العربية
100%
الرسائل الجامعية

مجلة الايمان النجفية

مجلة الايمان النجفية

مكتبة الروضة الحيدرية 

الرسائل الجامعية 

 

المؤلف 

علي فليح علي باجي الفتلاوي​

 

المقدمة 

 

برزت في النجف الأشرف في أعقاب الثورة الدستورية العثمانية عام 1908م عدداً كبيراً من المدن العراقية في إصدار المجلات الرصينة في مضامينها وموضوعاتها، إذ لفتت الأنظار في معالجاتها وأثرها الفاعل في تطور الحركة الصحافية معرفة وثقافة لا في النجف فحسب، بل في عموم العراق حتّى أصبحت رافداً مهماً من روافد البناء الفكري في الأوساط الثقافية لما كانت تطرحه من قضايا وموضوعات مسّت مسّاً مباشراً هواجس الرأي العام، وأحاسيسهم، ومطامحهم في عموم البلاد وعلى الأصعدة كافة. كان هذا دافعاً في اختيار الموضوع.

وكون أن «الإيمان» النجفية منهجها وأسلوبها واتجاهاتها تعكس مرحلة مهمة من مراحل تأريخ تطور الصحافة في النجف الأشرف أولاً والعراق ثانياً شكلت هذه الحقيقة دافعاً ثانياً لاختيار الموضوع. كما أن الواقع الفكري والسياسي الذي عاشته البلاد في إثر المتغيرات الكبيرة أعقاب ثورة 14 تموز 1958م وما تلاها من انقلابات عسكرية – سياسية وارهاصات فكرية وانعكاس هذه وتلك على الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية كان هو الآخر دافعاً ثالث. ولما كانت «الإيمان» وتأسيسها الذي جاء ضمن معطيات المرحلة الأولى وبموضوعاتها المتنوعة ثانياً، ووعي المرجعية والحوزة لأهمية دورها في ميزان القوى فكرياً وعقائدياً ومن ثم سياسياً ثالثاً كل هذا وسواها كان دافعاً رابعاً.

وبالإضافة إلى ما تقدم قدح في بال المؤلف سؤالاً وسؤال إثر اطلاعه الأولي على موضوعات «الإيمان» لعل في مقدمتها: هل أن المجلة كانت نتاج صراع أيدلوجي؟ وهل استطاعت أن تنهض بمهام مسؤولياتها على أكمل وجه؟ وهل حقاً أن القائمين عليها أدركوا وعياً وفكراً حقيقة دورهم؟ وكيف كانت تصاغ مضامينها؟ وفي اي الموضوعات انسجمت تلك المضامين مع اتجاهها وكتابها التي أرادت؟ كل هذه التساؤلات وسواها شكّلت هي الأخرى دافعاً خامساً لاختيار الموضوع عن فهم ووعي لحيثيات المهمة التي ستقع على المؤلف. تشكّل الكتاب من مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، وضع المؤلف فيه أبرز ما توصل إليه من نتائج حتماً لا تهدف إلى الوقوف عند أعتاب تنظير فكري لمرحلة أقل ما توصف أنها منعطف تأريخي خطير في حياة البلاد.

تضمن الفصل الأول (مجلة «الإيمان» النجفية عصرها وتأسيسها 1958 – 1963م) إيجاز موضوعي عن واقع الحركة الفكرية والسياسية في النجف الأشرف ما بين عامي (1958 – 1963م) من أجل إعطاء صورة واضحة عن المناخ السياسي والفكري الذي انبثقت وترعرعت فيه المجلة موضوع البحث، إذ وقف المؤلف فيه عند أهم وأبرز المكونات الفكرية من: مدارس ونشرات وصحف ومجلات ومطابع ومطبوعات وكتب، ومن ثم النتاج الطبيعي لهذا البناء الفكري في صراع القوى السياسية تيارات وأحزاب ما بين عامي (1958 – 1963م) وما أفرزته من متناقضات دينية وقومية وأممية يسارية وليبرالية، كانت هذه المضامين الأساسية للمبحث الأول من الفصل الأول. أما في المبحث الثاني تمّ تناول نسب الشيخ موسى اليعقوبي مؤسس «الإيمان» وأسرته وأبرز رجالاته ونتاجه الفكري والمعرفي، وفي المبحث الثالث تطرق إلى تأسيس مجلة «الإيمان» منذ إصدار وثائقها وظروف إصدارها موضحاً إطارها الزمني والتنظيمي، ووقعت صدور إعدادها وآليات النشر فيها إضافةً إلى تفاصيل فنية وإخراجية تتعلق بها من حيث عدد أبوابها، والمطابع التي طبعت فيها، وآخر مباحث الفصل الأول تطرّق لمنابعها وروافدها الفكرية والعلمية من مباحث ومقالات من قبل عدد من الكُتّاب النجفيين والعراقيين والعرب، إضافة إلى القنوات الأخرى.

