العربية
100%
الرسائل الجامعية

الشيخ الصدوق وجهوده الحديثية

الشيخ الصدوق وجهوده الحديثية

مكتبة الروضة الحيدرية

 الرسائل الجامعية ـ 12

 

تأليف 

ثائر عبدالزهراء الموسوي 

 

المقدمة  

الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على اله الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين المنتجبين الى قيام يوم الدين..

 

وبعد:

إنً البحث الشرعي المنهجي بمختلف جوانبه قد بدأ بعد انتهاء عصر النص و على مستوى مدرستي الإمامية والخلفاء , فحيث انتقل الرسول (ص) للرفيق الأعلى حدث نوعٌ من الفراغ في بيان مقتضيات الشريعة الإسلامية فتصدى لذلك الفقهاء الذين تحملوا أدوات التشريع عن رسول الله (ص) إذ كانت مذكورة في نفوسهم فاحتاجوا الى إبرازها و بشكل منهجي فأدى ذلك الى ظهور العلوم الشرعية و أول ما ظهر منها علوم الحديث الشريف، وإذ يحتاج الى معرفة أصوله فعليه ظهرت المدونات الروائية و على مستوى الصحاح والمسانيد عند العامة و هكذا اتضح بتقادم الأيام و ما خلف الأوائل من مصنفات تأصيلية حتى وصل الى ما وصل اليه اليوم من النضج والتفريع اما على مستوى مدرسة الامامية فانّ البحث الحقيقي المنهجي إنما بدأ بعد انتهاء الغيبة الصغرى بوفاة النائب الرابع علي بن محمد السمري (ره) بسنة 329 للهجرة المباركة و عليه فإنّ المشاكل الواقعية لأفعال المكلفين متجددة والحاجة المدنية متطورة فعندئذ لابد من اصول يرجع اليها الفقيه حتى يؤسس لمبناه في الاستنباط و ضرورة ذلك احتياجه الى الأصول اللفظية وإذ أنّ القرآن مجموع بين الدفتين و محفوظ من الزيادة و النقصان إلا أنّ أحكامه كلية و نظرته الى الأمور على مستوى الإجمال فلذلك لابد من ضم المبين له وهي السنة المباركة التي تعد الكاشف الحقيقي لمراد الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز وعلى هذا الأساس لابد من جمع و تبويب الروايات في مصنفات يرجع اليها في الاستنباط الفقهي و هذا محتاج اليه الامامية حاجة فعليه بعد الغيبة الصغرى فلذلك ظهرت مصنفات (المحمدون الثلاثة) وهم محمد بن يعقوب الكليني (ت 329هـ) و محمد بن علي بن بابويه القمي (ت 381 هـ) ومحمد بن الحسن الطوسي (ت460 هـ).

إذ صنفوا الكتب الروائية الأربعة المشهورة و المعتمدة في بيان أصول و فروع التشريع الإسلامي عند الامامية إذ ألف الأول كتاب الكافي و الثاني كتاب من لا يحضره الفقيه والمعبر عنه بالفقيه اختصاراً و الف الثالث كتابي التهذيب و الاستبصار، إذ يعد كتاب الكافي المحاولة الأولى لجمع الرواية الصادرة عن المعصومين : الشاملة للأصول و الفروع والروضة، فتأتي أهميته من هذا السبق في الجمع الروائي إذ حفظ من الروايات التي زادت عن الست عشرة ألف رواية , فقد لاحظ الشيخ الصدوق ان الكليني قد فاتته بعض الروايات الصحيحة فأراد إتمام البحث في جمع الرواية والتعليق عليها و استخلاص عناوين لها فكانت محاولته تأصيلية من هذا الجانب مع انه قد أتخذ طريقاً جديداً في التعامل مع الأسانيد عن طريق ذكر المشيخة ,إذ انّه أول من ابتكر ذلك في الجمع الروائي, وهذا ما حفزني الى إظهار دوره الريادي و تأصيلا ته الى جانب جهده الحديثي و بخصوص علمي الرواية وا لدراية بالإضافة الى قلة الكتابات و ألأبحاث الجامعة عن هذه الموسوعة الحديثية التي قطع الشيخ الصدوق بينه و بين ربه بأنه لم يعتمد إلا على الحديث الصحيح ,فضلاً عن أهمية كتاب الفقيه و الذي يعد ثاني الأصول الأربعة إذ انّه من الأهمية بمكان لا يستغني عنه فقيه من الفقهاء ما لم يراجع هذا الكتاب في الاستناد اليه بدليل او حجة سيما و انه يمثل فترة (الفقه الروائي ) الذي سبق (الفقه الاستدلالي) و (الفقه الفتوائي) و تتمثل أهمية الموضوع من طبيعة الدراسة التي تناولت الكتاب الجليل الذي يشمل ستمائة و ست و ستين باباً اضافة الى ما يشمل هذا الكتاب من ابتكار في التصنيف والتبويب سيما اذا نظرنا الى القرن الرابع الهجري و ما تلاطمت فيه الأحداث السياسية .

