العربية
100%
الرسائل الجامعية

اسس بناء الدولة الاسلامية في فكر الامام علي (عليه السلام)

اسس بناء الدولة الاسلامية في فكر الامام علي (عليه السلام)

مكتبة الروضة الحيدرية 

الرسائل الجامعية : 17

 

تأليف 

علي سعد تومان عدوة 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنام محمد (ص) معلم البشرية ومنقذها من الظلمات إلى النور وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.

 ليس من السهل الكتابة عن الإمام علي (ع) ودوره الفكري في ترسيخ اسس بناء الدولة الاسلامية، على الرغم من أن الكتاب والباحثين قد أغنوا المكتبات العامة والخاصة بكتاباتهم في الموضوع, لكن الدافع الذاتي حفزني على البحث والدراسة فيه لاهميته التي تأخذ ثلاث اتجاهات على الاقل وهي:

اولا:على مستوى الدولة الاسلامية واسسها المادية والمعنوية.

ثانيا:مايتعلق بشخصية الامام علي (ع) الذي كانت له الريادة والسبق في العمل ليس على مستوى الساحة الاسلامية بل تعداه الى المساهمة في بناء الحياة الانسانية بشتى جوانبهاالفكرية والحضارية.

ثالثا:ان العطاء الفكري والجهادي الثري منذ بداية حياته الى يوم استشهاده (ع) لم يكن  اعتياديا لذا جعل من الصعب على الباحثين ان يتوقفوا عند حد معين في بحثهم, أي ان باب الدراسة والبحث تظل مفتوحة للنهل من ذلك العطاء.

 هذا من جانب اما من جانب اخر كان لافتقار مكتبة الدراسات العليا في كلية الآداب لاطاريح أو رسائل جامعية عن شخصية الإمام علي (ع) فقد دفعني هذا الحافزالعلمي أكثر إلى هذا المشروع، وفي تقديري أن تكون الدراسة تشمل جانبا واحدا أو جانبين على الأكثر، ولكن اصرار اللجنة العلمية على هذا الموضوع كان أكبر من طموحي فجعل الدراسة تشمل أغلب الأسس الفكرية للإمام علي (ع) إذا لم نقل جميعها، وعلى الرغم أن الموضوع أقرّ على النحو الآتي (أسس بناء الدولة الإسلامية في فكر الإمام علي (ع))،فقد شرعت مع أستاذي المشرف في وضع خطة،التي تميزت بالشمولية ،وقد توزعت فيها الدراسة على أربعة فصول، زيادة على المقدمة والخاتمة، تقدمها تمهيد شمل مباحث أولها: مفهوم الدولة والحكم عند العرب، وثانيها: تناول الدولة الرسول (ص) في المدينة، وثالثها: بُحث فيه مفهوم المسلمين للحكم، ورابعها: وضح فيه مفهوم الخلافة والإمامة، وخامسها: درس فيه بيئة الإمام علي (ع) ومؤهلاته.

واختص الفصل الأول لدراسة الأسس الفكرية والسياسية عند الإمام علي (ع) وجاء في  مبحثين هما: المبحث الأول الأساس الفكري عند الإمام علي (ع) وتناولت فيه دراسة بعض النظم الفكرية مثل الكتابة وعلم النحو وجمع القرآن والتدوين وعلم التنزيل وعلم القراءات على سبيل الإيجاز.

أمّا المبحث الثاني فقد شمل أسس الفكر السياسي عند الإمام علي (ع) ، وكانت مباحثه الفرعية تبدأ بدراسة الأوضاع السياسية منذ وفاة الرسول (ص) سنة 11هـ/632م، حتى بيعة الإمام علي (ع) في سنة 35هـ/655م، ومن ثم دراسة بيعة الإمام علي (ع) في مبحث آخر، وبعد ذلك جاءت دراسة المفهوم الفكري عند الإمام علي (ع) لمنصب الخلافة، ثم ناقشنا سياسية الإمام علي (ع) عند توليه الإمامة أو الخلافة،وفي الفقرة الأخيرة من المبحث الثاني للفصل الأول درست المعارضة السياسية في فكر الإمام علي (ع) وقسم بطبيعته على عدة فقرات بحثية تناولت عهد الخلفاء، الراشدين من سنة(11هـ/655م ـ إلى 40هـ/660م)، حيث اتخذت المعارضة في هذا العهد أسلوبين :الأول المعارضة السلمية ،والأسلوب الثاني:المعارضة المعارضة العسكرية اما الفصل الثاني الذي تناول الأسس الفكرية العسكرية عند الإمام علي (ع) ، وقسم على ثلاثة مباحث حسب تسلسلها العلمي والموضوعي، تقدمها المبحث الاول لدراسة البعد التعبوي في فكر الامام (ع)  وثم المبحث الثاني لدراسة البعد الروحي ( الديني ) عند الإمام علي (ع) فيما جاء المبحث الثالث لتناول البعد الإنساني.

