المبحث الأول: الصورة التشبيهيَّة

 1- التشبيه من حيث وجود الأركان

 أ- التشبيه التام

 ب- التشبيه المرسل المجمل

 ج- التشبيه البليغ

 2- الصورة التشبيهية من حيث الإفراد والتركيب

 أ- التشبيه المفرد

 ب- التشبيه المركب

 3- الصورة التشبيهية القائمة على الاستدلال (التشبيه الضمني)

 أ- الصورة التشبيهية الضمنية في جهة الفخر أوالمدح

 ب- الصورة التشبيهية الضمنية في جهة الذم والهجاء

 المبحث الثاني: الصورة المجازية

 1- المجاز المرسل

 أ- إطلاق الجزء وإرادة الكل

 ب ـ إطلاق المحل وإرادة الحال به

 ج- إطلاق الحال بالمكان وإرادة المكان نفسه

 د ـ العلاقة الزمانية

 2- المجاز العقلي

 أ- علاقة السببية

 ب- علاقة الزمانية

 ج- علاقة المكانية

 د- علاقة المصدرية

 هـ- علاقة المفعولية

المبحث الثالث: الصورة الاستعارية

 1- الصورة الاستعارية المكنية

 2- الصورة الاستعارية التصريحية

المبحث الرابع: الصورة الكنائية

 1- الكناية عن الصفة

 2- الكناية عن الموصوف

 3- الكناية عن النسبة

 

الفصل الرابع: الإيقاع الشعري

مهاد نظري

المبحث الأول: الإيقاع الخارجي

1- الوزن

 أ- بحر الطويل

 ب- بحر الكامل

 ج ـ بحر البسيط

 د- بحر المتقارب

 هـ- بحر الوافر

 و ـ بحر السريع

 ز ـ بحر الخفيف

 ح- بحر الرمل

 ط- بحر الرجز

 ي- بحر المجتث

2- القافيـة

 أ- حروف الروي

 1- حرف اللام

 2- حرف الميم

 3- حرف الراء

 4- حرف الدال

 5- حرف العين

 6- حرف الباء

 7- حرف النون

 8- حرف الكاف

 9- حرف الياء

 10- حرف الهاء

 11- حرف الزاي

 12- حرف الهمزة

 13- حرف الجيم

 14- حرف السين

ب- القوافي المطلقة والقوافي المقيدة

 1- القوافي المطلقة

 أ- القوافي المضمومة الروي

 ب- القوافي المكسورة الروي

 ج- القوافي المفتوحة الروي

 2- القوافي المقيدة

 ج- عيوب القافية

 1- التضمين

 2- الإيطاء

 3- الإقواء

المبحث الثاني: الإيقاع الداخلي

 1- التصريع

 2- الطباق والمقابلة

 3- الجناس

 4- التكرار

 5- رد الأعجاز على الصدور

 أ- تصدير التقفية

 ب- تصدير الطرفين

 ج- تصدير الحشو

 6- الترصيع

 7- التقسيم

 8- الترجيع

 الخاتمة

المصادر والمراجع

فهرس الكتاب