كل ذلك يعد من الأسباب الأساسية لاختيار الموضوع بالإضافة الى حاجتنا الماسة بأن نكون قريبين جداً من مفاهيم روايات أهل البيت : فنحاكمها في كل تصرفاتنا.

اما دراسات السابقين فلم اعثر ـ بحدود تتبعي القاصر ـ على دراسة وافية ومستكملة لكل جوانب كتاب من لا يحضره الفقيه فأعتقد إنها المحاولة الأولى للخوض في لجج ومباحث كتاب الفقيه الذي يستحق أكثر من دراسة.

وقد عانيت فيه مجموعة من الصعاب أهمها قلة المصادر التي تناولت كتاب من لا يحضره الفقيه بالتحليل والتدقيق في إبراز الجهد الحديثي للشيخ الصدوق رائد مدرسة الحديث في القرن الرابع للهجرة, ولذلك كان اعتمادي الأساس في مباحث كتاب من لا يحضره الفقيه بعملية استنطاق للنصوص لتحقيق الغرض البحثي لتنقيح مطالبه وهذا ما شق عليّ و انا في بداية مشواري العلمي و لكن بعد الاستعانة بالله سبحانه و تعالى و مراجعة علماء هذه الطائفة قد ذللت لي الكثير من الصعاب فاستطعت ان اخرج بهذه الدراسة التي وزعتها الى تمهيد و ثلاثة فصول . تناولت في التمهيد كتاب من لا يحضره الفقيه لأنه محور الدراسة وذكرت فيه سبب تسميته والسبب في تأليفه و أهمية الكتاب و أيضاً ذكر منهجية الكتاب و مصادره و ما تميز به عن بقية الكتب الأربعة وا لملاحظات التي سجلناها عليه.

اما الفصل الاول: فكان من مبحثين الاول تناولت فيه سيرة الشيخ الصدوق و المبحث الثاني تناولت عصره السياسي والفكري.

اما الفصل الثاني : فتناولت فيه أسانيد كتاب الفقيه و كان على أربعة مباحث وكان المبحث الأول: في الإسناد و أهميته و نشأته.

 المبحث الثاني: في حذف الأسانيد عند الشيخ الصدوق.

المبحث الثالث: تناولت الحديث المرسل عند الصدوق و حجية مراسيله.

 المبحث الرابع : كان مختصاً بمشيخة الفقيه.

أما الفصل الثالث : فقد عنونته متون روايات كتاب الفقيه، وقد جاء على أربعة مباحث:

المبحث الأول: تناولت فيه مخالفات الشيخ الصدوق الفقهية والعقائدية في متون روايات الفقيه.

والمبحث الثاني : كان حول غريب ألفاظ روايات الفقيه .

والمبحث الثالث: كان حول الإدراج في كتاب الفقيه.

والمبحث الرابع: تناولت فيه الحديث المعلل في متون الفقيه.

ثم الخاتمة التي تناولت فيها أهم نتائج البحث, وأخيراً قائمة بالمصادر والمراجع.