ودرس في الفصل الثاني: (مجلة «الإيمان» النجفية وكتاباتها الاجتماعية والمعرفية والسياسية) القضايا الاجتماعية والاقتصادية في مبحثه الأول: خصت بعض المظاهر غير المقبولة شرعياً وأخلاقياً، مضافةً إلى تسليط الأضواء على واقع المرأة العراقية عبر التأريخ كونها جزءً حيوياً دافقاً في المجتمع لاطرافاً يحيى على هامشه، ومن ثم سلط الأضواء على بعض القضايا الاقتصادية.

وفي البحث الثاني: عرفت بقضايا فكرية وعقائدية في غاية الأهمية كان منها: عالمية الإسلام وعروبة التشيّع والإسلام والتمييز العنصري، وفي المبحث الثالث: وقف عند قضايا معرفية وعلمية وأدبية هدفت من خلالها إيقاظ الوعي بأهمية التراث الفكري للأمة فكان منها: الكيمياء والطب والفلسفة، أما المبحث الرابع من الفصل: هذا فانصبت محتوياته على بعض القضايا السياسية محليةً وعربيةً مثل موضوع الاستعمار ومقاومته والاستبداد والقضية الفلسطينية.

بحث في الفصل الثالث: (مجلة «الإيمان» النجفية دراسة في مقالاتها ومباحثها في المعرفة التاريخية) في عدد من القضايا الفكرية التي تناولتها المجلة وما يتعلق بالجغرافية التاريخية، انقسم الفصل الأخير هو الآخر إلى أربعة مباحث جاءت معالجاته في أولها حول موضوعات خصت تاريخية وجغرافية بعض المدن والأماكن العراقية كان منها: كربلاء والكفل وبحر النجف وبرس. وفي المبحث الثاني: ناقش، قدر إمكانياته مقتبسات من تأريخ الفكر الإسلامي إذ درست قضايا تاريخية حساسة، اتّصفت «الإيمان» بجرأة الاختيار والمعالجة كان منها: الاجتهاد والتقية ودور الأئمة في الحياة الإسلامية، جاء المبحث الثالث: مقتصراً في محتواه على ما تناولته المجلة من سير بعض الشخصيات والرموز الإسلامية في تاريخ الأمة من أبرزها: أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر وعمر بن عبد العزيز وخالد بن سعيد بن العاص الأموي والسيد محمد سعيد الحبوبي، وكانت مضامين خاتمة المباحث قد سلطت فيها الأضواء على قضايا مهمة في تأريخ الأمة جذوراً وتطورات ومعطيات كان من بينها: حفظ السُنة وانتشارها والحركة الثقافية في العصر البويهي والسبأية بين الحقيقة والخرافة. اعتمد المؤلف مجموع أعداد مجلة «الإيمان» الثلاثين والصادرة ما بين عامي (1963 – 1968م) بشكلها المزدوج فكونت مجلداتها الثلاث، حيث سنتها عشرة أعداد بلغت عدد صفحاتها (2917) صفحة، شكلت بمجموعها العمود الفقري لإعداد الكتاب.

