العربية
100%
سلسلة صحافة النجف الأشرف

مجلة العدل الاسلامي (1946-1949) صاحبها ومديرها المسؤول محمد رضا الكتبي (2 مجلد)

مجلة العدل الاسلامي (1946-1949) صاحبها ومديرها المسؤول محمد رضا الكتبي (2 مجلد)

مكتبة الروضة الحيدرية 

سلسلة الصحافة النجف الاشرف : 7

صاحبها ومديرها المسؤول محمد رضا الكتبي 

تاريخ الصدور (1946 ـ 1949) 

تم اعادة تأهيلها وطباعتها بحلتها الجديدة في مجلدين 

 

مقدمة مكتبة الروضة الحيدرية 

لعبت الصحافة في بداية النهضة الفكرية في البلدان الإسلامية دوراً مهمّاً في بثّ الوعي ونشر الثقافة، ولم تكن مدينة النجف الأشرف ـ السبّاقة في ميادين العلم والمعرفة ـ بمعزل عن هذا المولود الجديد، حيث ظهرت فيها عشرات الصحف والمجلات الثقافية والأدبية والاجتماعية والسياسية، وكانت سمتها الغالبة مواكبة الأحداث العالمية أدباً وسياسةً وثقافةً، فصحافة النجف الأشرف كانت مرآة صافية للنشاط الفكري والثقافي والاجتماعي الذي دار في مختلف أنديتها آنذاك.

وقد بلورت الهموم والآمال التي كان يحملها علماء وأدباء وساسة النجف تجاه الأمة الإسلامية، وتجاه مشاكلها المختلفة: من حلّ شبهة عقائدية، أو إعطاء رؤية سياسية، أو إبداء عواطف جيّاشة نصرة للمسلمين، أو إبداع آراء فكرية، وغيرها من الأمور التي تدلّ على ريادة النجف الأشرف في مختلف الميادين.

ومن أراد الاطلاع على دور النجف الأشرف في النهضة الفكرية الإسلامية المعاصرة لا يتمكن من الإلمام بذلك إلّا عبر الاستعانة بتلك الصحف والمجلات المنشورة آنذاك، وتصفّح أوراقها لاقتطاف ثمارها، سيما ونحن على أبواب عام 2012م حيث تكون النجف العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي، ممّا يدعونا إلى الاهتمام بتراث علمائنا وأدبائنا وإحيائه من جديد.

ومن هذا المنطلق، وإحياءً لهذا التراث القيّم الزاخر بالمعلومات المهمّة الكثيرة، وحفاظاً عليه من الضياع ـ إذ أصبح الكثير منها مفقوداً، وقلّما تجد مكتبة في النجف وغيرها تحتوي على كافة الأعداد المنشورة ـ قمنا في مكتبة الروضة الحيدرية بمشروع أرشفة هذه المجلات والصحف الكترونياً، ثم إعادة طباعتها ونشرها من جديد تحت عنوان (سلسلة صحافة النجف الأشرف).

فكان الابتداء بمجلة العلم للعلامة السيد هبة الدين الشهرستاني، نظراً لأهميتها وريادتها على سائر الصحف والمجلات النجفية، سيما وانّ مؤسسها كان رجل العلم والمعرفة والأدب والسياسة.

ثمّ شرعنا بمجلة الاعتدال للمرحوم محمد علي البلاغي (ت1396هـ)، والتي استمرّت لست سنوات، وأثارت نشاطاً ثقافياً في الأوساط العلميـة بأبحاثها المتنوعـة في مختلف حقـول المعرفة (الإسلامية والإنسانية).

ومن بعدها بدأنا بمجلة الدليل لصاحب امتيازها موسى الأسدي ورئيس تحريرها الشيخ عبدالهادي الأسدي رحمة الله عليهما، وهي مجلة شهرية علمية أدبية اجتماعية جامعة.

ثم وقع الاختيار على مجلة النشاط الثقافي لرئيس تحريرها ومسؤولها الشيخ عبدالغني الخضري ومدير تحريرها السيد مرتضى الحكمي رحمهما الله، ولسان حال جمعية التحرير الثقافي في النجف الأشرف.

أما المجلة الخامسة من سلسلة الصحافة النجفية التي وقع الاختيار عليها، مجلة البيان لرئيس تحريرها ومديرها المسؤول علي الخاقاني. وهي مجلة أدبية اجتماعية جامعة تصدر مرّتين في الشهر مؤقتاً وصدرت في أربع سنين.

والمجلة السادسة التي أخذت طريقها نحوالنشر، هي مجلة الشعاع لصاحبها عبدالهادي العصامي، وقد صدرت في سنتين وتوقفت عن الصدور لأمور مالية.

أمّا المجلة السابعة التي نقدّمها لكم، هي مجلة العدل الإسلامي لصاحبها ومديرها محمد رضا الكتبي رحمه الله، وهي مجلة علمية أدبية ثقافية جامعة، صدر عددها الأول في 15 ربيع الثاني عام 1365هـ واختتمت بعددها الخامس من السنة الثالثة في رجب عام 1368هـ.