و في الختام لابد لي ان اذكر ان طبيعة العمل في الكتاب استدعى مني ما يلي:

1- الاختصار و التركيز و البساطة في العبارة المستعملة مبتعداً عن الحشو والإطالة.

2- ان بحثاً بهذا الحجم لا يمكن ان يًُلم بكل ما في كتاب الفقيه ,لكثرة أحاديثه إذ بلغت ما يقرب من ستة الآف رواية ,وتتبعها واحدة واحدة يحتاج الى وقت لا تكفيه سنوات.

3- و بناءً على ما سبق فقد ذكرت في الفصل الثاني والثالث أمثلة و نماذج تطبيقية , فلهذا كان اختيار الروايات التطبيقية عشوائياً لا يحمل معياراً, إلا انه كان ذا طابع شمولي تقريباً.

4- بسبب تشعب الموضوع و كثرة مطالبه و تفرعاته لم تستوفِ مباحثه و فصوله.

لا يفوتني ان أتقدم بشكري الكبير الى أستاذي المشرف الدكتور علي خضير حجي الذي واكبني خطوة بخطوة ,من اختيار الموضوع و حتى نهاية طباعته, مروراً بملاحظاته القيمة عند كل فقرة عند كل سطر من أسطر الكتاب وكان لأرائه القيمة الدور الكبير في إخراج هذا البحث بهذه الصورة ثم بتسخير وقته و مكتبته الخاصة, و تزويدي بالكثير من المصادر التي تهم الموضوع وفقه الله لخدمة العلم عامة و الحديث الشريف خاصة.

 

وأخيراً لا أدعي لهذا العمل الكمال التام , فهو جهد المقل أقدمه خدمة للعلم والدين متقرباً الى الله تعالى بذلك.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين..

 

 

الفهارس 

المقدمة ............ 5

التـمهـيـد ............11

توطئة ............11

اولاً: السبب في تأليفه وتسميته ............ 16

ثانياً: اهمية الكتاب ............ 17

ثالثاً: شروح وحواشي من لا يحضره الفقيه ............20

رابعاً: تبويبه وعدد احاديثه ............26

خامساً: منهجية الصدوق في لا يحضره الفقيه ............32

سادساً: مصادر كتاب من لا يحضره الفقيه ............37

سابعاً: ما تميز به الصدوق عن الكليني والطوسي ............39

ثامناً: الملاحظات على كتاب من لا يحضره الفقيه ............43

 

 

الفصل الأول

سيرة الصدوق وعصره سياسياً وفكرياً

 

المبحث الأول: سيرة الشيخ الصدوق ............49

اولاً: اسمه وأسرته ............49

ثانياً: ولادته ............58

ثالثاً: ثناء العلماء عليه ............59

رابعاً: رحلاته ............64

خامساً: تلامذته وشيوخه ............73

سادساً: آثاره العلمية ............95

سابعاً: مرجعيته ............132

ثامناً: وفاته ومرقده ............134

المبحث الثاني: عصره سياسياً وفكرياً ............137

اولاً: عصر الصدوق السياسي ............137

ثانياً : الحالة الفكرية في عصر الصدوق ............155

 

 

الفصل الثاني

أسانيد روايات الفقيه

المبحث الأول:- الإسناد نشأته وأهميته ............171

المبحث الثاني :- حذف الأسانيد في كتاب الفقيه ............184

المبحث الثالث:- الإرسال في كتاب الفقيه ............196

المبحث الرابع: مشيخة كتاب الفقيه ............224

 

 

الفصل الثالث

متون روايات الفقيه

 

المبحث الأول: مخالفات الصدوق في متون روايات الفقيه ............255

المبحث الثاني: غريب الفاظ روايات الفقيه ............279

المبحث الثالث: الإدراج في متون الفقيه ............295

المبحث الرابع: الحديث المعلل في متون الفقيه ............309

الخاتمة وأهم النتائج ............327

المصادر والمراجع ............331

الفهرس ............349