أمّا الفصل الثالث فقد اختص في دراسة أساسين مهمين هما: المالي والاجتماعي واقتضت الدراسة أن يقسم على مبحثين رئيسين هما: الأساس المالي في المبحث الأول: وتناول المبحث الثاني الأساس الاجتماعي، وقسم على مباحث فرعية أيضا في حين كان الفصل الرابع بعنوان الأسس الإدارية والقضائية في فكر الإمام علي (ع) وتفرع على ثلاثة مباحث هي الأساس الإداري والمبحث الثاني الاساس القضائي اما المبحث الثالث فقد بحث فيه الانظمة المساعدة على تحقيق العدالة مثل (المظالم، الحسبة ، الشرطة)، وقد ختمت هذه الفصول بخاتمة ذكرت فيها أهم نتائج البحث، تلتها قائمة بأسماء مصادر الرسالة ومراجعها.

وتنوعت مصادر البحث بحسب مقدار خدمتها للدراسة فمنها ما كان شاملا ومنها ما تميز بالتخصص،ولكن بصورة عامة فان الأولوية كانت لكتاب الله العزيز (القرآن الكريم) وكتب التفسير والحديث التي وردت في طيات الدراسة أمّا المصادر التاريخية: فقد كان لكتاب الجمل وصفين والنهروان  لأبي مخنف لوط بن يحيى الازدي (ت157هـ - 773م) ولقرب مدته التاريخية من الاحداث وغزارة مادته، وكتاب الخراج لابي يوسف القاضي (ت182هـ-798م)  الذي جاء مختصا بالجانب المالي؛لكن هناك نصوصا كثيرة تخدم الدراسة في جوانب أخرى أمّا كتاب وقعة صفين لنصر  بن مزاحم المنقري (ت212هـ - 827م) فعلى الرغم من تخصصه في الجانب العسكري لوقعة صفين خاصة،إلا أن متابعته الدقيقة للوقائع العسكرية والكتب والمراسلات والخطابات بين الإمام علي (ع) ومعاوية والقادة الآخرين من الجيشين أظهرت الجانب السياسي  في تلك الحقبة أيضا..

وحفظت كتب السيرة النبوية مادة تاريخية وأدبية كبيرة  لا يمكن الاستغناء عنها في مثل هكذا دراسات، مثل كتاب السيرة النبوية لابن هشام(ت213هـ/828م)، ومن الكتب التاريخية التي أغنت الدراسة بالمعلومات التاريخية المتنوعة كتاب المعيار والموازنة لأبي جعفر الاسكافي(ت220هـ/835م)، ورفد كتاب التاريخ لليعقوبي(ت نحو 292هـ/904م)، الدراسة بمعلوماته القيمة، وتناولت أيضا كتاب الأمالي للشيخ المفيد(ت413هـ/1022م)، وعلى الرغم من الصبغة الفقهية للكتاب لكنه ثري بمضامينه التاريخية المتنوعة، وكان لكتاب الاحكام السلطانية للماوردي(ت450هـ/1058م)، أهمية في إتحاف الرسالة بمعلومات لأغلب الجوانب فيها, اما كتاب الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد للشيخ محمد بن الحسن الطوسي(ت460هـ/1067م)، فقد رفد مباحث الرسالة بمعلومات قيمة.

وقد غطى كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (ت656هـ/1258م)، مساحة واسعة من الدراسة لشموله على مادة تاريخية قيمة، اختصت بدراسة سيرة الإمام علي (ع) بمختلف أوجهها،ومن المصادر الأخرى كتاب أخبار القضاة لوكيع بن محمد بن خلف بن حبان (ت306هـ/918م) وكتاب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للمتقي الهندي (ت975هـ - 1550م) ومصادر أخرى كثيرة أدرجت في قائمة المصادر.

أمّا المراجع التي قوّت المصادر التاريخية في البحث والتحليل عن النصوص والأحداث الإسلامية، منها كتاب الامام علي (ع) سيرة وجهاد للمفكر الإسلامي محمد باقر الصدر، وكتاب عبقرية الإمام علي (ع) لعباس محمود العقاد، وكتاب الإمام علي (ع) روح الإسلام الخالد للدكتور حسن عيسى الحكيم التي أسهمت معلوماته في اغناء الرسالة وتقويتها، ومن المراجع التي تناولتها كتاب إبراهيم بيضون (من دولة عمر إلى دولة عبد الملك) والذي تميز بالتحليل السياسي للنصوص الإسلامية خدمة للحقيقة التاريخية، وغيرها من المراجع.