وكان الدافع للمرحوم الكتبي في عمله وجهده الثقافي هذا، هو إخلاص النية وصدق القول وسداد العمل والخدمة النافعة للأمة، وقد رسم خطة عمل المجلة في مفتتح السنة الثانية قائلاً: «والشعور بالواجب يحتّم علينا أن نكافح الأوبئة النفسانية، ونستأصل شأفة الجراثيم الفاتكة في قلب المجتمع، ولا نفتأ قدر إمكاننا، نطارد الزيغ على جادّة الحق، ونصد متابعة الضلال، والركون إلى الغي، ونبذل الجهد المستطاع في نشر الفضيلة التي هي اكليل السعادة البشرية، وإماتة الرذيلة المتفشية التي أوجبت البعد عن دين الفضيلة، ولمّا بعد الإنسان عن دينه، جهل تعاليمه السامية والجهل لازمه استفحال الرذيلة، وعدم صيانة الحق، والاستهانة بالعدل، ولو اعتنق الإنسان دين الفضيلة والاجتماع، وزان نفسه بحكمه الرائعة وآدابه الرفيعة، لما كانت هناك محاكم ولا تحقيقات جنائية، ولكن البعد عنه أوجب سوء المغبة التي نحن الآن فيها، وقد تؤدي الحال إلى ما هو أشدّ مغبة من ذلك... ونحن نحاول قدر إمكاننا أن نخرج (العدل الإسلامي) إخراجاً صحيحاً جامعاً بين تطور الفكر الإسلامي ونظامه العالمي الذي خدم الإنسانية في عامة نواحي الحياة... والذي يجري مع الزمن ويماشي كل عصر».

وتمتاز هذه المجلة بتقريظ ثلة من العلماء الأعلام لها، أمثال الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء، والشيخ عبدالكريم الزنجاني، والشيخ محمد حسين الزين، والشيخ محمد حسين المظفري.

أمّا الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء بعد أن ذكر أهمية العدل والقيام به، تألّم من انّ هذه المفاهيم أصبحت اليوم عند عامة البشر ألفاظاً فارغة، وكلمات جوفاء لا تجد لها مدلولاً ولا مفعولاً في مقام العمل ولا في المعاملة، ومن هنا تمنّى لصاحب المجلة أن يوفّق لتوفية ولو بعض حق العدل والعدالة.

أمّا الشيخ الزنجاني فقد أشار في تقريظه القيّم إلى الفوضى التي شهدها الناس آنذاك في الأخلاق والأفكار والعقائد، ومن جانب آخر أشار إلى النقص الموجود في أسلوب تأليف الكتب الدينية ومناهج التعليم الديني الذي سبّب اختفاء فلسفة الدين الإسلامي وأسرار التشريع وحقائق تعاليم الإسلام، ممّا أدّى إلى عدم مواكبة الزمان، ولذا تكوّنت عند المسلمين قضايا معقّدة يجب المسارعة إلى حلّها، إذ بحلّها وتحليلها تشعّ تعاليم الإسلام، ويثبت نظام الأمم الإسلامية وارتباط بعضها ببعض، وعليه مسّت الحاجة الشديدة إلى الصحف الدينية والأدبية حتّى تهذّب من ثقافتهم، وتذود عن حقوقهم وكرامة دينهم، وتهديهم إلى الحقائق الإسلامية، وهذا هو ما تمنّاه لصحيفة العدل الإسلامي.

وقد وفقت هذه المجلة إلى حدٍّ كبير في انتهاج هذا النهج، واستعانت بكبار العلماء والكتّاب، فكتبت عن العدل الإسلامي تجاه المرأة، وفلسفة التشريع الإسلامي، وفلسفة الصلاة، والعدل الإسلامي من وجهة الاختصاص المالي، والتشريع الديني والمدني، والإسلام والعلم الحديث، والحياة وأنظمتها الإسلامية، وغيرها من المفاهيم الفكرية والاجتماعية والسياسية كقضية فلسطين والمدّ الشيوعي وما شاكل.

 

شكر وتقدير:

إنّ من المستحيل أن تنجز الأعمال والمشاريع الكبيرة بجهود فردية، بل لابدّ من التعاون والتكاتف لإنجازها، ونحن بدورنا نشكر ونقدّر جميع الجهود التي بذلت لإنجاز هذا المشروع، وهم كلّ من:

1 ـ الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة المهندس السيد مهدي الحسيني، والسادة أعضاء مجلس الإدارة.

2 ـ المكتبات الخاصة والعامة وأخصّ بالذكر: مكتبة الإمام الحسن عليه السلام، مكتبة السيد سلمان آل طعمة، مكتبة الإمام الحكيم، مكتبة كاشف الغطاء العامة، مكتبة أبو سعيدة الوثائقية.

3 ـ الكادر العامل في المكتبة حيث قاموا بعملية التصوير والتنظيف والإعداد الكامل لها، وهم كل من السادة: نصير شكر، علي لفته كريم، مهند محمد حسين الخفاجي.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة على رسوله وآله الأطيبين الطاهرين.