واستعان المؤلف بعدد من الوثائق المهمة الموجودة في (دار الكتب والوثائق) في بغداد والمتعلقة في إصدارها وموافقاتها وهيئة تحريرها خاصة الصادرة عن (وزارة الإرشاد) ومن ثم (الثقافة والإرشاد) إلى جانب استعانته لست مخطوطات وهي: (تاريخ الصحافة النجفية وتراجم أعلامها) لمؤلفه حمد عيسى القابجي و(حركة القوميين في النجف) و(المجالس النجفية) للمؤلف محمد علي شكر و(مناهل الوراد) و(المختار في رثاء النبي وآله الأطهار) للمؤلف موسى اليعقوبي، سلطت تلك المخطوطات الأضواء على تاريخ الصحافة النجفية وأبرز التطورات الاجتماعية والأدبية والسياسية في النجف الأشرف.

اجتهد المؤلف غاية الاجتهاد للوصول إلى بعض ممن كتب فيها أو عاصرها من الأدباء والمثقفين فكان اللقاء بثلاثة عشر شخصية وبثمانية عشر مقابلة كان منهم: سماحة الشيخ محمد اليعقوبي والعلامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم والبحاثة السيد سلمان هادي آل طعمة والشيخ صادق اليعقوبي والشيخ باقر شريف القرشي، أمدوا المؤلف بمعلومات قيمة ذات أهمية كبيرة لم تتداولها في الأغلب الأعم المصادر والمراجع المعنية بالموضوع.

واستعان بعدد من المصادر والمراجع المتنوعة فمنها المتخصص بالصحافة على سبيل المثال لا الحصر كتاب (صحافة النجف تأريخ وإبداع) لمؤلفه (محمد عباس الدراجي) وإضافة (المفصل في تأريخ النجف الأشرف) في الجزء السابع لمؤلفه (حسن عيسى الحكيم)، إلى جنب المصادر المتنوعة الخاصة بالعديد من المعارف والفنون التي تناولتها «الإيمان» على صفحاتها وعلى سبيل المثال لا الحصر كتاب (من علوم الطب في الإسلام) لمؤلفه (عارف القراغولي) وكتاب (النخيل في العراق) لمؤلفه (عباس العزاوي) فبلغت مجموع المراجع والمصادر التي دعمت مضامين متن المؤلف ثلاثمائة وثلاثة وعشرون.

رفدت الكتاب مجموعة من الموسوعات والمعجمات والمذكرات التي استعان بها المؤلف في فصول كتابه من خلال ترجمة عدد من كتّابها، فضلاً عن الشخصيات التي وردت في موضوعاتها ومعالجاتها كان منها على سبيل المثال لا الحصر (طبقات أعلام الشيعة) لمؤلفه (آغا بزرك الطهراني) وكتاب (أعيان الشيعة) لمؤلفه (محسن الأمين الحسيني) وكتاب (المنتخب من أعلام الفكر والأدب) لمؤلفه (كاظم عبود الفتلاوي) وقد بلغت سبعة وستين مصدراً.

اعتمد المؤلف على عدد من البحوث والمقالات والدراسات التي سلطت الأضواء على الصحافة النجفية وتطورها ومؤسسيها، وعلى سبيل المثال لا الحصر بحث (تاريخ الصحافة النجفية 1910 – 1970م) لمؤلفه (عبد الرحيم محمد علي) إضافةً إلى عدد من المقالات والبحوث الأخرى والتي بلغ عددها ثلاثة عشر بحثاً، وصلت يد المؤلف إلى بعض البحوث والدراسات الأكاديمية كان منها على سبيل المثال لا الحصر رسالة الماجستير للباحث رسول نصيف جاسم الشمرتيالمعنونة(مجلة الاعتدال النجفية (1933 – 1948م) دراسة تاريخية)، وكان عددها سبعة وأربعين رسالة اعتمد عليها المؤلف من أجل توثيق وتوضيح وتعليق على بعض التفاصيل والمعلومات الواردة في متن كتابه.

وفي الختام يضع المؤلف جهده هذا أمام القارئ الكريم خدمة لطريق العلم والمعرفة سائلاً المولى القدير أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح والسداد، متمنياً أن أكون وفقت لبحث هذا الموضوع بالمستوى المطلوب والله ولي التوفيق.

 

الفهرس 

المقدمة .......... 5
نطاق البحث والتعريف بالمصادر .......... 5
 

الفصل الأول

مجلة «الإيمان» النجفية عصرها وتأسيسها

(1958 – 1963م)

المبحث الأول: لمحات عن الحركة الفكرية والسياسية في مدينة النجف الأشرف (1858 – 1963م) ..........13
المبحث الثاني: مؤسس مجلة «الإيمان» النجفيةالشيخ موسى اليعقوبي قراءة أولية.......... 27
المبحث الثالث: تأسيس مجلة «الإيمان» النجفيةوإطارها الزمني والتنظيمي.......... 45
المبحث الرابع: روافد مجلة«الإيمان» .......... 65
 

الفصل الثاني

مجلة«الإيمان» النجفية وكتاباتها الاجتماعية والمعرفية والسياسية

المبحث الأول: قضايا اجتماعية واقتصادية في«الإيمان» .......... 89
المبحث الثاني: جهودها في التعريف بعالمية الإسلام وعروبة التشيّع .......... 113
المبحث الثالث: أضواء على نتاجها المعرفي العلمي والأدبي .......... 123
المبحث الرابع: مواقفها من قضايا سياسية عراقية وعربية .......... 147
 

الفصل الثالث

مجلة «الإيمان» النجفية دراسة في مقالاتها ومباحثها في المعرفة التاريخية

المبحث الأول: مقالات في الدلالة الجغرافية والتاريخية لأماكن عراقية .......... 165

المبحث الثاني: صفحات من تاريخ الفكر الإسلامي.......... 183

المبحث الثالث: شخصيات إسلامية في صفحات «الإيمان» .......... 199

المبحث الرابع: قضايا  من التاريخ الإسلامي .......... 211

الخاتمـــة .......... 221

 

الملاحق

ملحق رقم (1): أبرز المدارس الدينية في النجف الأشرف (1958 – 1963) .......... 227

ملحق رقم (2): أبرز الصحف والمجلات الدينية (1958 –1963) .......... 231

ملحق رقم (3): أبرز النشرات التي صدرت في مدينة النجف الأشرف (1958 – 1963م) .......... 233

ملحق رقم (4): أبرز المكتبات في مدينة النجف الأشرف (1958 – 1963م) .......... 235

ملحق رقم (5): طلبإجازة مجلة من قبل الشيخ موسى اليعقوبي.......... 237

ملحق رقم (6): تأييد من مديرية الأمن العام في بغداد .......... 238

ملحق رقم (7): كتاب منح امتياز مجلة للشيخ موسى اليعقوبي.......... 239

ملحق رقم (8): طلب إجازة صحيفة أو مجلة على أن يكون السيد هادي الحكيم رئيس تحريرها .......... 240

ملحق رقم (9): كتاب إبداء رأي من وزارة الثقافة والإرشاد إلى قائمقامية النجف .......... 241

ملحق رقم (10): كتاب قائمقامية النجف إلى وزارة الثقافة والإرشاد .......... 242

ملحق رقم (11): كتاب منح الشيخ موسى  اليعقوبي إجازة مجلة .......... 243

ملحق رقم (12): صورة الغلاف للعدد الأول الصادر من «الإيمان».......... 244

ملحق رقم (13): صورة غلاف العدد الأخير الصادر من مجلة «الإيمان».......... 245

المصادر والمراجع.......... 247

القرآن الكريم أولاً – الوثائق غير المنشورة.......... 247

ثانياً - المخطوطات .......... 249

ثالثاً – مصادر التراث العربي والإسلامي.......... 250

رابعاً – المقابلات الشخصية.......... 255

خامساً – الرسائل والأطاريح الجامعية.......... 257

سادساً – المراجع العربية والمعربة.......... 262

سابعاً – المعاجم والموسوعات والمذكرات.......... 295

ثامناً – المقالات والبحوث .......... 301

تاسعاً - الدواوين .......... 302

عاشراً – الصحف والمجلات العراقية والعربية .......... 303

المحتويات  .......... 307